افتقدت البورصة المصرية خلال العام المنقضي للاندماجات والاستحواذات السنوية في ظل وجود العديد من الازمات المالية المتتابعة وهو ما اضفي علي العام مزيدا من القلق وقلة الاندماجات والتحركات الايجابية في القطاع. وتشير الارقام والسيناريوهات الي أن البورصة شهدت في 2009 عديد من المشاكل المالية جعلت كثيرت من الاستحواذات مؤجلة لوقت تكون فيه الظروف مواتية. ولعل اشهر الاتفاقيات علي الاندماجات هو اندماج "بيلتون بايونيرز" ولعله لم يتم ايضا وينتهي بشكل نهائي نظرا للظروف الاقتصادية.. ولنعود قائلين ان العام المنقضي 2009 كثير من الازمات وقليل من الاستحواذات والاندماجات! شريهان مدينة أوضح "مصطفي بدرة" عضو مجلس ادارة شركة اصول لتداول الاوراق المالية، ان عام 2009 قلت فيه عمليات الاندماج والاستحواذ داخل السوق المصرية، حيث فقدنا تأجز كبير من الاستحواذات مقارنة بعام ،2008 كما انه لم تتم الخصخصة وذلك نظرا لكوننا فقدنا جزءا كبيرا من تداولات اسواق المال بسبب الازمة المالية العالمية، واحجام التداول هي احد المعايير التي يتم عليها الاستحواذ او الاندماج. ولكن اكدت الحكومة انه خلال عام 2010 سنعيد نشاط الخصخصة مرة اخري لاعادة عمليات الاستحواذ والاندماج. لافتا إلي ان اتفاق بايونيرز وبلتون علي الاندماج يعد من اقوي الاندماجات التي حدثت خلال عام 2009 مشيرا الي انها بالرغم من عدم تنفيذها حتي الان.. فإنها خلقت شكلا جديدا يفضل المصلحة علي المنافسة. مؤكدا بدرة انه مع تنفيذها خلال عام 2010 ستوجد كيانا جديدا اكثر قوة وتنافسية في الاسواق العالمية، نظرا لان كل مؤسسة منهما لها عدد من الاسواق تتكامل فيه. وذكر بدرة ان الاستحواذات العالمية خلال عام 2009 شكلت نظاما اقتصاديا جديدا، حيث تم الاندماج بين شركات ومؤسسات عالمية ودولية وبين مؤسسات محلية علي مستوي كل دولة علي حدة. وكل ذلك من اجل تكوين كيانات اكثر ثقلا في الاسواق العالمية كما ان الاندماجات تمت بناء علي توجيهات حكومية او عن طريق مصالح عامة تربط بين المؤسسات والشركات بعضها البعض. مشيرا إلي ان الاندماجات في عام 2009 كان لها النصيب الغالب في المصلحة العامة، والسبب الاساسي هو وجود الازمة المالية العالمية. مضيفا ان المستفيد من الاندماجات هما الطرفان المستحوذ والمستحوذ عليه، لما لكل منهما من مصالح تربط بينهما.. كما ان اغلبية استحواذات المؤسسات العالمية التي تمت كان لها ارتباط بدول اخري، وصبت في النهاية في صالح اسواق المال العالمية، نظرا لوجود مساهمين ومؤسسين للشركات عن طريق اسواق المال في كل دولة علي حدة. ورأي احمد العطيفي مدير قسم البحوث بالجذور القابضة، ان ابرز الاستحواذات التي تمت في عام 2009 من ضمنها، استحواذ بايونيرز علي 15% من القاهرة للاسكان، بالاضافة لافصاح بايونيرز انها تسعي لان تصل النسبة الي 20% وهو تحول مهم في اداء بايونيرز ودليل علي رؤيتها للقطاع العقاري في مصر وانه سيشهد نموا جيدا ويضيف لاستثماراتها خلال الفترة القادمة. ومن اهم الاندماجات ايضا الذي تم بين بايونيرز وبلتون لانه سيوجد كيانا عملاقا في 2010 ويضيف كثيرا للسوق. بالاضافة لشراء مؤسسات اجنبية حصصا في البنك التجاري الدولي في بداية 2009 وهو دليل ايضا، علي وجود نظرة مستقبلية جيدة للقطاع المصرفي في مصر. واتفق العطيفي علي ان الاندماجات خلال عام 2009 في مصر ضعيفة مقارنة بالاندماجات العالمية نظرا لوجود بيروقراطية في التعامل مع الشركات المصرية وعدم وجود مرونة في ادارة هذه الشركات. ورأي العطيفي ان عام 2009 شهد اهم اندماج اداري وهو هيئة الرقابة المالية الموحدة، فهي خطوة جيدة للامام وستضيف للمؤسسات المصرية علي المدي البعيد. مؤكدا في النهاية ان الازمة المالية العالمية كان لها تأثير واضح في قلة عمليات الاندماجات والاستحواذات خلال عام 2009. ورأي "هاني حلمي" رئيس مجلس ادارة شركة الشروق لتداول الاوراق المالية، ان عام 2009 قلت فيه عمليات الاستحواذ والاندماج نظرا لعدم تأثرنا بالازمة المالية العالمية التي تستدعي دخول شريك او مستحوذ لانقاذ الشركة مشيرا لوجود اكبر اتفاق في عام 2009 وهو ما تم بين بايونيرز وبلتون حيث يسهم في ايجاد اكبر كيان مالي في مصر في القطاع المالي غير المصرفي، وهذا النوع من الاندماجات يحدث بين الشركات من اجل التوسع والاستفادة اكثر من السوق بدلا من المنافسة ولكن هذا النوع من الاندماجات قليلا ما يحدث في السوق المصري لعدم وجود كيانات كبيرة بكثرة، مشيرا الي ان اكبر استحواذ حدث من هذا النوع كان في عام 1996 وهو بين المجموعة المالية وهيرميس. بالاضافة لقيام برايم ايضا خلال عام 2009 بعمليات استحواذ بالخارج وهو دليل علي ان الشركات المصرية اصبحت قادرة علي التوسع وتنمية مواردها وهو يدل ان السوق المصري اصبح سوقا واعدا وله مستقبل جيد.