صعود غير مبرر.. هبوط غير مبرر.. هكذا حال البورصة المصرية في رأي خبراء السوق ورؤساء الشركات. حملوا المسئولية في كلتا الحالتين للمستثمرين الجدد الذين دخلوا السوق علي غير وعي وجهل تام بابجديات التداول مستبعدين في الاغلب - رغم بعض التحفظات - روح المؤامرة الخارجية لضرب السوق المصري في ظل وجود استثمارات أجنبية وعربية ضخمة حالياً. كما حملوا التحليل الفني الذي تحول في رأيهم إلي فتوي واراء شخصية غير قائمة علي أي أساسي صحيح مؤكدين انه لا يوجد سبب واحد اقتصادي للتراجع ومن قبله للصعود القياسي رغم كل النتائج الجيدة للاقتصاد والشركات المقيدة بالبورصة. ارجعوا الهبوط إلي أسباب نفسية أكثر منها اقتصادية أو سياسية في ظل انفراد الأفراد بالتعاملات واستحواذهم علي حوالي 75% من التعاملات مقابل 25% للمؤسسات. أكدوا انه لا يوجد شخص بعينه يتحمل مسئولية تراجع السوق رغم مسئولية سوق المال والبورصة عن التحقق من مجريات التعامل.. مشيرين إلي أن هناك تلاعباً - كما يري البعض - بدليل وجود مشترين وطلبات للشراء رغم ذلك يتراجع السوق تحت ضغط العروض العشوائية التي تملأ الشاشة. ربطوا بين تراجع السوق المصري والهبوط الذي تشهده منذ فترة البورصات العربية التي تشهد حركة انتقال رؤوس الأموال الخليجية بين بورصاتها والبورصة المصرية تتوقف علي حركة الصعود والهبوط بها في حركة طردية. أكدوا أن الأسعار الحالية مناسبة تماما للشراء وتحقيق ارباح في ظل وصول مستويات الاسهم إلي أسعار مغرية تماما لا تعبر عن حقيقية الشركات ونتائجها. أشاروا إلي أن السوق بامكانه استعادة الثقة بشرط تدخل المؤسسات ووجود صانع للسوق مع الاعتماد علي التحليل المالي بعيداً عن الفني. سبب نفسي أكد الدكتور عصام خليفة العضو المنتدب لشركة الأهلي لادارة صناديق الاستثمار ان ما يحدث بالسوق حاليا لابد من الوقوف له والنظر في اسبابه. أشار إلي ان السبب نفسي قبل ان يكون سياسيا او اقتصاديا ولا يوجد اسباب اقتصادية مباشرة تؤدي إلي الهبوط بالوضع مستقر ولكن قد يكون بعض القلق السياسي الذي يلقي بظلاله علي مسرح الأحداث. أكد أن قلة الوعي والخبرة لدي لدي المستثمرين وضع السوق في الحالة التي هو عليه الآن مشيرا إلي ان التعاملات اصبحت بمثابة مضاربات اكثر منها استثمار طويل الآجل لأن هناك العديد الذين يجهلون اسلوب التعامل مع سوق الاوراق المصرية مما أدي إلي ايجاد حالة من الهلع والقلق في آلسوق واستبعد ان يكون السوق مقبلاً علي احداث جديدة مثل ما حدث مع عام 97 لأن الوضع تغير تماما مشيرا إلي أن مرحلة التصحيح التي حدثت مؤخرا كانت قد وصلت إلي مدي كبير إلا أن الأمر يتوقف في النهاية علي أن الافراد المتعاملين في آلسوق لابد ان يغيروا من اسلوبهم في التعامل كي يعود الهدوء مرة أخري. استبعد ان تكون هناك مؤامراة خارجية للاضرار بالسوق العربي إلا أنه اشار إلي أن المستثمر الذي ينتهج سياسة الاستثمار طويل الآجل يربح في النهاية خاصة ان الاسعار حاليا مغرية تماما للشراء. استبعد ان تكون هناك محاولات خفية لتحريك السوق أو دفعه للهبوط لان ذلك ليس من مصلحة الجميع سواء شركات سمسرة أو شركات ادارة صناديق استثمار او محافظ مالية لأن ذلك سيعود بنا إلي انخفاض مرة أخري وهو ما لانتمناه. أكد ان الجميع مسئول عما يحدث بالسوق والجميع يتحمل المسئولية ولابد من التعاون والتكاتف من اجل الخروج بالسوق من هذه الازمة والعودة إلي الاستقرار من جديد. أوضح ان التحليل الفني اسيء استخدامه بصورة كبيرة خاصة خلال الفترة القليلة الماضية بل واصبح المحرك الاساسي لبعض المستثمرين في عمليات البيع والشراء ويؤثر بشدة علي قراراته وهو يرجع إلي قلة الوعي والخبرة. اكد ان مثل هذه التحليلات لابد ان تتناول تنويهات كي يستفيد منها المستثمر.