مع اتساع الهوة بين الثرثرة العالية الصوت وعدم التفات الاجهزة المعنية بالمشكلات التي تطرحها الوقائع اليومية ولذلك اجد نفسي في آخر كل نهار وانا اعاني من التوتر الذي لا استطيع مواجهته خصوصا ان كل المطمئنات التي اعرفها ويعلمها الاطباء لها دائما اثار جانبية ولابد من مواجهة هذا التوتر وهزيمته. وطبعا اجد مثل كل ابناء جيلي في ام كلثوم دواء عالي القيمة ولا تنفذني سوي قناة المنوعات التي تذيع اغنيات ام كلثوم كاملة فأسمع وصلة كاملة واتذكر ما قاله لي عبدالحليم حافظ ذات نهار قديم " الاغنيات تصطاد الهموم من القلوب". وهكذا اجد دواء يسافر بي في رحلة من آفاق صوت غير تقليدي هو صوت ام كلثوم، هو صوت لا مثيل لمساحاته في التعبير وكلنا نعلم انه صوت من الصعب تقليده وتظل طاقة غسيله لاعماق المستمع فوق كل قدرات اي دواء، واتمني من صديقي د. أحمد عكاشة ان يفحص اندورفينات المخ بعد الاستماع الي ام كلثوم، وقد سبق ان اجري العالم النفسي الكبير انتوني ستور العديد من التجارب علي ما تؤثر به المقطوعات الموسيقية الكلاسيكية الي الدرجة التي اصدر فيها انتوني ستور دليلا لعلاج التوترات المختلفة بواسطة الموسيقي. واشعر بعميق الامتنان لاسامة الشيخ رئيس قطاع قنوات النيل واتمني من الله ولا يكثر علي الله ان يخصص قناة خاصة للموسيقي العربية، فهناك قناتان هما طرب وقناة روتانا طرب، وكل من القناتين تعتمدان بشكل كامل علي منتج مصري، واثق ان قدرات اسامة الشيخ علي سرعة الابداع والتحرك يمكن ان يهدينا قناة خاصة بالغناء خصوصا ان تلك القنوات تجتذب اعلانات تكفي ويمكن ان تكون مصدر تمويل لا بأس به واسامة الشيخ رجل يملك خبرة هائلة في تأسيس القنوات الفضائية وهو قادر علي ان ينشئ لنا قناة غناء تساعد في تقليل الضغوط العصبية التي تقدمها لنا قنوات الاخبار العالمية التي تدمن ارهاق المشاهد بكل عيوب وجرائم الكون وكأننا ونحن جالسون في غرف النوم سنستطيع ان نوقف مسلسل الجرائم السياسية مثل الابادة في فلسطين او دارفور او اني سأستطيع ان اوقف مسلسل التقاضي في امور العبارة التي صحبت بغرقها ألفا ومائة واربعة وثلاثين مصريا ولا احد يتخيل ما فعله اعادة نشر صورة الطفلة الغارقة في تلك العبارة، ولما كانت قنوات الاخبار والبرامج التي تلهب ظهورنا بتلك المآسي تضعنا علي سطح الغضب الساخن، فلا اقل من ان نملك ردا او دفعا لكل الاسباب التي تدفع التوتر من شاشة التليفزيون إلي عيوننا وتزيد من ارتفاع ضغط الدم عند المشاهد. ولست اطلب ان تتوقف القنوات الاخبارية عن عملها ولكن الي اين نلجأ لنغسل الاعماق؟ الأمر في يدك يا ايها المهندس القادر علي زيادة جرعة الغناء الراقي والموسيقي المحترمة التي تشفي الروح وتقوي النفس ليواجه الانسان ليله دون ان يصحب معه كوابيس صنعها جورج دبليو بوش وانصاره من صناع الفوضي النفسية عند البشر.