الزكاة ملمح من الملامح الخاصة بالمسئولية الدينية والاجتماعية لرجل الأعمال ومع قرب حلول شهر رمضان يسعي معظم رجال الأعمال الي دفع زكاة أموالهم علي الرغم من أن خروج هذه الزكاة تجوز في جميع أوقات السنة ولكن هناك ربطا بين خروج الزكاة وهذا الشهر الكريم لا يفسره سوي رجال الأعمال. في البداية يشير مصطفي السلاب وكيل اللجنة الاقتصادية بمجلس الشعب ورئيس جمعية مستثمري مدينة العبور إلي ان الزكاة جزء من المسئولية الدينية أولا وقبل أي شيء وبطبيعة الحال فإن رجل الأعمال مشغول طوال العام بأعماله ومصالحه الخاصة ولكن مع قرب حلول شهر رمضان يصبح الشغل الشاغل لمعظم رجال البيزنس والحديث الدائر بينهم عن كيفية خروج الزكاة واحتسابها وبصفة خاصة الزكاة عن المنشآت الصناعية حيث يوجد مواد خام وقطع غيار وانتاج نهائي. وأضاف ان هناك حالة من "الفوقان" تصيب رجل الأعمال عند قدوم شهري شعبان ورمضان موضحا ان هناك أحاديث كثيرة متداولة بين رجال الأعمال عن كيفية ووقت خروج الزكاة وهذا العام اقترح أحد رجال الأعمال المتعمقين في الفقه والدين ان يتم تحديد يوم معين في شهر رمضان لخروج الزكاة وقضاء ما عليه من ديون تجاه الله والناس منوها إلي كون رجال الأعمال يقومون طوال العام بانفاق الأموال علي الفقراء ولكن الجرد واحتساب الماليات دائما ما يكون في شهر شعبان. كما ان الشرع لم يحدد وقتا معينا وبالتالي فالوقت الذي يستطيع فيه رجل الأعمال دفع ما عليه من زكاة لا يمكن لأحد التعليق عليه. يوضح السلاب اننا نسعي دائما لدفع الزكاة في شكل أموال ولكننا مؤخرا حصلنا علي افتاء من بعض الأئمة بجواز أن تخرج زكاة الأموال في شكل مواد غذائية ولكن بعض التبرعات الأخري التي يقوم بها رجال الأعمال مثل المشاركة في بناء مسجد أو مستشفي فالأئمة قالوا انها تعتبر صدقة جارية ولا يجوز احتسابها من مال الزكاة. أما د.محرم هلال رئيس جمعية مستثمري مدينة العاشر من رمضان يؤكد ان زكاة المال يتم دفعها في مواعيدها التي حددها الشرع بصرف النظر عن شهر رمضان ولكن هناك بعض الناس يفضلون تاريخا معينا يكون بمثابة تذكير لهم ولا يوجد أفضل من شهر رمضان للقيام بهذا الدور فالناس أغنياء وفقراء أسخي ما يكونوا في رمضان حيث توجد روحانيات عالية والجميع يود التقرب الي الله من خلال المال مضيفا ان خروج الزكاة في أي شكل وفي أي وقت شيء لا يجب الوقوف عليه لأن الشيء الأهم هو دفع المال لمساعدة الآخرين حيث توجد فئات عديدة تتناسي دفع هذه الأموال. أوضح ان كل صاحب مال لو قام باخراج الزكاة بالشكل الذي يرضي الله لن نجد في مصر فردا واحدا فقيرا أو محتاجا مطالبا بضرورة الالتزام بالنصاب الذي فرضه الله عز وجل وعلي الرغم من أن دفع المال يكون أسهل وأنفع إلا ان التبرع بأي شيء للمجتمع مهما كانت قيمته أو منفعته فلا ضرر فيه. د. أحمد شيحة رئيس مجلس الأعمال المصري الروسي يؤكد اننا نفرق دائما بين زكاة الفطر وهي الزكاة الوحيدة الواجبة في شهر رمضان وهي مفروضة علي كل إنسان قادر أما فيما يتعلق بزكاة المال فهي ضريبة سنوية مفروضة علي الأرباح والمكاسب والدخول حيث قدرها الشرع ويتم دفعها بعد أن يحول عليها الحول وتبلغ النصاب. مضيفا انه يرفض فكرة الربط بين دفع زكاة المال وشهر رمضان لأن كلا منهما له أبعاد مختلفة وميعاد مختلف وعلي سبيل المثال قد يأتي شهر رمضان دون أن يكون لدي رجل الأعمال مبلغ مالي أو صافي أرباح يستطيع من خلاله دفع زكاة المال. أما علي جمال رجل أعمال ورئيس جمعية المشروعات الصغيرة بمدينة السادس من أكتوبر سابقا فيؤكد اتجاه مجموعة كبيرة من رجال الأعمال الي استغلال شهر رمضان لضرب عصفورين بحجر واحد فمن ناحية دفع زكاة المال المفروضة عليهم ومن ناحية أخري استغلال الدعاية والتباهي بالإعلان عن عمل مشروعات خيرية وتوزيع الأموال في هذا الشهر الكريم. ويوضح علي جمال ان أخلاقيات الناس قد اختلفت فالكثير منهم يسعي الي التباهي بإمكانياته وقدراته في حين يوجد اشخاص قريبون منهم في حاجة إلي مساعدة ولكن البعض يستخدم الناحية الدينية للمظهرية والتباهي أو شعور بالأنا علي الرغم من أن الزكاة هذه تعتبر أقل ما يجب علي رجل الأعمال دفعه فالأهم عمل مشروعات وتوفير فرص عمل والمشاركة في عمل الخدمات والبنية الأساسية التي يعود نفعها علي المجتمع. وعن قيام بعض رجال الأعمال باستخدام الراكد لديهم من السلع وخروجه في شكل زكاة مال يوضح علي جمال ان هناك بعض رجال الأعمال يقدمون علي هذه الخطوة ولكنه تصرف شخصي غير مقبول لأن الرسول صلي الله عليه وسلم قد حث المسلم علي اخراج أفضل ما لديه ليقدمه صدقة أو زكاة.