شدد مصدرو الاقطان علي ان مصر لم تفقد بعد مكانتها في سوق القطن العالمي مؤكدين انها لا تواجه منافسة سوي من الاقطان الامريكية التي تدعمها الولاياتالمتحدة بمبالغ كبيرة. ممدوح عبدالستار "رئيس مجلس الادارة والعضو المنتدب بشركة مصر لتصدير الاقطان" يوضح ان ما يشهده القطن المصري حاليا من تراجع بالاسواق العالمية لم يأت نتيجة منافسة من احدي الدول العربية كما نشرت بعض الصحف التي اكدت ان سوريا استطاعت التفوق علي الانتاج المصري واحتلال مرتبة متقدمة في الترتيب العالمي خاصة ان المقارنة ما بين مصر وسوريا في الاقطان ليست سليمة علي الاطلاق وذلك لان مصر تنتج الاصناف الطويلة وفائقة الطول بينما تنتج سوريا القطن قصير التيلة!! وأشار الي ان التراجع في حجم التصدير من الاقطان للاسواق الخارجية قد جاء في ظل حالة الركود والكساد التي تخيم علي اسواق الغزل والنسيج بالعالم كله كنتيجة للازمة المالية الحالية التي ادت لخفض معدلات الاستهلاك ومن ثم انخفاض الطلب وانعكاس ذلك علي معدلات التصدير، فالطلب علي الاقطان هذا العام يعد بلا شك اقل من اي اعوام سابقة نتيجة للأزمة العالمية الحالية ولكن هذا كله لا يمنع من ان الطلب علي الاقطان المصرية لا يزال موجودا ونأمل ان يعود الي مستواه مستقبلا. وفيما يخص انخفاض المساحات المنزرعة وتأثير ذلك علي حركة التصدير فإن عبدالستار يؤكد ان المساحة المنزرعة بالقطن هذا العام قد شهدت انخفاضا ملحوظا نتيجة لتوجه لمزارعين الزراعة الارز والذرة كمحاصيل بديلة تحقق لهم ارباحا اكثر من القطن. فحجم المساحة المنزرعة هذا العام قدر ب287 ألف فدان في حين ان العام الماضي كانت تقدر ب316 ألف فدان، منوها في ذلك الي ان الانخفاض الحادث في الطلب الخارجي نتيجة لتراجع معدلات الاستهلاك بالاسواق العالمية. تجارة عالمية أحمد البساطي "العضو المنتدب بشركة النيل الحديثة والوكيل الاول لاتحاد مصدري الاقطان" ينفي ايضا وجود اي نوع من المنافسة ما بين مصر وسوريا في انتاج الاقطان ويقول ان لكل منهما سوقا يختلف تماما عن الاخر في ظل اختلاف نوعية الانتاج، حيث ان سوريا تتخصص في الاقطان قصيرة التيلة، بينما تنتج مصر الاقطان الرفيع الطويل، والطويل ممتاز. ويشير في ذلك الي ان الاقطان طويلة التيلة تمثل نسبة تتراوح ما بين 3 و4% من حجم انتاج وتجارة القطن العالمي، وان مصر رغم انخفاض الانتاج بها لا تزال تحتفظ بمكانتها ووضعها العالمي كما هو. فنحن لا نزال من اهم الدول المصدرة للاقطان طويلة التيلة ولا ينافسنا في ذلك سوي الاقطان الامريكية، حتي ان الولاياتالمتحدةالامريكية لكي تتمكن من منافسة القطن المصري تقوم بتقديم دعم لصادراتها يقاس علي علاقة سعرية بالقطن المصري. ففي نسبة ال4% من تجارة وانتاج القطن العالمي تعتبر مصر والولاياتالمتحدةالامريكية اهم الدول المسيطرة علي تلك التجارة وتمثلان 70% من نسبة ال4% هذه، ثم يليهم دول الاتحاد السوفيتي "اوزبكستان وتركمنستان"، ثم الصين وتليها اسرائيل ثم الهند تسيطر علي نسبة صغيرة. ويضيف البساطي ان تراجع صادرات الاقطان المصرية هذا العام جاء في ظل ما تعانية الاسواق العالمية حاليا من مرض يحتاج للتعافي بسبب الازمة المالية والتي ادت لخفض معدلات الاستهلاك والطلب العالمي. ويؤكد ان خفض المساحات المنزرعة من القطن هذا العام قد جاء في صالح العاملين في الصناعة المهمة والاقتصاد القومي ككل وخاصة مع انخفاض معدلات الطلب العالمي. وينوه الي ان تواجد نفس الكميات المنتجة كل عام من الاقطان يعني تواجد مخزون ضخم يصعب تصريفه حاليا.. مشيرا الي ان الاقطان تعد من المنتجات ذات السعر المرتفع، ولهدا فقد شهدت انخفاضا في الطلب عليها نظرا لتحول المستهلكين للمنتجات الرخيصة. ويؤكد أن هذا الوضع لن يستمر طويلا وانه بمجرد حدوث التعافي فإن الاسواق ستعود مرة اخري للبحث عن السلع الجيدة ويبدأ الطلب في التزايد من جديد. ومن جهته، يؤكد مفرح البلتاجي العضو المنتدب لشركة الوادي لحلج الاقطان والسكرتير المالي لاتحاد مصدري الاقطان ان صادرات القطن المصري شهدت تراجعا واضحا العام الحالي بنسبة تصل الي 30% مقارنة بالعام الماضي حيث وصلت قيمة الصادرات لحوالي 422 مليون جنيه حتي الان في حين تجاوزت ال1.8 مليار جنيه بنهاية العام الماضي.. مشيرا الي ان ذلك يعود الي تداعيات الازمة المالية العالمية وكان من حظنا الجيد انخفاض المساحة المزروعة علي حد تعبير البلتاجي. واكد ان القطن المصري بات مهددا بالانقراض في ظل عزوف المزارعين عن زراعته ويرجع ذلك للسياسة التسويقية غير الجيدة وعدم استقرار السوق وغياب الرؤية الواضحة مشيرا الي ان المزارع المصري اصبح يعاني كثيرا بعد تخلي الدولة عن دورها وطالب البلتاجي بضرورة توفير الدولة الدعم التصديري للقطن المصري اسوة بالمنتجات والحاصلات الزراعية الاخري في ظل استمرار تداعيات الازمة المالية العالمية خاصة مع توفير الدول المنافسة بالاتحاد الاوروبي وامريكا وسوريا الدعم والمساندة التصديرية لمنتجاتها.. وحذر البلتاجي من ان محصول القطن في طريقه للزوال في ظل غياب دور الدولة حيث ان المزارع الذي يترك زراعة القطن لا يعود لها مرة اخري وكذلك شركات الغزل حيث تعتمد علي استيراد الاقطان من الخارج، وشدد البلتاجي علي اهمية وضع سياسة واضحة المعالم للقطن المصري بدءا من زراعته وغزله وصناعته ولابد ان توفر الدولة الدعم والمساندة اللازمة للمزارع حتي تضمن تغطية تكلفته الفعلية للزراعة بحيث يكون هناك سعر محدد وعادل للقطن وإلا سيهجر الفلاح زراعة هذا المحصول الاستراتيجي.