رغم أنها تركت مصر وهي في الرابعة من عمرها لكن حينما تراها تدرك أنها لم تغب عن مصر لحظة.. السيدة دينا جيب باول والتي تعمل حاليا المديرة التنفيذية لقطاع الأعمال الخيرية لمؤسسة جولدمان ساكس وقبلها كانت تعمل كمساعد لرئيس إدارة موظفي الرئاسة الأمريكية بالبيت الأبيض ومساعد لوزير الخارجية الأمريكية للتعليم والثقافة وكانت مستشارة لكوندوليزا رايس حينما كانت مستشارة للأمن القومي وعضو بارز في الحزب الجمهوري. ورغم كل تلك المناصب السياسية إلا أنها أصرت علي عدم الحديث عن فترة عملها بالبيت الأبيض وأكدت أن أهم شيء في تلك الفترة هي أنها فخورة بكونها مصرية أمريكية تعمل في البيت الأبيض ورفضت الحديث عن الأزمة المالية وتداعياتها رغم كونها كانت جزءا من الإدارة الأمريكية السابقة المسئولة عن الأزمة وضحكت بطريقة مصرية حينما سألتها عن رغبتها في العودة للبيت الأبيض مرة أخري وقالت إنها أخذت الوقت الكافي في تلك الوظيفة. وفي حوارها مع العدد الاسبوعي علي هامش اطلاق مبادرة لتعليم 10 آلاف سيدة علي مستوي العالم علي المهارات الإدارية والمالية والذي تنظمه الجامعة الأمريكية بالتعاون مع مؤسسة جولدمان ساكس وجامعة وارثون أكدت علي أن المبادرة فرصة للاستثمار في المرأة العربية ودفع جيل جديد من القادة النساء في الأعمال مشيرة إلي أن التجربة تأتي في وقت عصيب ولكن مؤسسة جولدمان ساكس ستظل ملتزمة بدعم المبادرة رغم الأزمة العالمية بحوالي 100 مليون دولار يتم أنفاقها خلال 5 سنوات لتدريب السيدات. وأضافت خلال الحوار والذي شاركت فيه الدكتورة مها الشناوي أستاذ الاقتصاد بالجامعة الأمريكية وريتا مكلجون مدير معهد التعليم الإداري بكلية وارتون بجامعة بنسلفانيا أن الابحاث تؤكد أن اقتصاديات المرأة "ذكية" وقادرة علي استيعاب خبرات تمكنها من إدارة عمل خاص بما يسهم في توفير فرص العمل. والكثير من تفاصيل المبادرة خلال الحوار التالي. * هل هذه المبادرة هي الأولي لمؤسسة جولد مان ساكس؟! ** مؤسسة جولدمان ساكس تؤمن جدا بالعمل الخيري ولها برامج أخري كثيرة في مجالات مختلفة ولكن هذه المبادرة تعتبر الأولي من نوعها لتركيزها علي المرأة حيث قامت المؤسسة بإجراء بحثين أحدهما بعنوان "النساء يمتلكن نصف السماء" والآخر بعنوان "اقتصاديات المرأة" وهذان البحثان دفعا المؤسسة لإجراء تلك المبادرة الخاصة بالمرأة بالاضافة إلي الاعتماد علي تطوير التنمية البشرية والبنك الدولي والتي أثبتت أن اقتصاديات المرأة هي اقتصاديات ذكية. اقتصاديات المرأة * هل هذه المبادرة تتعلق فقط بدول بعينها ومنها مصر؟! ** البرنامج عالمي ومعني باقتصادات المرأة وحتي أمريكا تستفيد من هذا البرنامج وسوف يشمل البرنامج تدريب 10 آلاف امرأة خلال خمس سنوات وتم تأسيس البرنامج في مارس 2008 بالاشتراك مع 50 شريكا من الجامعات والمنظمات الإنمائية في أفريقيا وآسيا وأوروبا والشرق الأوسط وأمريكا اللاتينية والولايات المتحدةالأمريكية لتطوير قدرة وجودة برامج التعليم الإداري والتجاري في المناطق النامية حول العالم. * ما الهدف الذي يسعي المشروع إلي تحقيقه؟! ** الهدف الاساسي هو الاستثمار في المرأة والتركيز علي التعليم التجاري والاداري للمرأة وخاصة أن الاستثمار في تعليم المرأة له مردود اقتصادي ملحوظ ينعكس تلقائيا علي اقتصاد الدولة التي تقيم فيها وعلي المستوي العالمي وفي الشرق الأوسط وخاصة أن تقرير "روح البيئة المساعدة لتكوين روح المبادرة لدي المرأة في الشرق الأوسط" أكد أن تقوية تلك الروح لدي المرأة العاملة يساعدها علي التعامل مع تحيات الحياة كما أن تمكين المرأة يساعد علي تقوية الاقتصاد وتنوع مصاره ويؤدي إلي زيادة فرص المنطقة للتعامل مع مشكلة توفير فرص عمل أكثر وأفضل.