انتقد وزير الخزانة الأمريكي تيم جيثنر، السياسة النقدية للصين، في هجوم قد يعد أولي معارك الحماية القومية بين واشنطنوبكين بعد تولي الرئيس باراك أوباما ولايته مؤخرا. وسبق وأن انتقدت الولاياتالمتحدة الصين إزاء سياسة النقد الأجنبي الصارمة التي تطبقها الصين وذلك بتقدير اليوان بأقل من قيمته مما يمنح المنتجات الصينية ميزة غير عادلة في الأسواق العالمية. واتهم جيثنر الصين ب "التلاعب" بعملتها الوطنية وتعهد بتبني دبلوماسية "شرسة" لدفع الصين للتحرك، في تصريحات يتوقع أن ترفع حدة التوتر مع بكين. وتؤمن الإدارة الأمريكية دوما أن حكومة الصين تعمل علي ابقاء عملتها الوطنية يوان ضمن أسعار صرف منخفضة بهدف تعزيز صادراتها، علي حساب المنتجات الأمريكية، إلا أنه لم يسبق وأن اتهمت إدارة الرئيس الأمريكي السابق، جورج بوش، حكومة بكين بالتلاعب باليوان. ويجعل سعر اليوان المنخفض البضائع الصينية رخيصة للغاية، وتدفع المستهلك الأمريكي إلي شرائها بكثرة، وقد وقر هذا للصين سيولة كبيرة وظفتها في شراء سندات خزينة أمريكية وسندات قروض مدعومة برهون عقارية. وأورد جيثنر في بيان مكتوب إلي مجلس الشيوخ الأمريكي أن الرئيس أوباما يعتقد أن بكين تتلاعب بقيمة اليوان، وأضاف: "الرئيس، وتسانده استنتاجات قاعدة عريضة من الخبراء الاقتصاديين، يعتقد أن الصين تناور بعملتها". وأضاف: "أوباما سيسخر وبقوة، جميع الطرق الدبلوماسية المتاحة أمامه سعيا لتغيير ممارسات الصين النقدية"، وفق التقرير. وفور تصريحات جيثنر، انخفضت أسعار سندات الخزينة الأمريكية مدفوعة بمخاوف المضاربين من تراجع إقبال الصين علي شراء الأصول الأمريكية، حيث يعد النظام الشيوعي، ثاني أكبر مقتني لسندات الخزينة الأمريكية بعد اليابان. ويستحوذ المستثمرون الأجانب علي أكثر من نصف سوق سندات الخزانة الأمريكية، وقدرها 5،550 مليار دولار. ورغم انتقادات المسئول الأمريكي، إلا أنه لم يتطرق إلي إمكانية تسمية الخزانة الأمريكية رسميا للصين كمتلاعب في سعر الصرف عملتها، في تقرير العملات الذي تصدره الوزارة سنويا ويتوقع نشره في الربيع. وأردف: "السؤال المطروح هو كيفية وتوقيت إثارة الموضوع لضمان الفائدة وليس الضرر". ويشار إلي أن سلف جيثنر وزير الخزانة، هنري بولسون، انتقد الصين مرارا بالحفاظ علي سعر صرف منخفض لليوان، إلا أنه نجح في تلافي الضغوط التي مارسها الكونجرس لتسمية الصين بشكل رسمي كمتلاعب. وكانت الصين قد عومت اليوان وفكت ارتباطه بالدولار عام ،2005 وناشد صندوق النقد الدولي في مطلع العام الفائت المسئولين الصينيين تخفيف القيود علي سعر الصرف. ويتوقع أن تثير تصريحات جيثنر ردود فعل قوية من الصين، حيث صرح زانج جيانجهوا، رئيس قسم الأبحاث بالمصرف المركزي الصيني، الأسبوع الماضي قائلا: "السياسات الاقتصادية الخاطئة وعدم مراقبة الأسواق بشكل ملائم في الولاياتالمتحدة هما الأسباب الرئيسية وراء الأزمة المالية الراهنة". ووصف هجومه: "كل محاولات تحميل الدول الأخري المسئولية، مؤشر علي عدم القدرة علي انتهاج المسار الصحيح لايجاد حلول.