علي مدي شهرين كاملين ابتداء من 17 ابريل الماضي وحتي منتصف شهر يونية المقبل نظمت هيئة تنشيط السياحة 9 قوافل سياحية الي 9 دول عربية لزيادة حركة السياحة العربية الوافدة الي مصر. وبعد ان كانت هذه القوافل مقصورة علي بعض دول الخليج او عدد محدود منها باعتبارها الاكثر تصديرا للسياحة العربية الي مصر زادت هذه المرة لتشمل معظم هذه الدول اضافة الي ليبيا والاردن. والسؤال الذي يطرح نفسه هو هل نجحت هذه القوافل بالفعل في زيادة السياحة العربية في مصر؟ طبعا لا يمكن ان تتحقق النتيجة بين يوم وليلة او حتي في موسم واحد ولكن الاحصاءات تقول ان عدد السياح العرب الوافدين الي مصر عام 2005 بلغ ما يزيد علي 7.1 مليون سائح عربي أي ما يعادل 7.19% من اجمالي حركة السياحة الوافدة الي مصر في الوقت الذي من المتوقع فيه وصول اعداد السائحين العرب الي مليوني سائح العام الحالي كما بلغ عدد الليالي السياحية المحققة خلال نفس العام من هذه السياحة اكثر من 3.22 مليون ليلة سياحية بما يزيد علي 26% من اجمالي الليالي السياحة الكلية المحققة خلال نفس العام. المؤشرات خطوة جيدة علي نجاح هذه القوافل التي حققت بالفعل زيادة في حركة السياحية العربية التي بلغت حوالي مليون سائح قبل 3 سنوات تصدرت ليبيا المرتبة الاولي في اعدادها بمتوسط يصل الي حوالي 400 الف سائح سنويا وهو عدد قابل للزيادة الي مليون سائح ليبي خلال الفترة القادمة علي الاقل بعد ان بدأت القوافل بزيارة ليبيا الملاصقة للحدود المصرية والتي يسهل علي السائح الليبي من خلالها زيارة مصر خلال ساعات معدودة برا علي الاقل. اما دول الخليج مع بقية الدول العربية الاخري فكانت تستكمل عدد المليون بينما تتصدر السعودية حاليا دول الخليح المصدرة للسياحة المصرية بعدد يقارب ال400 الف سائح في العام الماضي 2005 اي بنسبة حوالي 22% من السياحة العربية التي وفدت الي مصر مع الاخذ في الاعتبار زيادة ما ينفقه السائح السعودي الذي يعد الاكثر انفاقا بين سياح دول الخليج خاصة، الدول العربية عامة، المتوسط يومياً لا يقل عن 500 دولار للفرد الواحد. ولعل ما يؤكد نجاح هذه القوافل ان بعضها ترأسها زهير جرانة وزير السياحة بنفسه ليقف علي مشكلات السائح العربي في مصر ووضع الحلول لها بل المستثمر العربي في قطاع السياحة ومشاكلاته مع الجهات الحكومية المختلفة. ويبدو ان هذه القوافل ليست مقصورة علي جلب السياح العرب فقط لقضاء عدة ايام في مصر بل لجذب مجموعة من المستثمرين العرب في السياحة المصرية في ظل السيولة النقدية الكبيرة بدول الخليج بعد ارتفاع اسعار النفط واكبر دليل علي ذلك اجتماع د. احمد نظيف رئيس الوزراء بمجموعة من المستثمرين السعوديين برئاسة عبدالرحمن شربتلي مالك "سيتي ستارز" لبحث اقامة عدة منتجعات سياحية بالساحل الشمالي، وهو اجتماع جاء عقب عودة القافلة من السعودية بيومين، مما يؤكد جدية تذليل العقبات امام مستثمرين السياحية العربية في مصر لتفعيل برنامج الرئيس مبارك في ايجاد 5.4 مليون فرصة عمل خلال 6 سنوات للشباب المصري وطبعا السياحة كالعادة هي افضل قطاع يستوعب العمالة وبنسبة كبيرة حيث ان كل مليون سائح وافد يوفرون 200 الف فرصة عمل فضلا علي ارتباط السياحة بحوالي 72 صناعة مغذية ومكملة لها.