سوق الوظائف في عام 2009 مليء بالمتناقضات فبعض الصناعات تتخلص من العمالة بينما تعاني صناعات أخري من نقص شديد فيها ورغم التباطؤ الاقتصادي إلا أن هناك وظائف حقيقية تحتاج لمن يشغلها. وتقوم الشركات المتخصصة في مجال الاستثمار بالولايات المتحدةالأمريكية بنشر تقارير علي الإنترنت لإرشاد الباحثين عن العمل لأفضل المهن المطلوبة خلال فترة العشر سنوات المقبلة، كما تنصح من فقدوا وظائفهم إما أن يستفيدوا من المهارات التي اكتسبوها من عملهم السابق لإعادة اكتشاف أنفسهم في مجالات أخري بديلة، مثل العاملين في مجال البورصة والسمسرة والأوراق المالية والتي تأثرت بالانهيار الاقتصادي وقامت بتسريح عدد كبير من العاملين بها، أو أن يقوموا بتوظيف أنفسهم في عمل خاص مثل شراء الفرانشايز أو العمل أون لاين وتأسيس شركات تسويق علي النت. اما اللجوء إلي التقاعد فهو الخيار المر الذي سوف تلجأ إليه بعض الشركات للتخلص من المرتبات الضخمة التي يتقاضاها كبار الموظفين، ولكن لن يكون تقاعدا تقليديا كما كان في الماضي وإنما سوف يحولهم إلي العمل بعض الوقت كاستشاريين للاستفادة من خبراتهم الطويلة في قوة العمل، بدون الاحتفاظ بمراكزهم السابقة داخل الشركة لأن الاستمرارية تعني زيادة في الأجور. ومن أكثر مجالات العمل التي ينتظرها مستقبل واعد هي الوظائف في مجال التكنولوجيا التي يتوقع نموها بأكثر من 20% خلال 10 سنوات المقبلة، وخاصة المتخصصين في البرمجة "سوفت وير" ونظم المعلومات والاتصالات. تضيف الدكتور ضحي: يوجد لدينا عدد كبير من المتخصصين في "السوفت وير" ولكن لا يجدون فرص عمل مناسبة، فوزارة القوي العاملة تركز علي الحرفيين والعمال، وفي الخارج توجد أماكن مخصصة للتوظيف حيث يقوم الموظف المسئول بإدخال بيانات طالب العمل علي الكمبيوتر ومواصفات الوظيفة التي يطلبها والمرتب المحدد ليساعده علي الالتحاق بالعمل المناسب له، ولا تترك عشوائيا لتعيين أبناء الأقارب والمعارف فقط في الوظائف المطلوبة بغض النظر عن الكفاءة، حتي إعلانات الوظائف في الصحف تخالف حقوق الإنسان فالعديد من الإعلانات لا تذكر نوعية النشاط الذي تمارسه الشركة أو اسمها. الفرانشايز المحلي ويوضح إسماعيل علي إسماعيل مدير عام شركة الاستشارات التسويقية والإدارة أن الاستثمار في مجال الفرانشايز قد يوفر فرص عمل جديدة للشباب فهو عبارة عن نظام لتسويق السلع والخدمات يسمح للمرخص له باستعمال الاسم التجاري او العلامة التجارية، ولكن الفرنشايز الخاص بالشركات العالمية يتطلب رأس مال ضخما، أما الفرنشايز للشركات المحلية فلا يتحاج إلي مبالغ كبيرة يمكن لمن فقد وظيفته تدبيرها، او تمويله من الصندوق الاجتماعي، وقد تقدم للصندوق مصنع كبير لانتاج شكمانات السيارات لفتح فرنشايز له في جميع المحافظات علي ان يقوم المصنع بتوفير المعدات وتجهيز المحلات. وكذلك هناك مصانع لانتاج الملابس ترغب في فتح فرانشايز لها في جميع المحافظات. أما العمل أون لاين او عرض الخدمات علي النت مثل أعمال السمسرة والعقارات او الخدمات الخاصة كالتدريس، او عرض المنتجات يعتبر وسيلة جيدة للتسويق قد يساعد في ترويجها وزيادة المبيعات وخاصة في فترات الركود الحالية. وعن حتمية لجوء الشركات إلي نظام التقاعد للتخلص من الموظفين الكبار ذوي الاجور المرتفعة، فالعكس هو الصحيح فظروف الأزمة تحتاج لذوي الخبرة العريضة، وقد تضطر الشركات ان تحتفظ بجميع موظفيها ولكن في ذات الوقت تمتنع عن تعيين موظفين جدد، والبعض قد يتخلص من الموظفين الجدد فقط، ويتوقف ذلك علي قوة المركز المالي للشركة ،الارباح في ظل الأزمة العالمية. منح مجانية وتؤكد شهرزاد غازي عميد كلية التمريض بالجامعة البريطانية ان العمل بالمجال الصحي في مهنة التمريض لم يتأثر بالأزمة الاقتصادية، وان كانت مهنة التمريض في مصر لا يوجد عليها اقبال كبير، فبالرغم من المنح المجانية المقدمة من رجال الأعمال تقدمت 55 طالبة للالتحاق بقسم دراسة التمريض بالجامعة، تم قبول 45 طالبة بعد اجراء اختبار للغة الانجليزية التي يشترط الاجادة التامة لها، ثم تمت تصفيتهن إلي 36 فقط بعد اجتياز امتحان القدرات عن طريق المقابلة الشخصية، وتقبل الجامعة الطلبة الحاصلين علي مجموع 55% كحد ادني في الثانوية العامة وإن كان مجموع من تقدمن لم يقل عن 70%.