لا اجد مبررا منطقيا لموقف مصر من ايران فلا يوجد عداء تاريخي بيننا وبين الشعب الايراني وكانت علاقات مصر بايران علاقات أزلية بل كان هناك نسب ومصاهرة بين الاسرة الحاكمة في مصر وشاه ايران.. وعندما لم يجد الشاه مكانا يؤويه مات علي تراب مصر ودفن فيها.. وبعد ثورة الامام الخميني ساءت العلاقات بين مصر وإيران وساءت اكثر مع الحرب العراقية الايرانية وكلنا يعلم انها كانت خسارة للجميع وبعد اغتيال الرئيس السادات كانت قضية شارع الاسلامبولي في طهران واحدة من المشاكل التي اساءت للعلاقات بين البلدين ولكن لاتوجد الان مبررات لهذا الموقف من ايران وذلك لاسباب كثيرة، اول هذه الاسباب ان ايران اصبحت الان طرفا اساسيا في صراعات المنطقة كلها ابتداء بدول الخليج وانتهاء بالموقف في العراق وقضية فلسطين.. واذا كانت هناك خلافات حادة بين امريكا وايران فان مصر ليست مسئوله عن خطايا الادارة الامريكية ويجب ان تنظر الي مصالحها ان امريكا ستبيع الجميع في لحظة اذا وجدت ان مصالحها.. مع ايران.. والغريب ان دول الخليج تفتح ابوابا كثيرة مع ايران كما ان ايران تمد جسورا قوية مع السودان ومن هنا فان القطيعة مع ايران لاتخدم مصالح مصر حتي وان كان ذلك لارضاء امريكا ولا يعقل ان نسعي الي تأكيد العلاقات بين مصر واسرائيل ثم نتجاهل العلاقات التاريخية بيننا وبين ايران.. ان التعارض بين مصالح ايران ومصر محدود للغاية ولاتوجد علي الاطلاق مناطق صدام بينهما خاصة اذا ادركنا ان دول الخليج لها علاقات تاريخية وجغرافية ودينية مع ايران ولهذا فان مستقبل ايران في دول الخليج لن تحدده الادارة الامريكية ولكن سوف تفرضه ارادة الشعوب ومصالحها الحقيقية.. هناك ملايين من الشيعة في دول الخليج وهناك ايضا تداخل انساني قديم وقبل هذا يوجد موقع جغرافي مؤثر.. ولاينبغي ان تمضي مصر في هذا التوجه الغريب في موقفها من ايران حتي ولو كانت هناك دوافع خارجية وراء ذلك.. ان امريكا لاتريد ابدا لقاء يجمع مصر وايران لان ذلك لوحدث سوف يغير اشياء كثيرة في المنطقة ومن الخطأْ ايضا ان يدعي البعض ان ايران تسعي الي تصدير ثورتها لدول المنطقة لاننا نعلم ان لكل شعب ظروفه وهناك خلافات جوهرية بين مصر وايران في مجالات كثيرة ولهذا ينبغي ان نضع لغة المصالح قبل كل شيء والشيء المؤكد ان مصالح مصر في ان تقيم علاقات طيبة مع ايران.