رغم العلاقات "السياسية" التاريخية بين مصر وأفريقيا منذ قيام ثورة يوليو وفي فترة التحرر الوطني والإستقلال فإن تلك العلاقات تراجعت الآن خاصة من الناحية الإقتصادية في الوقت الذي توسعت بلاد "أسيوية" في علاقاتها الأفريقية خاصة الصين والهند ولا سيما من الناحية الاقتصادية بل إن اسرائيل أصبح لها قواعد اقتصادية في افريقيا من بيزنس السلاح حتي الاستثمار في الذهب والماس في الوقت الذي تراجعت فيه تجارة مصر مع إفريقيا ولا تشفع لنا إتفاقية الكوميسا في تقوية علاقتنا مع القارة السمراء، وهذا الأمر ليس مقصورا علي مصر وحدها بل هناك تدن في العلاقات التجارية وحركة الاستثمار بين أفريقيا والدول العربية في الوقت الذي زادت فيه أرقام التبادل التجاري التي تعلنها الصين ودول جنوب شرق آسيا والهند، فضلا عن الأرقام المعروفة للهيمنة الإسرائيلية علي القارة الافريقية التي بالطبع تهدد المصالح العربية بالإضافة إلي اعتماد الولاياتالمتحدةالامريكية والدول الأوروبية علي المواد الخام من أفريقيا المعروفة بغني ثرواتها. وفي محاولة "للاسبوعي" لرصد الأرقام الحقيقية في القارة السمراء. في البداية كما يوضح موقع جامعة الدول العربية أنه منذ مارس 1977 تم الاتفاق علي تنظيم مؤتمر سنوي للرؤساء والملوك الأعضاء في جامعة الدول العربية ومنظمة الوحدة الافريقية وذلك لتنظيم المبادئ وإطار العمل الجماعي والفردي للبلدان العربية والافريقية في مجالات التعاون العربي الافريقي في المجالات الإقتصادية. والذي لم يعقد منذ 30 عاما وقد تم انشاء مجموعات عمل ولجان متخصصة للعمل في ميادين التجارة والتعدين والصناعة، والزراعة والغابات ومصائد الاسماك وتربية الحيوان والطاقة ومصادر المياه والنقل والمواصلات والتعاون المالي والاقتصادي والثقافي والإعلامي والعملي والفني ولكن تلك المجموعات ظلت حتي الآن حبرا علي ورق كما قد تم الإتفاق علي إنشاء المصرف العربي للتنمية الاقتصادية في إفريقيا (باديا BADEA) في نوفمبر 1973 والذي بدأ في ممارسة نشاطه في مارس 1975 وحتي الآن واتخذ الخرطوم مقرا له وبلغت قيمة عمليات المصرف منذ بدء نشاطه عام 1975 حتي نهاية 1996 نحو 73.1 بليون دولار وتمكن طيلة 23 عاما من العمل في إفريقيا من تمويل 238 مشروعا و177 عملية معونة فنية و14 قرضا ائتمانيا و14 عملية معونة عاجلة كما كان للمصرف أنشطة خلال السنوات العشر الأخيرة ولكن لم يتم رصدها بعد وأغلبها معونات فنية ويبلغ رأسمال المصرف الحالي والمدفوع بالكامل مليارا ومائة وخمسة وأربعين مليون دولار ولديه احتياطي عام يبلغ نحو 76 مليون دولار كما تم الاتفاق بين كل من مجلس الجامعة العربية ومجلس وزراء منظمة الوحدة الافريقية عام 1989 علي تنظيم معرض تجاري عربي افريقي سنوي، وهذا لم يحدث بشكل منتظم. اسرائيل وأفريقيا أما عن المهيمن الاكبر في افريقيا فهواسرائيل فوفقا لمصادر وزارة الصناعة والتجارة الاسرائيلية فإن حجم الواردات الافريقية لاسرائيل عام 2004 بلغت 381 مليون دولار أي 9.0% من حجم الواردات الاسرائيلية أما الصادرات فوصلت الي 534 مليون دولار في نفس العام أي 4.1% من صادرات اسرائيل. ولكن العلاقات الاسرائيلية الافريقية ليست وليدة اليوم ولكنها بدأت منذ 1955 مع مؤتمر "باندونج 1955" فكانت ليبريا ثالث دولة في العالم تعترف بالدولة العبرية. وبدأت اسرائيل منذ ذلك الوقت بعرض المساعدات الاقتصادية والفنية والاجتماعية علي الدول الافريقية بدعوي تنميتها ثم بدأت العلاقات الاقتصادية في النمو خاصة في مجال التبادل التجاري. فأنشأت اسرائيل شركات في افريقيا تركز نشاطها في العديد من المجالات مثل اقامة المزارع لتربية الدواجن وتربية الماشية وانشاء مراكز التدريب والارشاد الزراعي بالاضافة إلي الصناعات الزراعية مثل تعليب الفاكهة والخضر وتعليب اللحوم، كما انشأت شركات للنقل البحري مثل شركة "النجمة السوداء للملاحة البحرية" في غانا وشركة "الاسطول البحري" في ليبريا، كما أنشأت شركات طيران مثل مطار أكرا الدولي في عاصمة غانا. وأقامت إسرائيل العديد من المدارس والجامعات مثل جامعة هيلاسيلاسي في إثيوبيا والمستشفيات مثل مستشفي مصوع في اريتريا.