أعرب العديد من وزراء الدول المنتجة للبترول اوبك عن أملهم في أن يفضي المؤتمر الطارئ لمنظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) الذي يعقد في الدوحة اليوم إلي نتائج ايجابية علي صعيد تحقيق الاستقرار في السوق العالمية للنفط، فسوف يناقش المؤتمر بنداً واحداً مطروحاً علي جدول أعماله، وهو خفض مليون برميل من الإنتاج الفعلي للمنظمة. هذا وتشير المؤشرات الي وجود اجماع من الدول الأعضاء علي الخفض علي الرغم من ان الاجتماع سيكون تشاورياً ولكنه اذا اقر الخفض المقترح فإنه سيتحول تلقائيا الي اجتماع طارئ. وعن نسبة الخفض المتوقع يري العديد من وزراء اوبك انه سيكون من الإنتاج الفعلي ل "أوبك" وليس من الحصص الرسمية المحددة لكل دولة عضو. وعلي مدار اسبوعين دارت مساومات بين وزراء الدول الاعضاء في أوبك بشأن كيفية خفض الانتاج مليون برميل يوميا واختلف الوزراء بشان ما اذا كان الخفض سيطبق علي الامدادات الفعلية ام من سقف الانتاج الرسمي للمنظمة ويأتي هذا التحرك من قبل اوبك في الوقت الذي تواجه فيه السوق النفطية ظروفاً بالغة الصعوبة الأمر، ما يستدعي من المنظمة اتخاذ إجراءات وقائية لمواجهة الانخفاض الحاد الذي طال اسعار النفط في الآونة الأخيرة لتجنب مزيد من التدهور في الفترة المقبلة، خاصة مع توافر فائض هائل في السوق، اضافة الي ان مخزونات النفط في الدول الصناعية ارتفعت علي نحو غير مسبوق، ما شكل ضغطاً واضحاً علي الأسعار، فأدي الي هبوطها بما لا يقل عن 20 دولاراً للبرميل الواحد خلال أسابيع. ويري البعض ان تأخر المنظمة او ترددها في اتخاذ قرار يفضي الي اعادة التوازن بين العرض والطلب قد يقود الي مزيد من التدهور في الأسعار علي نحو أكبر مما حدث في الآونة الأخيرة، وهو ما قد يؤدي الي تجاوزها الخطوط الحمر اذا لم تتدخل "أوبك" بإجراءاتها الاحترازية. وعن اثر الخفض علي مستوي الاسعار يتوقع الخبراء ان ترتفع أسعار النفط في ضوء نتائج اجتماع "أوبك" هذا في الوقت الذي خفضت فيه اوبك توقعاتها للطلب علي نفطها الخام في الاشهر الثلاثة الاخيرة من عام 2006، مشيرة إلي ان ضعف أسعار النفط في الآونة الأخيرة قد يستمر. وفي تقريرها لشهر أكتوبر، توقعت المنظمة التي تضم 11 دولة منتجة أن يبلغ معدل الطلب علي خام "أوبك" في الربع الاخير من العام 28.69 مليون برميل يومياً. وكانت التوقعات السابقة تشير الي معدل قدره 28.86 مليون برميل يومياً وارتفع خام النفط الي 59 دولاراً للبرميل إثر قرار "أوبك" عقد الاجتماع الطارئ. وعلي رغم الأنباء التي أفادت بأن السلطات النروجية سمحت ل "رويال داتش شل" باستئناف تشغيل حقل دراوغن النفطي وطاقته 80 ألف برميل يومياً أبكر مما كان متوقعاً، واصل سعر النفط ارتفاعه نظراً لأن السلطات لم تمنح "شتات اويل" الإذن باستئناف الإنتاج من حقل نروجي اكبر كان أُغلق ايضاً بسبب مخاوف بشأن سلامة قوارب الإنقاذ. وتأرجحت اسعار النفط في ظل التجاذبات حول قرار دول في أوبك تخفيض انتاجها بهدف دعم اسعار النفط والتي، ما زالت دون الستين دولارا، ودفع تراجع سعر النفط بنسبة 25 بالمائة عن مستواه القياسي في منتصف يوليو عند 78.40 دولار رئيس اوبك ادموند داوكورو لان يوجه أمس دعوة لاعضاء اوبك لاتباع خطي نيجيريا وفنزويلا وخفض الصادرات