يري مصنعو الحلوي والشكولاته مثل عائلة "ليم" الإندونيسية التي تمتلك معمل حلوي أن الولاياتالمتحدة هي أحد أسواق العالم الأكثر استهلاكا للحلويات لكنها لم تتبين بعد كيف تحصل علي نصيب لها فيه. ويقول وونج ليم في صحيفة نيويورك تايمز "إن والديه أسسا عملهما التجاري هذا قبل زهاء 30 عاما حيث بدءا بتوزيع الحلوي ولاحقا بتصنيعها في جاكرتا، وأشار إلي أن الإندونيسيين يتلذذون بالحلوي وحتي الكبار منهم يتناولون الحلوي المثبتة علي طرف عود يوميا وتعرض الشركة العائلية "انترنوسا فود" للأغذية أنواعا من الحلوي الزاهية الألوان التي يحبها الإندونيسيون. ورغم أن وونج عاش صباه وشبابه مع صناعة الحلوي الإندونيسية فإنه اكتسب بعض الخبرة عن الكيفية التي يشبع بها الأمريكيون شغفهم بالحلوي. فهو جاء إلي الولاياتالمتحدة قبل حوالي 20 عاما ويقيم حاليا في شيكاغو حيث يعمل مهندسا للبرمجيات. وقد انصرف وونج من عمله المعتاد لبعض الوقت في نهاية يونية الماضي لمساعدة الشركة التي تمتلكها عائلته في معرض المأكولات الفاخرة بنيويورك حيث التقي بائعون من جميع أنحاء المعمورة بمستوردين وموزعين أمريكيين ممن يحددون تقريبا ما يشاهده الأمريكيون من سلع علي رفوف البقالات والمخازن وما يتوافر للطهاة علي لوائح طعام مطاعمهم. ووقف وونج إلي جانب شقيقته ليك جيك نجو في أحد أكشاك المعرض بنهاية صف من الشركات الإندونيسية التي كانت تعرض منتجاتها في مركز جافيتس للمؤتمرات الشاسع بنيويورك وفي حين أن شقيقته تمتلك معرفة أكبر من الشركة فإنه يتحدث اللغة الإنجليزية بطلاقة أكثر. وأفاد أن شركتهما درجت علي تصدير سلعها علي مدي سنوات إلي جنوب آسيا وشرقها ومؤخرا إلي اليابان وأجزاء من أفريقيا وقال "هذه باكورة محاولاتنا لدخول السوق الأمريكي وشاءت الصدف أن أزور هذا المكان وهكذا أنا استمتع وأساعد في المهام". ويدرك وونج أن الشوكولاتة -وهي سلعة نادرة نسبيا للإندونيسيين مادة أساسية بالنسبة للأمريكيين وأعرب عن شكوكه بأن تلقي ما تصنعه شركة مثل شركة عائلته تصنع القطع الصغيرة من الكعك الملفوف برقاقات ألمونيوم وتلاقي رواجا في إندونيسيا ومعروضة في كشك شركته "إنترنوسا" إقبالا لإتباعها في الولاياتالمتحدة لا لسبب سوي لكونها تختلف عن منتجات رفوف حلوي المحال الأمريكية. وأشار إلي أنه يراوده أمل أكبر بخصوص بعض منتجات شركة عائلته من الحلوي بسبب ألوانها الجذابة وجودتها. وقال إن الحلوي الإندونيسية تستخدم قصب السكر بدلا من خلاصة سكر الذرة التي لم تلق استحسانا مؤخرا في أوساط المنادين بتناول الأطعمة الصحية لأن السكر لا يعتبر غذاء صحيا. وفي ضوء تدني تكلفة الإنتاج في إندونيسيا بات بمقدور عائلة ليم أن تنافس في السوق من خلال خفض أسعارها وأشار وونج إلي أن من سلع شركته الواعدة مستقبلا في الولاياتالمتحدة الحلوي علي طرف العود والتي يمكن أن تباع بثمن منخفض جدا وهو 25 سنتا أمريكيا للقطعة. وبينما تعمد منتجو حلوي إندونيسيون إلي بيع منتجاتهم في الولاياتالمتحدة لكنهم استهدفوا فقط قطاع المهاجرين الآسيويين وجالياتهم إلا أن وونج يحاول تغيير ذلك الوضع ليستهدف بمنتجات شركته الجميع. وكان إقبال موزعي الأغذية ومشتريها علي أسواق المأكولات حسنا لكن النجاح الحقيقي كما أوضح "سيتبين فيما إذا سيضع أولئك طلبيات لمنتجات شركة إنترنوسا". وينظم معرض المأكولات الفاخرة مرتين في العام في نيويورك في الصيف وفي سان فرانسيسكو في الشتاء وهو أكبر معرض للأغذية المتخصصة وسوق للمشروبات في أمريكا الشمالية منذ عام 1955. وتجتذب معارض المأكولات المتخصصة التي يرعاها اتحادها القومي أكثر من 40 ألف شخص من أكثر من 80 بلدا كي يستعرضوا 260 ألف منتج غذائي مبتكر من بينها الحلوي والشكولاته والجبن والبن والوجبات الخفيفة والمتبلات والأطعمة العضوية والإثنية والطبيعية وما شاكلها.