التركيز علي عملتين فقط خطر . . ولابد من كشف هيكلها بشكل دوري د .عالية المهدي: الاحتياطي يجب أن يتضمن أكثر من عملة د .محمد النجار: 80% من المحفظة بالدولار . . خطر كبير حالة من الترقب تسيطر علي الجميع مع استمرار تقلبات أسواق الصرف العالمية نتيجة تداعيات الأزمة المالية الامر الذي تسببت في حيرة كبيرة فعندما انهار الدولار في بداية الازمة نهاية 2008 انطلقت الأصوات منادية بترسيم معالم عملة الاحتياطي الدولي وضرورة اشراك اليورو بدور أكبر في هذا الاطار وهدأت الاجواء وظلت النيران خامدة تحت الرماد حتي انفجرت مجددا مع أزمة اليورو وحدثت عملية عكسية نجم عنها تراجع اليورو الي اقل معدلاته وصعود الدولار حيث وصف خبراء دوليون سياسات كثير من الدول في تقويم احتياطاتها بالضعيفة لانها لم تكن في حالة توازن . أما المركزي المصري فقد اتجه الي استخدام سلة عملات في الاحتياطي النقدي منذ سنوات وبالعودة الي بداية الازمة وتعرض الدولار لانهيار طمأن المركزي الشارع وقال أن الاحتياطي النقدي لن يتأثر بسبب تنويع العملات في حينها وعندما حدثت أزمة اليونان وتعرض اليورو للانهيار قال مسئولون في المركزي إن الاحتياطي النقدي يمثل الجانب الاكبر منه الدولار بنسبة 80% في حين يمثل اليورو نحو 15 18% وأن المركزي تخلص منه تدريجيا وذكر المسئولون أن الدولار يظل هو العملة الرئيسية في هذه الاحتياطيات البالغة 1 .35 مليار دولار حتي نهاية مايو الماضي حيث يستثمر المركزي احتياطي النقد الأجنبي لديه في سلة العملات ويحدد حجم كل عملة بحسب أسعار العملات، وذلك بهدف تجنب مخاطر تقلبات أسعار الصرف، وذلك كله عبر إدارة مختصة بالعلاقات الخارجية لدراسة ومعرفة أسعار مختلف العملات والتنبؤ بها لتجنيب البنك للمخاطر بصورة ديناميكية وفقا للمستجدات بسياسة مرنة وليست ثابتة وذلك بالرغم من عدم توافر بيانات حقيقية توضح هيكل العملات في الاحتياطي النقدي . يذكر أن حجم الاحتياطي النقدي العالمي خلال العام 2009 بلغ نحو 7 .7 تريليون دولار، 60% منه مقومة بالدولار، ونحو 26 .5% مقومة باليورو، وتستحوذ العملات الأخري متضمنة الين الياباني والفرنك الفرنسي والسويسري علي نحو 3 .5% من الاحتياطيات العالمية، فيما تبلغ قيمة نسبة الاحتياطي المقوم بالذهب نحو 10% . وبالرغم من أن الخبراء اكدوا أن الإدارة المرنة للاحتياطي النقدي جنبت الاقتصاد المصري الصدمات العنيفة التي كان سيمني بها نتيجة التذبذب والتقلبات العنيفة التي شهدتها اسعار الصرف ابان الأزمة الا أن خبراء قالوا إن المركزي مطالب بزيادة الوزن النسبي لعملات أخري داخل المحفظة وعدم تركيز الاحتياطي في عملتين غير مستقرتين ودعت اصوات اخري الي ضرورة زيادة حصة الذهب في الاحتياطي وضرورة الافصاح بشفافية عن هيكل الاحتياطي النقدي في التقارير الدورية للبنك المركزي . الأوزان النسبية قالت الدكتورة عالية المهدي عميد كلية الاقتصاد والعلوم السياسية إنه بالرغم من ادارة المركزي المرنة للاحتياطي خلال الازمة الا أن تمثيل العملات داخل محفظة الاحتياطي للمركزي مازال ضعيفا ويحتاج الامر الي مزيد من التنويع وبأوزان نسبية مناسبة جيدة ممثلة لعملات كثيرة ذات ثقل علي الساحة وقالت إنه مهما بلغت درجة التنبؤ بتقلبات سعر الصرف فإن الاحري هو مزيد من التنويع وعدم التركيز علي عملتين فقط واهمال عملات أخري فيجب زيادة حصة عملات أخري مثل الفرنك السويسري والين الياباني واليوان الصيني لدول أصبحت شريكا اقتصاديا كبيراً لمصر . وقالت المهدي إنه لابد أن يقوم المركزي بنشر هيكل العملات في الاحتياطي النقدي في نشراته الدورية وذلك في اطار مزيد من الشفافية والافصاح حتي تكون هناك مصداقية . وهو ما أكده الدكتور محمد النجار الخبير الاقتصادي حيث أوضح أن المركزي مطالب بالكشف عن هيكل العملات داخل محفظة الاحتياطي بصفة دورية معتبرا أن تطبيق مفهوم سلة العملات بهذه النسب التي كشف عنها قد لايكون سليما لأن وجود80% من السلة للدولار أمر غير جيد فسلة العملات بمفهومها الاشمل تشمل عدداً كبيراً من العملات مثلما تطبق في دول كثيرة تسعي لتجنب آثار الازمات وامتصاصها بأقل الاضرار فتكون السلة بها عدد كبير من العملات بنسب متفاوتة وليس بالنسبة التي تم الكشف عنها مؤخرا .