حوار مع النفس اعطي المنتدي الاقتصادي العالمي حول الشرق الأوسط في شرم الشيخ "جرعة اوكسجين" للرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي التقي مسئولين اسرائيليين لأول مرة منذ فوز حركة حماس في الانتخابات ولكن من دون أن يحصل علي أية تعهدات باستئناف المفاوضات أو بتحويل أموال الضرائب والجمارك للسلطة الفلسطينية والتقي محمود عباس أيضا مع وزيرة الخارجية تسيبي ليفني ونائب رئيس الوزراء شيمون بيريز وهو لقاء يتيح له التأكيد علي أن عملية السلام لم تمت تماما بعد وبأن رهانه علي تسوية عبر المفاوضات مازال مبررا وكان عباس أكد عشية لقائه ليفني وبيريز أن "عملية السلام هي خياري الوحيد وليس لدي خيار آخر". ودعا الرئيس الفلسطيني الحكومة الإسرائيلية إلي التخلي عن شعارها القائل بأنه لا يوجد شريك وبأن تقبل دعوتنا للعودة إلي طاولة المفاوضات والتخلي عن الأحادية لأن السياسة الأحادية عبارة عن سراب وأوهام فهي لا تستطيع جلب الأمن للشعبين. وأضاف قد يقول البعض كما يمكن استئناف المفاوضات مع حكومة لا تعترف بإسرائيل وأقول لهم إن المفاوضات من اختصاص منظمة التحرير الفلسطينية والحكومة التي شكلتها حركة حماس لن تعارض ذلك. وتابع من جانبي سأقوم بعرض ما نتوصل إليه علي الشعب الفلسطيني من خلال استفتاء شعبي وقال دبلوماسي عربي كان يتابع عن قرب ملف عملية السلام إن الاجتماع هو "مجرد جرعة اوكسجين أراد الإسرائيليون اعطاءها لعباس لتحسين وضعه قليلا ولكنهم لا يريدون تقديم دعم كبير له" ولم يسفر اللقاء عن نتيجة محددة وقال بيريز اننا لم نلزم أنفسنا بشيء خلال المحادثات. واكتفت ليفني بالقول ان اسرائيل "تريد مساعدة الشعب الفلسطيني اقتصاديا" ولكنها تحفظت بعد ذلك وقالت ان "ترجمة ذلك" في شكل إجراءات محددة ليست أمرا سهلا ودافعت ليفني عن قرار تجميد تحويل أموال الضرائب والجمارك التي تحصلها اسرائيل الي السلطة الفلسطينية مؤكدة انه لابد من نزع الشرعية عن حماس لأنها منظمة إرهابية وكانت الحكومة الإسرائيلية أوقفت فور فوز حماس في انتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني في يناير الماضي تحويل ما يقرب من 50 و60 مليون دولار شهريا للسلطة الفلسطينية وهي قيمة الضرائب والجمارك التي تحصلها لصالح الفلسطينيين. هذا وكان المتحدث باسم الرئاسة السفير سليمان عواد قد صرح بأن الرئيس حسني مبارك اتفق مع أولمرت علي أن يقوم الأخير بزيارة إلي شرم الشيخ يتم تحديد موعدها بعد عودته من واشنطن لتهيئة الأجواء لعقد قمة ثلاثية بعد ذلك بحضور الرئيس الفلسطيني. وكان الدبلوماسي العربي قد صرح بأن الأمور لن تتضح ولن تبدأ المناقشات الحقيقية إلا بعد زيارة أولمرت لواشنطن ثم إلي مصر. وأضاف أن رئيس الوزراء الإسرائيلي سيسعي خلال استكشاف الموقف الأمريكي من خطة الفصل الأحادي الجانب والحصول علي دعم لها وخلال ندوة شهدت جدلا ساخنا رفضت ليفني بحسم اقتراحا من الوزير أحمد أبو الغيط ببدء المفاوضات حول الحل النهائي وقال الوزير المصري إننا بحاجة إلي رؤية خلاقة لاستئناف عملية السلام مضيفا: لماذا لا نتفق مثلا علي نهاية اللعبة منذ الآن أي علي قضايا الحل النهائي مضيفا أن خارطة الطريق تستهدف منح الفلسطينيين افقا سياسيا فلماذا لا نتكلم عنه منذ الآن. ولكن ليفني ردت مشددة علي تمسكها بتنفيذ خارطة الطريق وفق تسلسل مراحلها الثلاث ومن بينها تفكيك البنية التحتية للمنظمات الفلسطينية المسلحة مضيفة أن الدعوة الي التخلي عن خارطة الطريق ستكون خطأ كما تخلل الندوة نفسها جدل آخر بين ليفني وكبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات عندما انتقد أحد رجال الأعمال المشاركين الجدار العازل الذي اقامته اسرائيل في الضفة الغربية ودعاها إلي إقامته علي خط حدود العام 1967 وردت ليفني مؤكدة أن مسار الجدار حدد لأسباب أمنية وبالطبع يمكن تغييره بعد المفاوضات حول الحدود وأضافت ليفني أن سياسة الحكومة الإسرائيلية هي تقسيم الأراضي بين الدولتين معتبرة ان اقامة دولة فلسطينية هي الحل العادل الوحيد ولكن الوزيرة الاسرائيلية طالبت الفلسطينيين بعدم الاصرار علي اقامة دولتهم في حدود 1967 وقالت موجهة حديثها الي عريقات اننا علي استعداد لتقديم تنازلات فهل انتم مستعدون لتنازلات مثلنا ورد عريقات مؤكدا ان احدا لا يستطيع ارغام الفلسطينيين علي القبول بأقل من أراضي 1967 فيما أصرت ليفني علي أن الفلسطينيين يجب أن يتخلوا عن "الحديث عن التاريخ وعن حدود 1967" في دعوة غير مباشرة إلي القبول بالأمر الواقع.