تراجع مؤشر مورجان ستانلي كابيتال "إم . إس . سي . آي" للسوق الآسيوي خلال مايو الماضي بمعدل وصل إلي نحو 8 .10% باستثناء اليابان، وفيما يتعلق بمؤشر الاسواق المتقدمة فقد وصل إلي أدني مستوياته في التاسع من شهر مارس من العام الماضي، إلا انه تمكن من تحقيق ارتفاع وصلت نسبته إلي نحو 74% حتي نهاية شهر ابريل من السنة الجارية، وعلي الرغم من عمليات البيع السريع التي شهدها الشهر الماضي بسبب عدم الاستقرار العالمي الحالي الذي سببته مشكلات منطقة اليورو، إلا ان هناك أسواقا صمدت في وجه تلك الازمة مثل بورصة تايلاند علي حد قول صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية . وفي ذات الوقت تراجع مؤشر مورجان ستانلي كابيتال انترناشيونال لاسواق الخليج بنسبة 5% بسبب أزمة الديون اليونانية في الفترة من بداية النصف الثاني من شهر ابريل الماضي وحتي شهر مايو، بعد ان شهد ارتفاعا مع بداية ابريل بلغ نحو 1%، كما سجل ارتفاعا منذ بداية العام وحتي الشهر الماضي نسبته 6 .13%، والذي يعد ارتفاعا قياسيا، حيث تفوق علي مؤشر مورجان ستانلي كابيتال انترناشيونال للاسواق الناشئة والذي تراجع بنسبة 3% . ويقول الدكتور أحمد جلال خبير أسواق المال ان سبب ارتفاع الاسواق الخليجية في ابريل الماضي يرجع إلي اتجاه المستثمرين إليها، حيث لوحظ تراجع الاسواق العالمية في ذات الشهر بسبب خوف المستثمرين من مشكلة الديون اليونانية وعدوي انتقالها إلي دول أخري في دول الاتحاد الاوروبي مثل إسبانيا والبرتغال، حيث ظل مؤشر مورجان ستانلي كابيتال انترناشيونال لأسواق العالم ثابتا كما هو في ابريل، مقارنة بنسبة صعود 6% في مارس الماضي ليحافظ بذلك علي ارتفاعه منذ بداية العام وحتي ابريل عند 4 .3%، موضحا انه علي اساس القيمة السوقية أسهمت الولاياتالمتحدةالامريكية بحجمها الكبير بنحو 3% من نسبة الصعود، وتبذل الحكومات حاليا جهودا مضنية من أجل التخلص من الازمة وحماية الاسواق . ويشير أحمد زينهم مدير شركة "تي . ام . تي" للاستشارات المالية إلي ان المؤشرات التي يتم التوصل إليها من خلال مؤسسة مورجان ستانلي كابيتال تعد في غاية الاهمية وليست هباء كما يتصور البعض، وذلك لأن مديري صناديق الاستثمار العالمية يتخذون من تصنيفات "إم . إس . سي . آي" أساسا لاستراتيجيات الاستثمار التي يعتمدون عليها، الأمر الذي يؤكد أهمية تلك التصنيفات فيما يتعلق بزيادة الاستثمارات الاجنبية التي تتجه نحو أسواق المال . وعن قرار شركة "إم . إس . سي . آي" للمؤشرات في عدم رفع الامارات إلي مرتبة أسواق ناشئة، أوضح ان هذا لم يكن قرارا مفاجئا إلا أن ذلك لن يؤثر علي أداء الاسهم في الاجل القصير، ولكن من المتوقع ان يبعد القرار السالف الذكر الصناديق الكبيرة عن الاستثمار في المنطقة، لافتا إلي ان رفع قيمة الاسواق كان من شأنه ان يدعم الشركات المدرجة في الاسواق بدرجة كبيرة لكن عدم حدوث ذلك لن يكون له أثر يذكر . وقد واصلت أسواق الاسهم الخليجية أداءها الايجابي خلال الربع الاول من العام الجاري، حيث اختتم مؤشر "إم . إس . سي . آي" للاسواق الخليجية في الربع الاول محققا مكاسب بلغت نحو 8 .12%، وجاء سوق الكويت للاوراق المالية في صدارة أفضل الاسواق العربية أداء خلال هذه الفترة، تلاه السوق السعودي ثم البورصة المصرية . وبعد تأكيد بنك جولدمان ساكس في دراسة أعدها مؤخرا انه ليس منطقيا ان تشوب المستثمرين في أسواق الاوراق المالية حالة من الفزع بسبب أزمة الديون في منطقة اليورو، ولاسيما في اليونان، وبرر البنك ذلك بأن هناك بلدانا أخري تعد محركة للنمو الاقتصادي، موضحا انه من المؤكد ان توفر بلدان الاسواق الناشئة مثل الصين لا دول أوروبية عوامل النمو الاقتصادي الرئيسية خلال الاعوام المقبلة . أوضح كريم عبدالعزيز مدير صناديق الاسهم بشركة الاهلي لادارة صناديق الاستثمار ان أداء الاسواق الناشئة تفوق علي مثيله في الاسواق المتقدمة منذ بداية الازمة العالمية لأن الاسواق المتقدمة شهدت وقوع الازمة فيها، وهي التي عايشتها، مما كان له أبلغ الاثر عليها، كما ان الصين وهي أكبر الاسواق الناشئة من المتوقع ان تحرص بشدة علي بقاء النمو الاقتصادي أعلي من 8%، وكذلك الهند ثاني أكبر الاسواق الناشئة متوقعا ايضا ان تشهد معدلات نمو اقتصادي مرتفعة خلال العام الجاري، وايضا البرازيل ثالث أكبر الاسواق الناشئة يمكن ان تقود أسواق أمريكا اللاتينية لتحقق معدلات نمو مرتفعة .