يفضل كثير من الناس اخراج زكاة أموالهم في شهر رمضان من كل عام زيادة في التماس البركة ورضا الله عز وجل في الشهر الفضيل، والزكاة في الاسلام ركن من أركانه، يعبر عن أهمية الانفاق من المال الخاص لغير القادرين دون مقابل منهم وانما طاعة وعبادة وتحقيقا لمقصد الشرع الذي يستهدف صلاح العباد والبلاد. الزكاة في اللغة هي البركة والطهارة والنماء والصلاح. وسميت الزكاة لأنها تزيد في المال الذي أخرجت منه وتقيه الآفات يقول العلماء: نفس المتصدق تزكو.. وماله يزكو أي يطهر ويزيد. الزكاة شرعا هي حصة مقدرة من المال فرضها الله عز وجل للمستحقين الذين سماهم في كتابه الكريم، وسماها بعض الفقهاء مقدار مخصوص في مال مخصوص لطائفة مخصوصة. الزكاة الشرعية أحيانا تسمي في لغة القرآن والسنة صدقة كما قال تعالي: (خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصلّ عليهم إن صلاتك سكن لهم) وفي الحديث الصحيح قال صلي اللّه عليه وسلم لمعاذ حين أرسله إلي اليمن: (أعلمهم أن اللّه افترض عليهم في أموالهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم وترد علي فقرائهم). الزكاة هي الركن الثالث من أركان الإسلام الخمسة، وعمود من أعمدة الدين التي لا يقوم إلا بها، فرضت في العام الثاني من الهجرة ، من أنكر وجوبها خرج عن الإسلام ويستتاب، أما من امتنع عن أدائها مع اعتقاده وجوبها فإنه يأثم بامتناعه دون أن يخرجه ذلك عن الإسلام. الزكاة حق لله مفروض في المال، لها شروط بتوافرها يكون المال محلا لوجوب الزكاة، وهذه الشروط شرعت للتيسير علي صاحب المال، فيخرج المزكي زكاة ماله عن نفس راضية طيبة لتتحقق الأهداف السامية التي ترمي إليها الفريضة من هذه الشروط الملك التام للمال فلا زكاة عن الأموال المقترضة، كما يشترط نمو المال وبلوغه النصاب فيما يزيد عن حاجة الانسان ومعيشته الكريمة حسب ظروفه الاجتماعية فضلا عن ضرورة مرور العام علي المال في ملك صاحبه، فاذا توافرت تلك الشروط وجب اخراج الزكاة وانفاقها في مصارفها الشرعية. يسأل الناس باستمرار عن أوجه انفاق للزكاة موجودة في المجتمعات الحديثة مثل المشروعات ذات الطابع الاجتماعي التي ترعي المواطنين وتقدم لهم خدمات يحتاجونها ولا يقدرون علي نفقاتها كالتبرع للمستشفيات وبعض دور الرعاية الاجتماعية، وقد أفتي أهل العلم والفتوي بجواز اخراج جانب من الزكاة لهذه الأغراض التي تتفق مع الهدف الأسمي من فرض الزكاة.