قرار الحكومة منذ حوالي عام بفرض رسم صادر علي خردة النحاس لم يفلح من الحد في تصدير تلك الخردة بل زاد تهريبها ووصل سعر الطن حاليا إلي ما بين 35 و40 ألف جنيه. وهذا الارتفاع الرهيب في أسعار خام النحاس أدي إلي اغلاق عشرات الورش والمصانع الصغيرة التي يعتمد انتاجها علي خردة النحاس مثل النجف والانتيكات والصواني والفوانيس والقناديل وغيرها والتي زاد سعرها حتي وصل إلي 3 أضعاف ما كانت عليه. فالحكومة ممثلة في وزارة الصناعة والتجارة قامت فور ازدياد عمليات تصدير وتهريب خردة النحاس -كما يقول محمد عاصم عبد الحميد رئيس شركة النحاس المصرية- بفرض رسوم صادر وزيادتها الي 3500 جنيه للطن ومع ذلك فان سعر خردة النحاس لم يهبط منذ مارس 2006 وحتي مايو الحالي عن سعر 35 ألف جنيه للطن نتيجة لزيادة اسعار الخردة بالبورصات العالمية وهذا الأمر أثر علي انتاج الشركة -كما يؤكد رئيسها- وعجزت عن تلبية الطلبات المقدمة لها بسبب هذه الزيادة المستمرة في أسعار الخردة. ويطالب رئيس شركة النحاس المصرية بضرورة زيادة الرسم الصادرة علي الخردة الي 4 آلاف جنيه للطن للحد من التصدير حتي يتم توفير هذه الخردة محليا والاستفادة منها بدلا من اللجوء الي استيراد خام النحاس بأسعار تزيد علي 50 الف جنيه للطن. احتكار الكبار ويري محمد درويش من كبار تجار النحاس بحارة اليهود ان سبب ارتفاع اسعار النحاس بالبورصات العالمية يرجع الي احتكار الدول المنتجة للخام والخردة مثل زائير والكونغو ونيجيريا وزامبيا مشيرا الي ان هذه الدول تمتنع عن تصدير الخردة الخام للدول الصناعية الكبري منذ عامين مما ادي الي ارتفاع معدن النحاس بالبورصات العالمية نتيجة لقلة المعروض وزيادة الطلب. وعن السبب الرئيسي في زيادة سعر النحاس محليا يوضح محمد درويش ان مصر لا تنتج النحاس ولا الخردة كما انها لا تحتكر هذا المعدن لعدم وجود مناجم نحاس بها وانما تعتمد اساسا علي استيراد الخام من الخارج خاصة من أوروبا حسب أسعار البورصات العالمية والتي يلتزم بها تجار النحاس في مصر. انفلات السوق ومن جانبه يؤكد مصطفي زكي رئيس شعبة المستوردين بغرفة تجارة القاهرة بان انتاج مصر من النحاس لا يكفي التصنيع والانتاج سواء كان من المصانع الحربية أو من شركة النحاس المصرية والتي تنتج اسلاك وخوص وشبكات النحاس وشبكات النحاس لذلك فان معظم الخام يتم استيراده من الأسواق العالمية الي جانب استيراد خردة النحاس. ويضيف رئيس شعبة المستوردين بغرفة القاهرة بان هناك سببا آخر جعل طن النحاس يرتفع في البورصات العالمية وهو ارتباط خام النحاس بمعادن أخري كالذهب والبترول بالاضافة الي العملات فاذا ارتفع عنصر من هذه العناصر فسعر النحاس يرتفع ايضا. ويحذر زكي من اتجاه بعض المصدرين الي تصدير خردة النحاس بكميات كبيرة من أجل التربح بالرغم من زيادة رسوم الصادر عليها مشيرا الي ان ذلك سيؤدي الي رفع سعر طن النحاس بشكل كبير نتيجة لقلة المعروض بالسوق وزيادة الطلب عليه واكد ان عدم وضع أسس ولوائح لمراقبة الأسواق خاصة عمليات تصدير الخردة سيؤدي الي الانفلات في الاسعار خاصة ان الدولة لا تقوم بدعم النحاس وتركه لآليات السوق العرض والطلب.