أظهرت دراسة أعدها مركز بحوث السياسات الاقتصادية ان توسع الولاياتالمتحدة في اسناد أعمال للخارج يعني أن أي رفع لقيمة اليوان الصيني -وهو ما يطالب به الساسة الامريكيون- قد يضر بالوظائف الامريكية. وصدرت الدراسة في اليوم الذي كان من المقرر فيه أن تصدر فيه وزارة الخزانة الامريكية تقريرا من المتوقع علي نطاق واسع أن يتهم الصين بالتلاعب بسعر العملة. لكن وزير الخزانة تيموثي جايتنر قرر تأجيل التقرير مما هدأ التوترات بشأن العملة بين بكينوواشنطن. وخلصت الدراسة التي حررها الاقتصادي سايمون ايفينت وضمت 28 تحليلا للمسألة الي أن رفع قيمة اليوان بنسبة 5% فقط ستنهي الفائض التجاري الصيني مع بقية العالم لكنه لن يخفض العجز التجاري الامريكي مع الصين سوي بمقدار 61 مليار دولار فقط. أما اذا رفعت الصين عملتها بنسبة 10% فان العجز الامريكي مع الصين سينخفض بمقدار 111.5 مليار دولار وهو ما لا يكفي لانهائه. قالت الدراسة انه نظرا الي أن العديد من الشركات الامريكية المصدرة تشتري قطع غيار ومكونات من الصين فإن رفع قيمة اليوان سيزيد من تكلفتها مما يؤدي الي تضرر الصادرات الامريكية وهو ما قد يفقد الاقتصاد 424 الف وظيفة. وقال ايفنيت ان المقترحات الامريكية في الفترة الاخيرة تذكرني بالمثل القائل "احذر ما تتمناه فقد يتحقق". ووجدت الدراسة ان اليوان مقوم بأقل من قيمته الحقيقية بنسبة تتراوح بين 2.5 % و27.5%. لكن اقتصاديين ومنهم صينيون وجدوا ان الصين قد تستفيد من رفع قيمة عملتها وان هذا الرفع قد يشجع الصادرات الصينية ويدفع الصين الي انتاج منتجات أعلي جودة. وتبادلت واشنطنوبكين طوال الاسبوع الماضي التصريحات حول رفع قيمة اليوان الذي تطالب به الولاياتالمتحدةالامريكية وترفضه الصين بشدة وقاوم الرئيس الصيني هو جنتاو الضغوط التي حاول تسليطها عليه نظيره الامريكي باراك اوباما من اجل اجبار الصين علي رفع قيمة عملتها اليوان. وقال الرئيس الصيني للرئيس اوباما إن رفع قيمة العملة الصينية لن تعيد التوازن الي التبادل التجاري بين البلدين ولن يحل مشكلة البطالة التي تعانيها الولاياتالمتحدة. من جانبه، دعا الرئيس الامريكي نظيره الصيني الي اعتماد سعر صرف لليوان اكثر موائمة مع متطلبات وحقائق السوق. وكان الرئيسان الامريكي والصيني قد اجتمعا في العاصمة الامريكيةواشنطن علي هامش قمة الامن النووي. وينتقد العديد من الاقتصاديين الصين لربط عملتها بالدولار الامريكي. ويقول هؤلاء إن من شأن ذلك اعطاء الصين افضلية غير عادلة في التعاملات التجارية عن طريق خفض قيمة الصادرات الصينية مما يضعف الاقتصاد العالمي بشكل عام. ويأتي اجتماع الرئيسين بعد زيارة خاطفة قام بها للصين وزير الخزانة الامريكي تيموثي جيثنر في الثامن من الشهر الجاري، وتأجيل الجانب الامريكي اصدار تقرير قد يوصم الصين بأنها "تتلاعب بعملتها. يذكر انه في حال اصدار هذا التقرير، سيفتح المجال للكونجرس الامريكي لفرض عقوبات تجارية علي الصين كما يطالب به العديد من النواب الامريكيين.