بمناسبة قرار رئيس الوزراء منح طلبة الجامعات والمدارس فقط ودون غيرهم اجازة رسمية وكل عام بعد ذلك احتفالا بذكري عيد تحرير طابا.. فقد انتقد البعض مبدأ منح الاجازة للتلاميذ فقط والبعض كان يريد أن تشمل الاجازة كل من يعيش علي أرض الوطن.. والموضوع محل الخلاف أن الشعب يريد أن يرتاح من قرف المواصلات والزحام ورخامة الحكومة والركود والمشاكل بكل أنواعها واشكالها..!! وقد كان من الأجدي أن يبدأ في يوم عيد طابا القاء محاضرات علي جميع المستويات الطلابية عن كفاح الشعب المصري كله ودوره في تحرير جزء عزيز من الوطن. إن اجمل شعور هو شعور المواطن بمواطنته وارتباطه بأرضه، وحرصه عليها ومحبته لها، ولعل الاعياد الوطنية فرصة عظيمة للمواطن ليعبر فيها عن فرحته بوطنه ويظهر شعوره بالانتماء والولاء، هذا الشعور الذي يكاد يختفي في بعض الاحيان نتيجة الكبت وسيطرة الرأي الواحد، ومحاولة فرض قناعات معينة علي الجميع ليختفي معها كل ما هو مفرح ومبهجة فيتلاشي تدريجيا شعور الولاء للوطن الأم، لتحل محل ذلك ولاءات جانبية لحزب أو تيار أو مجموعة، أو كتلة، علي أساس ان الانتماء لها انتماء للوطن، وهذا طبعا ما تسعي إليه هذه الاحزاب، حين تستبدل الوطنية العفوية التي تنبع من قلب المواطن بوطنية أخري تصب في مصلحة الحزب علي أساس ان هذا هو الحل وهو ليس كذلك فالوطنية ولاء وانتماء وتضحية وفداء ومحبة ووفاء، لا يحتاج فيها المواطن الي وسيط حزبي أو طائفي او قبلي يقربه من وطنه، او يقرب الوطن منه، فتراب الوطن هو الحصن الدافئ للمواطن يرتبط به وينتمي اليه من دون وسيط، بل ان المواطن غير المنتمي هو الاحرص والاصدق والاكثر وطنية من ذلك الذي يتصور ان الوطنية فرصة حقيقية للسواد الاعظم من الشعب للتعبير عن صدق حبهم وولائهم لوطنهم حبا خالصا من القلب لوجه الله تعالي ثم للوطن، بعيدا عن التيارات والتعصب والتحزب الذي ثبت فشله في توحيد الشعوب في كل زمان ومكان، فلنفرح بوطننا ولنحتفل بأيامه المجيدة ولنعبر عن فرحنا ولننعش شعورنا الحقيقي بالمواطنة لهذه الارض الطيبة التي لا تزال تعطي.