تجار المفروشات يلعنون الكساد.. وقلة حيلة الفلاح المصري البورسعيدية في المحلة بعد ضرب السوق الحرة.. وتجار فلسطين والسودان يبحثون عن الأرخص أقمشة التنجيد "راحت عليها".. المراتب المستوردة والألحفة الفيبر سيدة الموقف مأمون العريان: المنتج الصيني "خلص" علي المحلي علي عبدالسميع: "من يوم الجنزوري ما مشي ما شفناش يوم حلو"!! أشتهرت مدينة المحلة بأنها قلعة صناعة الغزل في مصر حيث يوجد بها أكبر مصنع للغزل والنسيج في الشرق الأوسط وهو مصنع مصر للغزل والنسيج، ويأتي بالتوازي مع شهرة مدينة المحلة شهرة سوق يومي الجمعة والثلاثاء بالمحلة ففي هذين اليومين ينظم سوق كبير تمتلأ أرجاؤه بالمفروشات ومستلزمات تجهيز العرائس بداية من الملابس الداخلية إلي المفروشات وقماش تنجيد الصالون وعلي رواد السوق أن يأتوا في ساعة مبكرة من صباح أيام السوق ليضمنوا مكانا تطؤه أقدامهم داخل مربعه "الأسبوعي" تجول داخل سوق المحلة ليتعرف علي سبب اقبال سكان العديد من المحافظات المجاورة عليه، وما أهم المميزات التي يوفرها لهم السوق، وما طبيعة زبون السوق وما مقدار الفروق في الأسعار التي جعلت السوق يتمتع بتلك السعمة زائعة الصيت. بداية تعمدت الذهاب لسوق يوم الثلاثاء في تمام الثامنة صباحا حتي أتابع حركة السوق في البيع والشراء ورؤية رواد السوق عن قرب، فوجدت مجموعة من الناس غلب علي وجههم العبوس وعلامات الضيق، حاولت السير في أغلب طرقات السوق لأتعرف علي طبيعة المنتجات المعروضة فوجدت أقمشة التنجيد والملايات "واللحاف الفيبر" والفوط والملابس الداخلية وملابس العرائس، إلي هنا يبدو معقولا، ولكن بمزيد من التجول وجدت سلعا أخري غريبة عن السلع التي اشتهر بها السوق حيث يوجد قسم لتجارة الطيور والكلاب والموبيليا المستعملة والخردة، سألت هشام محمد علي صاحب محل عصير قصب يقع في منتصف السوق عن تاريخ السوق، أجاب بأن السوق تاريخه يرجع لاكثر من خمسين عاما ويعتبر يوما الجمعة والثلاثاء موسما له هو وسائر اصحاب محلات المأكولات الموجودة بأرضية السوق، وتحدث هشام عن أهم الشرائح التي تمثل أغلبية زبائن السوق ووصفها بالفئة المطحونة. وأضاف بأنه لوحظت مؤخرا شريحة جديدة بدأت تندمج في نسيج زبائن السوق وهي الطبقة فوق المتوسطة حيث بدأت تلك الفئة مع الغلاء الطاحن وقلة الرواتب في اللجوء إلي الأسواق الشعبية لسد احتياجاتهم. سوق يحتضر أشار محمد العربي تاجر مفروشات جملة إلي أن أهم ما يميز السوق هو فرق السعر في المنتجات الموجودة به عن مثيلاتها في المحلات الموجودة بالأحياء الراقية حيث لا يتم تحميل ايجار محل وأجرة عمالة وفواتير الماء والكهرباء الضرائب علي منتج السوق مما يجعلها أرخص كثيرا. وأضاف العربي بأن السوق يأتيه العديد من الزبائن ليس فقط من داخل مصر وإنما من فلسطين والسودان، ومؤخرا أصبح اهالي بورسعيد من رواد السوق بعد غلق السوق الحرة ببورسعيد، وأضاف أن الزبون الآن لم يعد يفضل اقمشة التنجيد بعد دخول المراتب المستوردة واللحاف الفيبر، وقال إن ذلك يبدو تخطيطا من جهات كبري حيث بدأت القصة بقلة زراعة محصول القطن وفي المقابل فتح السوق للمستورد مع تغير ثقافة المشتري بينما أوضح مأمون حسني العريان صاحب مصنع محل للملابس الداخلية أن الزبون الآن أصبح يفضل المنتج الصيني المستورد لرخص سعره، وعندما سألته عن سبب غلاء المنتج المصري أكد أنه ناتج طبيعي لغلاء المواد الخام التي يستخدمها في الصناعة، موضحا أن طن الغزل كانت قيمته 18 ألف جنيه ولكنه صعد مرة واحدة ليصل إلي 12 ألف جنيه، وأشار بأنه لو دخل المنتج المستورد أكثر من ذلك للسوق المصري حينها سيتوقف سوق المحلة نهائيا حيث يمر الآن السوق بمرحلة الاحتضار. الجودة أساسية وقال حمادة محمد علي تاجر أحذية إن سبب رخص سعر منتجه هو عدم تحرية الجودة في المنتج الذي يبيعه في السوق، ومن هنا يأتي الفرق حيث يبيع الكوتشي داخل السوق بمبلغ 30 جنيها بينما يباع النوع عالي الجودة منه بمبلغ 150 جنيها. وأكد حمادة أن سر رخص منتج السوق هو عامل الجودة، بينما جاءت شهادة نيل اليماني تاجر اقمشة تنجيد بأن أهم ما يميز سلعة السوق هو جودة منتجه وذلك لوجود فرص عديدة أمام الزبون للشراء مما يجعل جودة المنتج هي العامل الرئيسي في جذب الزبون، وأكد اليماني أن حركة السوق تعتمد بشكل رئيسي علي الفلاح المصري فهو الزبون الجيد