استبعد عدنان يوسف الرئيس الجديد لاتحاد المصارف العربية إصدار عملة عربية موحدة خلال الفترة القريبة المقبلة، مشيرا إلي أن وجودها يعني دمج عدة اقتصادات مختلفة في اقتصاد واحد وهو ما يحتاج إلي وقت طويل نظرا لاختلاف المستويات الاقتصادية ونوعية الموارد بين الدول العربية واستشهد بأن الحديث عن العملة الأوروبية الموحدة "اليورو" بدأ في الخمسينيات من القرن الماضي ورغم ذلك لم تصدر إلا عام 2000. يأتي ذلك في الوقت الذي توقع فيه عدنان يوسف أن يتم إصدار عملة خليجية موحدة بحلول عام 2010 لأن التركيبة الاقتصادية لهذه الدول واحدة من حيث حجم الدخل والموارد.. وشدد يوسف علي ان التركيز علي زيادة التبادل التجاري بين الدول العربية خلال الفترة المقبلة هو الأهم من اصدار العملة الموحدة، مشيرا إلي ان صافي دخل البنوك العربية وصل إلي 25 مليار دولار عام 2006 مقارنة ب 20 مليار دولار عام 2005 ووصل حجم ميزانياتها إلي 1.2 تريليون دولار وهذا يدل علي كبر حجم هذه المصارف مما يمثل ضرورة لتعزيز التعاون بين المصارف العربية وبعضها البعض. جاء ذلك علي هامش الاحتفالية التي تم تنظيمها لتكريمه عقب اختياره رئيسا لاتحاد المصارف العربية، ويذكر ان يوسف هو الرئيس التنفيذي لمجموعة "البركة" المصرفية. وردا علي سؤال حول بيع حصة المال العام من بنك التمويل المصري السعودي والبالغة 12% لمجموعة "البركة" والتي تمتلك 80% من أسهم البنك ذكر يوسف ان المجموعة تخاطب الجهات الرسمية بخصوص الشراء وان المفاوضات مستمرة ولا توجد أية مشكلات مع القطاع العام تعرقل عملية الشراء ولكن اجراءات التنفيذ هي السبب الرئيسي وراء تأخر الصفقة. وعن دور اتحاد المصارف في فض المنازعات بين البنوك العربية ذكر عدنان ان الاتحاد يتدخل لفض المنازعات البسيطة أما المنازعات القوية فلا توجد هيكلة واضحة من اتحاد المصارف لتحديد كيفية التعامل معها ولكن خلال الفترة القادمة توجد خطة انشاء هيئة تحكيم للمنازعات بين المصارف العربية وسيكون قرارها ملزما إذا ما اتفق الطرفان ولكن من حقهما الاستئناف. كما هاجم رئيس اتحاد المصارف قيام البنوك التقليدية بالتوسع في تقديم الخدمات الإسلامية مطالبا البنوك المركزية بعمل تشريع ينظم عمل البنوك التقليدية كالإسلامية، أو ان تقوم هذه البنوك بإنشاء كيانات مستقلة لكي تقدم خدماتها الإسلامية من خلالها. وتوقع عدنان ان تشهد الأعوام الثلاثة القادمة توسع البنوك المصرية خارج مصر وفتح أسواق جديدة لها في أعمال الصيرفة بجانب توسع البنوك الخليجية ذات الميزانيات الكبيرة ورؤس الأموال الضخمة في مصر لأن السوق المصري سوق جاذب ومازال قادرا علي استيعاب بنوك ومنتجات مصرفية جديدة. ورداً علي سؤال حول استراتيجية عمل الاتحاد خلال الفترة المقبلة قال يوسف إن التحدي الذي يواجه الاتحاد خلال السنوات الأربع القادمة هو تعزيز تواجد المصارف العربية في منطقتي الشرق الأقصي وآسيا خاصة الهند والصين وإندونيسيا وماليزيا لأنها شريك تجاري للدول العربية ولما تتمتع به هذه المناطق من تعدد المجالات التي تساعد علي نمو الاستثمارات والأعمال المالية والمصرفية بالإضافة للتركيز علي تقوية الشراكة المصرفية العربية مع البلدان الأجنبية وخاصة الأوروبية. وأضاف ان الاتحاد سيركز خلال الفترة المقبلة علي تفعيل شبكة الربط الالكتروني للاتحاد بالمصارف العربية من جهة وإيجاد قاعدة معلوماتية قوية لهذه البنوك من جهة أخري، مشيرا إلي أهمية وجود مثل هذه القاعدة المعلوماتية والتي يمكن ان تضع المصارف العربية بشقيها التقليدي والإسلامي أمام المعلومة الأحدث باستمرار مما يعزز عملها علي المستوي المحلي والمستويين الإقليمي والعالمي، كما تتضمن خطط الاتحاد خلال الفترة المقبلة توضيح آليات دخول المصارف العربية في أسواق جديدة ولاسيما الأسواق التي أبدت رغبتها في استضافة تلك المصادر كالأسواق الآسيوية وأسواق الشرق الأقصي.