تقف إدنا راباتا أمام أحد الأكشاك المنتشرة في معرض للأطعمة والمأكولات الراقية في مركز جافيتس للمؤتمرات في نيويورك مدللة علي شهرة الحلويات السورية قائلة "حتي أهل لبنان يسافرون إلي سوريا طلبا للحلويات السورية". راباتا هي بمثابة الواجهة الأمريكية لحلويات قويدر الشركة الدمشقية التي تأسست في عام 1969 ونشأت من مخبز ظهر إلي الوجود قبل 125 سنة. وهي متزوجة منذ 15 سنة من أحد أبناء أسرة قويدر التي يدير أعضاؤها من أبناء عمومته الشركة في سوريا. صحيح أن إدنا راباتا زارت سوريا كثيراً لكنها تجد نفسها في بيتها وموطنها عندما تزور حي مانهاتن بنيويورك حيث نشأت وتميز حديثها باللهجة التي ينفرد بها أهالي نيويورك. وفي عام 2009 بدأت شركتها "حلويات دمشق" تستورد حلويات قويدر وتطرحها في السوق الأمريكية. تقول راباتا لصحيفة نيويورك تايمز إن الحلويات السورية تصنع وتعبأ وتغلف في دمشق ثم تشحن جوا مبردة كي تحافظ علي جدتها ونكهتها عند وصولها إلي المقاهي والمحال الأمريكية حيث تقيم الآن في مدينة أورلاندو بولاية فلوريدا وتملك وزوجها مقهي فيه قسم خاص لإعداد وتقديم الشيشة للزبائن. وتقول إن كل الناس متعلقون الآن بتدخين الشيشة. وتضيف: "أن الحكاية بدأت عندما أشركت بعض الأصدقاء في تناول الحلوي وشجعوها علي تسويقها في المقاهي والمحال في أورلاندو". وتروي راباتا حكايتها قائلة: بدأت بالذهاب إلي محل نادي زسامزس ثم إلي محل "كوسكو" حيث عرضتها وجعلت الناس يتذوقونها في اثنين من أكبر محال بيع التجزئة التي تملك فروعا كثيرة منتشرة في أنحاء الولاياتالمتحدة. وقالت: ثم ذهبت مرة إلي أحد المقاهي وقلت لأصحابه: "هالكم علبة...إني أهبها لكم. بيعوها وريعها لكم. وإذا أحببتموها وأحبها زبائنكم كلموني وهذه بطاقتي. إنها لذيذة جدا تبيع نفسها من تلقاء نفسها". قالت راباتا إن شركة حلويات قويدر حاولت تصدير منتجاتها إلي الولاياتالمتحدة في عام 2004 لكن أملها خاب بسبب العلاقات المتوترة بين سوريا والولاياتالمتحدة. إذ كان علي البضائع السورية أن تشحن إلي لبنان ثم تركيا أولا قبل أن تتوجه إلي الولاياتالمتحدة. أما الآن فتقول إن العلاقات أفضل بكثير فحكومة أوباما سعت إلي تحسينها وبدأت كميات متزايدة من الأغذية السورية تصل إلي المستهلكين الأمريكيين علي الرغم من أنها في كثير من الأحيان تحمل بطاقات تشدد علي أنها من موزعين أمريكيين. ولذا فإن وجود المواد الغذائية التي يعرضها الموزعون وباعة التجزئة في الجناح السوري في معرض نيويورك وتشمل زيت الزيتون والزيتون بكل أنواعه والفواكه المجففة وماء الورد ومحشي ورق العنب والشيكولاته والطاولات الكثيرة الممدودة بأطباق وعلب البقلاوة والحلويات المحشوة بالفستق وغيرها من أطايب الحلويات كان بمثابة معلم قالت فيه راباتا بمناسبة وجود الباعة السوريين أنا سعيدة جدا أن الفرصة أتيحت لهم كي يأتوا إلي هنا إلي الولاياتالمتحدة ومعهم منتجاتهم الخاصة التي تحمل بطاقاتها الخاصة التي يتعرف عليها الناس منها. أما بالنسبة لحلويات قويدر فقالت راباتا إن الناس كانوا يلتهمونها بشراهة ولكن مع بعض التشجيع منها طبعا. وكشفت عن جانب من شخصيتها قائلة أنا من نيويورك حيث نحن ودودون نوعا ما ولكننا جادون في الوقت نفسه. وأعربت راباتا عن أن المعرض وفر لها ثروة من المؤشرات والأدلة للمبيعات بالإضافة إلي تلقي كثير من الطلبات المؤكدة لشراء الحلويات وقالت لقد حققنا إنجازا جيدا وحصلنا علي بطاقات أعمال شخصية كثيرة الناس يريدون معلومات ولذا نحن متفائلون. مصطفي عبد العزيز