ارتفع النحاس في الشهور القليلة الماضية ارتفاعا رهيبا فمنذ شهر يناير الماضي ارتفع الطن بحوالي 150% فبعد ان كان يقدر في البورصات العالمية بحوالي 20 الف جنيه للطن وصل خلال شهر مايو الحالي الي 54 الف جنيه مما أثر علي سوق النحاس في مصر وأغلقت حوالي 90% من ورش النحاس بمنطقة النحاسين بالجمالية أبوابها. الخبراء أرجعوا ارتفاع اسعار النحاس الي ارتفاعا عالميا بسبب قلة المعروض واغلاق بعض المناجم واشتداد الطلب عليه لتقطيع الاسلحة والذخائر والتي تجد سوقا رائجة لها في مناطق التوتر لاسيما في فلسطين والعراق. وأكد البعض أن لجوء بعض التجار الي تهريب النحاس الخردة الي الخارج أدي الي ارتفاع أسعاره محليا مطالبين بالحد من عمليات التهريب واحكام الرقابة علي التجار المتخصصين في ذلك حتي لا تشتعل اسعار المنتجات النحاسية أكثر وأكثر. 13 ألف جنيه يقول محمد درويش صاحب شركة درويش لبيع النحاس بانواعه الأحمر والاصفر بحارة اليهود ان سعر طن النحاس منذ عام ونصف العام تقريبا كان ب 13 الف جنيه ومنذ حوالي 6 شهور وصل 20 الف جنيه ثم ارتفع خلال شهر ابريل الماضي ووصل سعر الي 52 الف جنيه للطن. ويشير درويش الي ان ارتفاع النحاس كمعدن ارتفاع عالمي وليس في بلد بعينه حيث يخضع النحاس للبورصة العالمية في أسعارها فاذا كان سعر الدولار او اليورو مرتفعا ينعكس ذلك علي جميع دول العالم وبعد دخول تجار النحاس المصريين هذه البورصة تأثروا بالأسعار العالمية. بيع الخردة ويضيف درويش ان السبب الاهم وراء ارتفاع سعر النحاس بالبورصة هو قيام التجار المصريين ببيع الخردة النحاس للخارج باسعار مرتفعة للمستوردين حيث يأتي بعض التجار لاسواق الخردة ويدفعون مبالغ عالية لشراء هذه الخردة مما يضطر التاجر المصري لبيعها بعد رفع سعرها اضعاف مضاعفة. ويوضح محمد درويش اقدم تجار النحاس في حارة اليهود ان هناك دولا اخري تشجع علي زيادة اسعار النحاس بالبورصة وهذه الدول افريقية مثل زائير والكونغو ونيجيريا وزامبيا وهذه الدول لديها مناجم نحاس ضخمة تتحكم في اسعارها عند بيعها للمستوردين خاصة حين تكون هناك طلبات شديدة عليه خاصة عند الطلب علي الاسلحة والذخائر ولاسيما عند وجود مناطق توتر وحروب في المنطقة مثل العراق وفلسطين وعن السبب في رفع سعر النحاس محليا قال محمد درويش ان مصر لا تنتج وليس لديها مناجم نحاس وانما تقوم باستيراده من دول اوروبية مثل يوغوسلافيا واليونان وبولندا والاسعار هناك حسب اسعار البورصة العالمية والتاجر المصري يتابع هذه الاسعار العالمية ويبيع بها مشيرا الي ان الانتاج المحلي المصري لا يكفي السوق فانتاج المصانع الحربية لأسلاك النحاس ومصانع النحاس بالاسكندرية وغيرها من الاصناف المحلية ارتفع سعرها والطن وصل الي 30 الف جنيه من 13 الف و15 الفا منذ عام تقريبا. وعن أنواع وأشكال النحاس عند التصنيع يقول درويش النحاس له اشكال عديدة منها السلك والاقراص والالواح والشرائط والأسياخ اضافة الي نحاس الخردة والذي يعتبر تجارة رائجة حاليا. منع التصدير وفيما يتعلق بارتفاع اسعار نحاس الخردة قال درويش ان وزير الصناعة والتجارة رشيد محمد رشيد اجتمع مؤخراً مع رؤساء الشركات الكبري المنتجة للنحاس في مصر مثل الشركة العامة للمعادن ومصنع 36 الحربي وشركة النحاس المصرية، واتفقوا جميعا علي ضرورة وقف تصدير الخردة وهذا ما قرأناه في الصحف أما الحقيقة فغير ذلك لأنه مازال تجار الخردة يصدرون ما تبقي من خردة لديهم عند عرض أسعار مرتفعة لبيعها خاما للخارج عن طريق تجار أجانب من بعض الدول يحملون يوميا عشرات الاطنان من الخردة الخام خارج مصر. ركود ومن جانبه يقول مدحت العسكري تاجر نحاس بشارع المعز لدين الله بالنحاسين (الجمالية) ان تجار النحاس في مصر بصفة عامة وفي منطقة النحاسين بصفة خاصة اصابها الركود والشلل التام منذ شهر وشهرين خاصة بعد الارتفاع الرهيب في مصر لطن النحاس.