هل نجحت وزارة السياحة في تحقيق ما هو مطلوب منها في البرنامج الانتخابي للرئيس مبارك والخاص بزيادة عدد السائحين بمعدل مليون سائح سنوياً وإنشاء 15 ألف غرفة فندقية.. سؤال يتبادر إلي الذهن خاصة بعد أن انتهي العام الأول من برنامج الرئيس.. المؤشرات المبدئية تؤكد أن معدل الزيادة في أعداد السائحين طبقا للتقديرات الرسمية قد وصل إلي 4.4% حتي نهاية الشهر الماضي.. وهو ما يعني أن البرنامج في عامه الأول لم يتحقق منه سوي ما يقرب من نصف المستهدف. فعندما أعلن مجلس الوزراء مؤخراً أن معدل النمو في قطاع السياحة وصل إلي 6% اعتبرت الحكومة أن هذا المعدل ربما هو الأفضل بين معدلات حققتها السياحة علي مدار العام الحالي. هذا الكلام يأتي نتيجة أن هذا المعدل كان خلال النصف الأول من العام الحالي لا يزيد علي 30% ولذا اعتبرت الحكومة ان 6% هو معدل جيد في ظل الأحداث التي شهدتها مصر خلال العام. حيث شهدت السياحة المصرية عددا كبيرا من الأحداث غير التقليدية والتي أثرت سلبيا علي صناعة السياحة. وتعد تلك الأحداث غير تقليدية نظرا لأنها لم تكن في معظمها حوادث إرهابية ولكنها أحداث أخري كان لها تأثير أكبر من تأثير الأحداث الإرهابية مثل انفلونزا الطيور وتداعيات الرسوم الكاريكاتورية في الغرب وهما من الأحداث التي اعتبرها خبراء السياحة ذات تأثير سلبي علي التدفقات السياحية خلال هذا العام. فظهور مرض انفلونزا الطيور الذي تسبب في التأثير السلبي علي الحركة السياحية الوافدة إلي مصر وكان من مظاهر وأسباب اخفاقات قطاع السياحة كما أن تطور هذا المرض كان عاملا آخر في زيادة التأثير السلبي علي اعتبار أن وسائل الإعلام المحلية والأجنبية تحدثت عن توطن المرض في مصر وانتقاله من منطقة ومحافظة إلي أخري. أزمة الرسوم الكاريكاتورية التي اساءت إلي الرسول صلي الله عليه وسلم وأوجدت موقفا عاما في الدول الإسلامية ضد الدول الغربية أدت إلي احجام الكثير من السائحين خصوصا من الدول الاسكندنافية عن زيارة المنطقة خوفا من أي ردود أفعال مضادة خاصة بعد المظاهرات التي اندلعت في معظم البلدان الإسلامية وهو ما جعل هذه الدول تحذر رعاياها من زيارة مصر خوفا من تعرضهم لأي أذي. وعلي الجانب الآخر كانت هناك الحرب الإسرائيلية علي لبنان وأحداث تفجيرات دهب حيث تسببت حرب لبنان في قطع التدفقات السياحية الشرقية والتي تأتي إلي مصر من جهة الشرق حيث كان وكلاء السياحة ومنظمو الرحلات يقومون بإعداد برامج تتضمن زيارة منطقة الشرق الأوسط بدءا من لبنان ومرورا بالأردن وإسرائيل وفلسطين ثم مصر. ولعل أهم مظهر علي صعيد الاخفاقات في هذا القطاع هو ان مصر رغم كل الجهود المبذولة لتنشيط السياحة إلا انها لم تغير في معدل تكرار الزيارة أو ما يسمي بعودة السائح مرة ثانية. وطبقا لاحصائيات منظمة السياحة العالمية فإن المعدل الحقيقي لتكرار الزيارة في الدول الكبري هو 8%. إلا أنه لا يكاد يصل إلي 4% في مصر وهو ما يعني فقدان مصر لنصيبها في سياحة العودة ويقف السلوك الشعبي والتعامل تجاه السائح عائقا أيضا لتعظيم الاستفادة من النشاط السياحي فمازال المواطن المصري ينقصه الوعي الكافي.. بل ان بعض التصرفات مثل التحرش بالسائحين وخاصة في منطقة خان الخليلي ومناطق المزارات تؤثر بالسلب علي السياحة المصرية نظرا لتحذير كثير من شركات السياحة العالمية للسائحين وذلك باعتراف زهير جرانة وزير السياحة الذي أوضح ان بعض منظمي الرحلات ألغوا جزءا من البرامج إلي بعض المناطق بسبب هذه الظاهرة، مؤكداً أنه لا يستطيع تعيين حارس علي كل سائح حتي يحميه من هذه السلوكيات الخاطئة.. وهذا يدعونا جميعا إلي المزيد من الاهتمام بحملات التوعية الداخلية وإدراج هذا الأمر ضمن البرامج الدراسية وبرامج التليفزيون والإذاعة والصحف. ويوضح أحمد الخادم رئيس هيئة تنشيط السياحة ان هدف تكرار زيارة السائح لم يتحقق بالشكل المطلوب هذا العام.. مشيرا إلي ان معدل تكرار زيارة السائح لمصر لا يتجاوز 4% رغم أن المعدل العالمي الذي وضعته منظمة السياحة العالمية كمعدل مقبول هو 8%. ويبرر الخادم أسباب عدم تحقيق هذا الهدف بوجود نقص كبير في الأنشطة الترفيهية في بعض المناطق والتي يطلبها ويركز عليها السائح وبالرغم من وجودها في بعض المناطق السياحية مثل شرم الشيخ والغردقة إلا أننا في حاجة لتشجيع المستثمرين لإقامة مثل هذه المشاريع. بالإضافة إلي وجود سلبيات كثيرة تقابل السائحين العرب والأجانب سواء من الزحام أو التكدس في المطارات وبعض المزارات السياحية أو مستوي الخدمات وخاصة النظافة العامة في بعض الأماكن السياحية أو الاستغلال وغيرها من السلبيات. ويؤكد الخادم أن حملة التوعية الداخلية التي تتم حاليا ستساهم في تحقيق جزء كبير من هذا الهدف وذلك للقضاء علي الظواهر السلبية التي تقابل السائح وتجعله يعزف عن تكرار الزيارة إلي مصر مرة ثانية.