تبدأ البنوك العاملة في السوق المصرية اليوم "الأحد" إجراء رفع جديد لسعر الفائدة علي ودائع العملاء لديها بالجنيه الاسترليني بنسبة تتراوح بين 0.125% و0.25%، وفي المقابل هناك توقعات بتثبيت العائد علي الودائع بالجنيه والدولار واليورو. تأتي هذه الخطوة تماشيا مع قرار بنك انجلترا المركزي الخميس الماضي برفع سعر الفائدة علي العملة البريطانية بمقدار ربع نقطة مئوية لتصل إلي 5.75% في خامس زيادة لها خلال 11 شهراً. وكانت لجنة السياسة النقدية بالبنك المركزي المصري قد قررت الخميس الماضي ابقاء سعري الفائدة علي الإيداع والاقراض لدي المركزي "الكوريدور" عند 8.75% للإيداع و10.75% للاقراض للشهر السابع علي التوالي حيث كانت آخر مرة تم فيها تغيير هذا السعر في شهر ديسمبر الماضي وقامت برفعه بمقدار ربع نقطة مئوية. وكانت "العالم اليوم" قد انفردت الأحد الماضي بنشر توقعات نقلا عن المصرفيين بتثبيت العائد علي الكوريدور، حيث أكد مسئولو البنوك ان اللجنة سوف تبقي عليه دون تغيير حتي تتلاشي الآثار السلبية لمعدل التضخم نهائيا.. وكان قد أعلن في وقت سابق عن تراجع التضخم إلي 8.5% إلا أن المصرفيين رأوا ان هذا التراجع غير كاف لاتخاذ أي قرار بخفض الكوريدور حيث إن المعدل الذي وصل إليه التضخم مازال أعلي بنحو 3 إلي 4% من أسعار الفائدة علي ودائع العملاء المحلية بالبنوك.. ويعد الكوريدور المؤشر الأبرز بالسوق لاتجاه الفائدة المحلية وأي تحرك به سواء بالرفع أو الخفض غالبا ما يتبعه تحرك مباشر ومماثل من جانب البنوك خاصة في حالة الخفض..وفي الفترة الأخيرة أصبح الكوريدور أبرز أوجه استثمار فائض السيولة المحلية لدي البنوك. وأشار مسئولو البنوك إلي أن البنك المركزي قد يبدأ في خفض الكوريدور اعتبارا من الاجتماع القادم للجنة السياسة النقدية المقرر عقده في 16 أغسطس القادم إذا ما واصل معدل التضخم تراجعه حتي لا تتأثر ودائع العملاء بالسلب. وعلي مستوي سعر الفائدة علي الودائع باليورو فإنه من المتوقع استقرارها أيضا لشهرين قادمين في ظل اتخاذ البنك المركزي الأوروبي قرارا بتثبيتها الخميس الماضي عند 4% ووجود توقعات قوية بزيادتها في شهر سبتمبر القادم إلي 4.25% وكان آخر تحرك لفائدة اليورو في شهر يونيو الماضي حيث تمت زيادتها بمقدار ربع نقطة مئوية لتصل إلي أعلي مستوياتها في 6 سنوات. يأتي ذلك في الوقت الذي لايزال فيه الغموض يسيطر علي مستقبل سعر الفائدة علي الودائع بالدولار في ظل عدم تأكيد مجلس الاحتياط الفيدرالي "المركزي الأمريكي" علي اتجاه ثابت لفائدة العملة الأمريكية بعد قراره بتثبيتها قبل أيام عند 5.25% للاجتماع الثامن علي التوالي.. ورغم تأكيده علي أن أرقام التضخم الأساسي تحسنت بشكل متواضع في الأشهر القليلة الماضية بالولايات المتحدة إلا أن المركزي الأمريكي لم يخف قلقه من أن ضغوط التضخم قد لا تنحسر بشكل متواصل، وهو ما فرض حالة من الغموض الشديد علي مستقبل الفائدة الأمريكية.