تعد الشائعات بمثابة اللاعب الخفي في بورصة الأوراق المالية فمن الناحية النظرية لا يوجد مستثمر في أي بورصة أوراق مالية في العالم لم يولي للشائعات أهمية، فالشائعات تعد بمثابة وكالة أنباء غير رسمية توفر للمستثمرين معلومات قد يجدون فيها مصدرا للتهديد أو فرصة للربح السريع. خبراء ومحللو سوق الأوراق المالية أكدوا أن البورصة من أكثرالقطاعات تأثرا بالشائعات باعتبارها مرأة الاقتصاد خاصة وأن هذه الشائعات تهدف إلي التأثير في قناعات المستثمرين في السوق دون الالتفات إلي مطيات ذات تأثيرأكبر لافتين إلي أن صغار المستثمرين من ذوي الخبرة المحدودة والوعي الاستثماري الضعيف هم الأكثر تأثرا بهذه الشائعات من خلال تأثيرها الواضح في قراراتهم الاستثمارية سواء بالبيع أو الشراء. أضافوا أنه عادة ما تهدف الشائعات خدمة مصالح مروجيها من حيث تحقيق مكاسب سريعة أو تجنب خسائر كبيرة موضحين أن انعدام الثقة وقلة المعلومات أهم أسباب انتشارها خاصة وأنه عادة ما تظهر الشائعات في وقت الأزمات وتستخدم كسلاح لتفتيت الاستقرار. لفتوا إلي أن توفيرالمعلومات وإجراء بحوث ميدانية في الاسواق لمعرفة المناطق المتكرر فيها انتشار الشائعة يمثل أهم وسائل الموجهة علاوة علي تتبع الشائعة لمعرفة مصدرها والقيام بعد ذلك بتوضيح الحقائق كاملة ومنها تحليل شامل للشائعة وأبعادها. كما طالبوا بضرورة تفعيل الأنظمة الحالية واصدار تشريعات جديدة تحد من هذه انتشار هذه الشائعات والتي تؤثر بشكل سلبي علي أداءالشركات والبورصة بوجه عام، مع إجراء متابعة يومية للشائعات المنتشرة في السوق والرد عليها بشفافية. في البداية أكد أحمد صالح محلل سوق الأوراق المالية أن الشائعات لا ينحصر تأثيرها علي الجهة الخاصة بها فقط بل تمتد لتشمل السوق المصري كله والمناخ العام للأعمال. وأضاف أن ظهور الشائعات بهذا القدر من شأنها اظهار ضعف السوق في الوقت الذي يجب أن يأخذ فيه السوق جاذبية استثمارية أقوي خلال الفترة القادمة خاصة وأن البورصة المصرية تمر بانخفاضات عنيفة منذ فترة ويرجع ذلك لضعف كثير من المستثمرين الأجانب التي تعتبر الفئة الأولي والوحيدة المتسببة في الانخفاضات الحادة لأن مبيعات الأجانب تتركز في الأسهم القيادية المدرجة في بورصة لندن مثل أوراسكوم تليكوم وأوراسكوم تليكوم وأوراسكوم للإنشاء. ذكر صالح أن كل فترة تنطلق شائعة جديدة يكون لها التأثير بالسلب علي السوق مثل الهبوط الذي شهدته البورصة خلال الفترة الأخيرة والذي جاء متأثرا بشائعة تم اطلاقها حول مشروع فرض ضرائب علي الأرباح التي تحققها البورصة مؤكدا أن هذه الشائعة كشفت بوضوح الدور الذي تلعبه الشائعات في العالم الاقتصاد، وهو الذي يظهر بشكل واضح في مصر، حيث تجد الشائعات بيئة خصبة للنمو بسبب عدم توافر المعلومات وانعدام الثقة بين المواطن والحكومة، وهما المشكتان اللتان تعاني منهما معظم الدول النامية، حتي بات المحللون الاقتصاديون يصفون الاقتصاد المصري بأنه علي "كف الشائعات". اتفق محمد منصور الخبير الاقتصاد مع الرأي السابق مشيرا إلي أن البورصة من أكثر القطاعات تأثرا بالشائعات التي تهدف إلي التأثير في قناعات المستثمرين في السوق دون الالتفات إلي معطيات ذات تأثير أكبر مؤكدا أن صغار المستثمرين من ذوي الخبرة المحدودة والوعي الاستثماري الضعف هم الأكثر تأثرا بهذه الشائعات من خلال تأثيرها الواضح في قراراتهم الاستثمارية سواء بالبيع أو الشراء. أضاف منصور عادة ما تهدف الشائعات إما إلي خلق طلب مصطنع أو عرض بيع مصطنع علي أسهم بعض الشركات، وبالتالي رفع سعر أسهم بعض الشركات أو تخفيض أسعار أسهم شركات أخري دون وجود مبررات منطقية أوموضوعية لهذا الارتفاع أوالانخفاض مشيرا أنه عادة ماتخدم هذه الشائعات مصالح مروجيها من حيث تحقيق مكاسب سريعة أو جنب خسائر كبيرة. وعن أسباب انتشار الشائعات أكد الخبير الاقتصادي أن انعدام الثقة هو أبرز الاسباب اضافة إلي قلة المعلومات لافتا أنه عادة ما تظهر الشائعات في وقت الازمات، وتستخدم كسلاح لتفتيت الاستقرار.