توقع عدد من العاملين بسوق الأوراق المالية أن تشهد نتائج أعمال شركات السمسرة السنوية التي سيتم الإعلان عنها نهاية الشهر الحالي تراجعا كبيرا في أرباحها وذلك بسبب تراجع أعمالها بصورة كبيرة خلال النصف الثاني من العام الحالي نتيجة الأزمة العالمية وتراجع البورصة المصرية والبورصات العالمية. وأكدوا أن شركات السمسرة تعرضت لخسائر كبيرة خلال الفترة الأخيرة خاصة أن العديد من شركات السمسرة فقدت العديد من عملائها بعد إفلاسهم وخروجهم من البورصة بالإضافة إلي أن هناك عملاء أصبحت حساباتهم مدينة للشركات ولا يوجد لديهم أموال لسداد مديونياتهم مما قد يعرض بعض شركات السمسرة الصغيرة للإفلاس. بداية يؤكد مصطفي الأشقر محلل أسواق المال أن نتائج أعمال شركات السمسرة خلال عام 2008 ستكون غير متوقعة فالعديد من شركات السمسرة الصغيرة سوف تفلس خاصة وأن لديها حسابات مكشوفة للعديد من عملاء افلسوا مشيرا إلي أن الشركات الكبري أيضا سوف تتراجع أرباحها بصورة كبيرةخاصة وأن حجم أعمال هذه الشركات تراجع وانخفض إلي أدني مستوي والعديد من الشركات دخلها لا يكفي ما يتم دفعه لمرتبات الموظفين. ويشير الأشقر إلي أن شركات السمسرة حاليا في وضع لا تحسد عليه فجميع خططها التوسعية توقفت وعام 2009 سيكون الأسوأ بالنسبة لها فهي لا تعرف إلي أين تسير وماذا سيحدث لها خلال الفترة القادمة خاصة وأن الأوضاع في البورصة غير مستقرة حاليا وبالتالي فجميع أعمالها سوف تتراجع في ظل ابتعاد العديد من المستثمرين عن الاستثمار في البورصة بعد إفلاس بعضهم وتعرض بعضهم لخسائر كبيرة. ويضيف الأشقر أن شركات السمسرة الكبري ستكون الخاسر الأكبر من تراجع البورصة والأزمة العالمية فهذه الشركات أعمالها تراجعت بصورة كبيرة ومحافظها الاستثمارية تعرضت لخسائر كبيرة جدا وصناديق الاستثمار التي تديرها تعرضت لخسائر أيضا مما سينعكس علي نتائج أعمالها خلال عام 2008. ويؤكد أن خسائر شركات السمسرة ليست خسائر مادية فقط ولكن هناك خسائر أخري منها أنها فقدت عملاء كبار من الصعب تعويضهم مرة أخري خاصة أن خسائر هؤلاء العملاء ضخمة وتصل إلي 80% من محافظهم مشيرا إلي أن خسائر شركات السمسرة ليست في مصر فقط فالشركات الكبري لها فروع مكاتب في بعض الدول العربية والتي لم تفلت من الأزمة العالمية وبورصاتها فقدت أكثر من 50% من قيمتها السوقية وبالتالي فعوائد شركات السمسرة المصرية التي لها فروع في الدول العربية سوف تتراجع بصورة كبيرة. ويتفق مع الرأي السابق كريم الدربي منفذ عمليات بإحدي شركات الأوراق المالية قائلا إن البورصة المصرية تعرضت لهزات عنيفة علي مدار الشهور الستة الأخيرة. بسبب الأزمة العالمية وما خلفته من انهيارات حادة وخسائر لم تتعرض لها جميع البورصات في العالم من قبل، مشيرا إلي أن هذا التراجع الحاد في البورصة أصاب شركات السمسرة في مقتل فأعمالها تراجعت بصورة تصل إلي 70% وعملاؤها توقفوا عن الشراء والبيع لحين استقرار السوق وأرباح الشركات بالتأكيد سوف تتراجع وقد تفلس بعض الشركات الصغيرة خاصة وأن لديها حسابات مكشوفة تفوق إمكانياتها، مشيرا إلي أنه رغم ما تعرضت له البورصة المصرية من خسائر إلا أنها لا تعد الأسوأ أداء بين البورصات فهناك بورصات عربية وأوروبية حققت خسائر فادحة وأن كان يمكن القول إن البورصة المصرية برغم الزلزال العالمي إلا أنها متماسكة إلي حد كبير وأرجع السبب في هذا التماسك إلي عوامل عدة أبرزها قوة الشركات المدرجة بالبورصة وأدائها المالي المتميز ونتائج أعمالها علاوة علي القوانين والتشريعات الموضوعة من قبل الهيئة العامة لسوق المال. ويضيف الدربي أن هناك حالة طوارئ بشركات السمسرة في الوقت الحالي لتوفيق أوضاعها خاصة وأن العديد من شركات السمسرة لديها مشاكل وحسابات مكشوفة وهذه الحسابات قد تتسبب في خسائر كبيرة للشركات.