استطاع الرئيس بوش ان يفسد العلاقات تماما بين الدول العربية وإيران ولم يترك وسيلة لتدمير هذه العلاقات إلا ومضي فيها إلي أبعد مدي.. وساءت العلاقات العربية الإيرانية حتي أن بعض العواصم العربية كانت تري ان إسرائيل لا تهدد الأمن العربي مثل إيران.. وكان هناك تاريخ طويل شجع هذا العداء بين العرب وإيران وهو قيام ثورة الإمام الخميني رغم انها في الحقيقة كانت اختيار شعب فلم تقم ثورة الخميني علي انقلاب عسكري أو حالة تمرد ولكنها كان ثورة حقيقية شارك فيها كل جموع الشعب الإيراني.. وفي فترة تاريخية أصبح شاه إيران قريبا من الحكام العرب رغم العداء الشديد بينه وبين عبدالناصر طوال الستينيات.. ولكن مات شاه إيران في مصر ودفن في ترابها واعتبرت الثورة الإيرانية ذلك الموقف علي حساب الشعب الإيراني رغم انه كان موقفا أخلاقيا بحتا من الرئيس السادات تجاه حاكم تخلي العالم عنه وفي المقابل احتفت إيران بالرجل الذي قتل الرئيس السادات كرد علي دفن الشاه في الأراضي المصرية وكان من الممكن احتواء ذلك كله ولكن ايران لم تنس ان العرب وقفوا مع صدام حسين في حربه التي دامت 8 سنوات وخسرت فيها العواصم العربية آلاف الملايين من الدولارات وآلاف الشهداء من الجانبين وفي الحرب بين العراق وإيران عادت نغمات جديدة تدق الأبواب عن العرب والفرس أو العجم، ثم عادت نغمة أخري أشد خطرا عن السنة والشيعة وعندما احتلت أمريكا العراق أدرك العرب بعد فوات الأوان ان أمريكا قد خدعت الرئيس صدام حسين وجعلته يدخل حربا مع إيران خسر فيها كل شيء ولم يعد أمامه من مغامرات غير ان يحتل الكويت.. وبدأت حرب الخليج ودمرت أمريكا العراق حربا ثم قضت عليه احتلالا وكان ذلك كله لصالح ايران.. انتهزت ايران الفرصة التاريخية عندما غرقت أمريكا في المستنقع العراقي 6 سنوات كاملة ثم كان مستنقع أفغانستان وكلاهما كان علي حدود ايران.. دخلت ايران برنامجها النووي بعيدا عن عيون أمريكا والغرب وعندما أفاقت أمريكا من سكرتها كان المشروع النووي الايراني قد دخل مرحلة لا يمكن التراجع عنها وهنا فقط جلست إيران امام الغرب تفرض شروطها وساعدها علي ذلك ما حدث للعراق بوابة العرب الشرقية وما حدث للعرب من انكسارات في لبنان وفلسطين والسودان والصومال وكل ذلك كان يضيف للقوة الايرانية رصيدا ضخما علي المستويين الإقليمي والدولي.