صعد اليوان لأعلي مستوي في 21 شهرا امس مما يشير لتحرير السلطات العملة من قيود ربطها بالدولار علي مدار 23 شهرا إثر تعهد بكين بدرجة أكبر من السيولة في مطلع الاسبوع. وارتفعت العملات والأسهم الآسيوية بينما انخفضت سندات الخزانة الامريكية بفضل توقعات بأن ينجح وعد الصين بمنح العملة مجالا جديدا للتحرك في تخفيف حدة التوترات السياسية مع الغرب ويشجع المستثمرين علي الاقبال علي اصول أكثر خطورة. وكان قرار الصين ربط عملتها بالدولار منذ منتصف عام 2008 مثار انتقادات تفيد تحقيق الصين مزايا تجارية غير عادلة خلال التراجع الاقتصادي العالمي . ولقي اعلانها في مطلع الاسبوع منح العملة مرونة أكبر ترحيبا عالميا بما في ذلك من الولاياتالمتحدة ولكن مع بعض الحذر فيما ينتظر واضعو السياسات ليروا كيفية تطبيق الاعلان. وارتفع اليوان الي 6.8110 يوان مقابل الدولار بارتفاع 0.2% فقط عن اغلاق الجمعة علي 6.8262 يوان ولكنه يظل أعلي مستوي اغلاق منذ سبتمبر 2008. ويحدد البنك المركزي يوميا نقطة مرجعية للتعاملات علي اليوان ويسمح بتحرك العملة بنسبة 0.5% صعودا وهبوطا من هذه النقطة. وفي وقت سابق حدد البنك النقطة المرجعية عند 6.8275 لكل دولار دون تغيير عن يوم الجمعة مما دفع البعض للتشكك بشأن نوايا الصين وتباطؤ طفيف في الاتجاه الصعودي في أسواق اخري . وقال وانغ هاو يو الاقتصادي في فرست كابيتال سكيورتيز في شنتشن "علي المدي القصير ينبغي لبنك الشعب الصيني أن يسمح بارتفاع اليوان لتهدئة الولاياتالمتحدة وتخفيف الضغط هناك". وكانت الصين قد اعلنت يوم السبت إلي أنها سوف تسمح لعملتها الوطنية "اليوان" بالارتفاع مقابل الدولار الأمريكي والعملات الغربية الأخري، الخطوة التي رحَّب بها كل من الولاياتالمتحدة وصندوق النقد الدولي. وأعلن البنك المركزي الصيني أنه سيجعل آلية سعر صرف اليوان "أكثر مرونة"، وذلك دون أن يعطي المزيد من التفاصيل حول توقيت أو مدي حجم المرونة التي سيسمح بها في هذا الإطار. هذا وقد رحَّب الرئيس الأمريكي باراك أوباما بالخطوة الصينية الجديدة، قائلا إن القرار الصيني بشأن زيادة مرونتها حيال سعر صرف اليوان هو خطوة بنَّاءة ويمكن أن تساعد علي حماية التعافي الاقتصادي وتسهم باقتصاد عالمي أكثر توازنا. بدوره رحب وزير الخزانة الأمريكي، تيموثي جيثنر، بالخطوة الصينية واعتبرها تطورا بناءً لدفع جهود التعافي الاقتصادي قدما إلي الأمام. يذكر أن الولاياتالمتحدة دأبت علي توجيه انتقادات حادة لبكين بشأن عدم سعيها لتعزيز وضع عملتها الوطنية. كما اتهمت واشنطن الصينيين بالإبقاء علي اليوان ضعيفا من أجل مساعدة الشركات الصينية علي التنافس في الخارج والمساهمة بالفائض الهائل في الميزان التجاري الصيني مع دول العالم الأخري. أما رئيس صندوق النقد الدولي، دومينيك شتراوس-كان، فقال إن الخطوة الصينية "تطور مرحب به للغاية". وفي العاصمة البلجيكية بروكسل، أعلنت المفوضية الأوروبية، الجهاز التنفيذي للاتحاد الأوروبي، عن ترحيبها بالقرار الصيني، وقالت في بيان نقلته وكالة الأنباء الصينية "شينخوا"، إن مثل هذه الخطوة ستكون مفيدة، لكل من الاقتصادين الصيني والعالمي. وقال البنك المركزي الاوروبي انه يرحب بقرار الصين ادخال مزيد من الاصلاحات علي آلية سعر صرف عملتها اليوان وشجع بكين علي السماح بقدر أكبر من المرونة. وقال البنك الاوروبي إن منطقة اليورو مازالت لها مصلحة واضحة في استقرار النظام المالي العالمي إذ إن التقلبات الزائدة في أسعار الصرف ستؤثر سلبا علي الاستقرار الاقتصادي والمالي. كما أصدر رئيس الوزراء الكندي، ستيفن هاربر، بياناً رحب فيه بالقرار الصيني، واصفاً إياه بأنه "خطوة هامة للأمام"، وأضاف قائلا: إننا نتطلع إلي خطوات إضافية من قبل دول مجموعة ال20 في قمة تورنتو المرتقبة، لتحسين الآفاق الاقتصادية لجميع مواطنينا. من جانبه، وصف مدير عام صندوق النقد الدولي، دومينيك شتراوس كان، قرار بنك الشعب الصيني بأنه "تطور مرحب به للغاية"، وأوضح أن هذه الخطوة سوف تساعد علي زيادة دخل الأسر الصينية، وتقدم الحوافز اللازمة لإعادة توجيه الاستثمارات نحو الصناعات، التي تخدم المستهلك الصيني. وكان سعر صرف اليوان قد استقر عند حدود ال 6.83 يوانا للدولار الأمريكي منذ يوليو 2008.