خيم الهبوط علي البورصات العالمية خلال تعاملات الأسبوع الماضي لأسباب مختلفة علي رأسها هبوط قيمة الدولار والمخاوف من استمرار رفع الفائدة الأمريكية. وشهد مؤشر استاندارد اند بورز 500 "اس اند بي" بالبورصة الأمريكية أكبر هبوط أسبوعي له منذ أكتوبر الماضي كما سجلت الأسهم الأوروبية أسوأ هبوط أسبوعي لها منذ أغسطس 2004 فيما قادت أسهم الشركات الآسيوية المصدرة الخسائر خلال الأسبوع الماضي. وول ستريت سجلت الأسهم الأمريكية هبوطاً خلال تعاملات الجمعة لليوم الثاني علي التوالي مع ارتفاع أسعار السلع المستوردة بعد هبوط الدولار مما قد يعني أن التضخم سيتسارع. وعلي الرغم من استمرار ارتفاع أسعار المعادن إلا أن أسهم شركات المواد الأولية الأمريكية قد تراجعت بعد أن قلصت المعادن من مكاسبها خلال الأسبوع الماضي فيما هبط سهم اكسبيديا أكبر وكالة في العالم للسفر بعد ان جاءت ارباحها دون توقعات المحللين مما هوي بمؤشر ناسداك. وخلال تعاملات الجمعة فقد مؤشر داو جونز الصناعي أكثر من 100 للمرة الأولي منذ يونيو 2005 حيث تراجع بمقدار 119.74 نقطة أو ما قيمته 1% ليصل إلي 11380.99 نقطة فيما انخفض مؤشر اس اند بي 500 بمقدار 14.68 نقطة أو 1.1% ليصل إلي 1291.24 نقطة فيما خسر مؤشر ناسداك نحو 28.92 نقطة "1.3%" ليغلق علي 2243.78 نقطة. أما خلال تعاملات الأسبوع فإن مؤشر اس اند بي 500 قد فقد 2.6% من قيمته وهو أسوأ أداء أسبوعي لها منذ الأسبوع المنتهي في 7 أكتوبر الماضي كما تراجع مؤشر داو جونز الصناعي بمقدار 1.7% مسجلاً أول هبوط أسبوعي له خلال ستة أسابيع فيما هوي مؤشر ناسداك بمقدار 2.4 في المائة. وأظهر تقرير حكومي أن أسعار السلع المستوردة قد قفز لأعلي مستوي لها خلال سبعة أشهر وجاءت تلك البيانات في أعقاب الارتفاع في النفط وأسعار المعادن وقيام الاحتياطي الفيدرالي بالرفع السادس عشر علي التوالي لأسعار الفائدة في وقت سابق من الأسبوع الماضي. وسجل الدولار أدني مستوياته مقابل اليورو خلال هذا العام فيما شهد أكبر تراجع له أمام العملة اليابانية خلال ثمانية أشهر مسجلاً مستوي أدني من 110 ين وذلك للمرة الأولي منذ سبتمبر الماضي بعد صدور تقرير أظهر ان هناك عجزاً تجارياً بلغ 62 مليار دولار في مارس. ويؤدي هبوط الدولار إلي زيادة التضخم عبر جعل السلع القادمة من الخارج أكثر تكلفة مما يحد من القدرة الشرائية للمستهلكين. وهبط سهم اكسبيديا بنحو 5.15 دولار أو ما قيمته 5.15 دولار أو 26% ليبلغ 14.51 دولار بأن ذكرت الشركة ان صافي دخلها قد هبط بنحو 51% ليبلغ 23.3 مليون دولار بسبب زيادة تكلفة الإدارة والتسويق وهبوط المبيعات الأمريكية. وانتعش سهم جينرال موتورز بنحو 28 سنتاً أو 1.1% ليصل إلي 26.09 دولار محققاً أفضل أداء بمؤشر داو. بورصات أوروبا سجلت الأسهم الأوروبية أكبر هبوط لها منذ أغسطس 2004 وسط مخاوف من أن تسارع التضخم سيؤدي لارتفاع أسعار الفائدة. وهبط مؤشر داو جونز ستوكس 600 بنحو 2.1% ليبلغ 3.68 نقطة خلال تعاملات الجمعة ليصل إجمالي خسائره خلال تعاملات الأسبوع إلي 2.5% فيما فقد مؤشر ستوكس 50 نحو 2.1% من قيمته كما هبط مؤشر يورو ستوكس 50 لل 12 دولة المشاركة في منطقة اليورو بنحو 2.2%. وأظهرت تقارير حكومية صدرت نهاية الأسبوع الماضي ان التضخم في كل من ألمانيا وفرنسا أكبر اقتصادين في منطقة اليورو قد تسارع في أبريل عقب ارتفاع أسعار البترول مما دعم التوقعات بأن البنك المركزي الأوروبي من المحتمل ان يقوم برفع أسعار الفائدة خلال الشهر القادم. وتراجع مؤشر ستوكس 600 عن أعلي مستوياته منذ خمسة أعوام بعد قيام الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي برفع أسعار الفائدة. وقد تراجعت جميع مؤشرات البورصات الوطنية في أوروبا الغربية التي فتحت أبوابها خلال هذا الأسبوع ما عدا بورصة أيسلندا. وانخفض مؤشر كاك 40 في بورصة باريس بنحو 2.1% فيما هبط مؤشر إف تي للشركات المائة الكبري في بورصة لندن بمقدار 2.2% أما في بورصة فرانكفورت فإن مؤشر داكس قد خسر 2.3% من قيمته. وهبط سهم اتش اس بي سي أكبر مصرف أوروبي من حيث القيمة السوية بمقدار 2% ليصل سعره إلي 951 بنساً. كما انخفض سهم فيلبس أكبر شركة أوروبية مصنعة للإلكترونيات الاستهلاكية بنحو 3.3% ليصل سعره إلي 25.29 يورو فيما هوي سهم دايملر كرايسلر خامس أكبر شركة مصنعة للسيارات بنحو 4.1% ليصل سعره إلي 42 يورو. البورصات الآسيوية هبطت أسهم الشركات الآسيوية المصدرة بما فيها سهم تويوتا موتور خلال الأسبوع المنصرم وسط مخاوف من استمرار الفيدرالي الأمريكي في سياسته لرفع أسعار الفائدة مما سيرفع تكلفة الاقتراض في الولاياتالمتحدة ويؤثر علي القدرة الشرائية للمستهلك الأمريكي وبالتالي سيضر بمبيعات تلك الشركات. علي جانب آخر استطاعت أسهم الشركات المنتجة للموارد الأولية مثل سهم بي اتش بي بيلتون ان تنتعش مع استمرار ارتفاع أسعار المعادن مثل النحاس والنيكل والزنك وبلوغها مستويات قياسية وصعود أسعار النفط. وهبط مؤشر مورجان ستانلي كابيتال انترناشونال آسيا باسيفيك الذي يقيس أداء الأسهم الدولارية في 14 سوقاً متواجدة بالمنطقة بنحو 0.5% ليصل إلي 140.07 نقطة خلال هذا الأسبوع بعد أن أنهي تعاملات الأسبوع السابق علي 143.5 نقطة وهو أعلي مستوي في تاريخه منذ 19 عاماً وسجل المؤشر الفرعي للشركات الصناعية الذي يضم من المصدرين مثل سهم تويوتا هبوطاً بمقدار 3%. وسجلت الأسهم اليابانية أسوأ أداء في المنطقة حيث فقد مؤشر نيكي المجمع لأسهم 224 مؤسسة يابانية نحو 3.2% من قيمته فيما هوي مؤشر توبكس الأوسع نطاقاً بمقدار 2.8%. أما مؤشرات هونج كونج والهند وباكستان وسنغافورة وتايوان فقد هوت بينما تقدمت باقي مؤشرات المنطقة. وهبط سهم تويوتا أكبر شركة في العالم مصنعة للسيارات من حيث القيمة السوقية بنحو 6.3% خلال هذا الأسبوع ليغلق علي 6370 ين. وباعت الشركة نحو 2.56 مليون سيارة العام المالي الماضي في أمريكا الشمالية وحدها لتتجاوز مبيعاتها في اليابان للمرة الأولي. كما تراجع سهم سوني كورب ثاني أكبر شركة مصنعة للإلكترونيات الاستهلاكية بنحو 4% ليبلغ سعره 5330 ين. وتستحوذ الولاياتالمتحدة علي نحو ربع مبيعات الشركة العام الماضي.