عمليات القتل العشوائي التي تحدث في الصعيد تحتاج إلي دراسة عميقة تتناول أسباب هذه الظاهرة الخطيرة ابتداء بما حدث في الكشح منذ سنوات وحتي أحداث نجع حمادي الدامية في الايام القليلة الماضية، ولا شك ان القضية ليست فقط قضية أمنية ولكن فيها جوانب كثيرة يجب ان توضع في الاعتبار.. نحن نعرف تقاليد الصعيد والتركيبة الاجتماعية لأهل الصعيد ولهذا ينبغي ان تعالج الاحداث في مهدها وقبل ان تتحول إلي مواجهات بين المسلمين والاقباط.. هناك شاب مسيحي اعتدي علي فتاة صغيرة مسلمة كان ينبغي مواجهة هذه الازمة بسرعة وبحسم من الجهات الامنية والقضائية مثل هذه الازمات تحتاج إلي محاكمة سريعة وهذا ما ينبغي ان يحدث في قضية نجع حمادي، بحيث لا تتأخر إجراءات المحاكمة.. لو ان هناك اجراءات قانونية خلال ساعات لحسم المواقف وإدانة المتهمين لوفرنا الكثير جدا من التوابع التي تترتب علي هذا التكاسل.. في قضايا الاعراض في الصعيد يجب ان تكون هناك حسابات دقيقة وسريعة وحاسمة.. وبجانب الاجراءات القانونية فإن علي الامن مسئولية كبيرة في تأمين الناس وتوفير الحماية لجميع الاطراف حتي لا تتصاعد النيران ويصبح الحل أمرا صعبا بل مستحيلا.. لو ان الاجراءات القانونية أخذت مجراها مع هذا الشاب الذي اعتدي علي الفتاة الصغيرة ما اتسعت المواجهة بهذه الصورة العشوائية.. وبجانب هذا فإن علي رجال الدين مسئولية كبيرة في تهدئة النفوس وهذا يتطلب ايضا دورا لأعضاء الحزب الوطني والاحزاب الاخري في هذه المناطق، ولكن الواضح ان الحزب غائب تماما في مثل هذه الازمات.. لابد ان نعترف ان هناك حساسيات جديدة علي المجتمع المصري وقد شجع عليها الاعلام والفضائيات وبعض الصحف الصفراء التي ترتدي عباءة الدين، كما ان غياب الدولة في أحيان كثيرة يفتح أبوابا اكثر للخلافات ومن هنا فإن علي الجميع سواء كان الأمن أو الحزب أو المؤسسات الدينية ان تقوم بدورها خاصة ان تكرار مثل هذه الظواهر يمثل خطرا كبيرا علي أمن واستقرار مصر ويفتح أبوابا كثيرة لمشاكل نحن في غني عنها.