شهد سوق الاوراق المالية المصري حالة من الانخفاضات الحادة خلال الاسبوع الماضي و بمعدلات غير مسبوقة اثارت معها موجات غضب عارمة علي مستوي صغار المستثمرين الذين تظاهروا امام مبني البورصة الثلاثاء الماضي متهمين المسئولين عن السوق بافساح المجال للكبار لذبح الصغار. علي جانب اخر اختلفت آراء والخبراء والمحللين في تفسير ما حدث بالسوق غير انهم اتفقوا علي ان الاداء الاقتصادي الوطني والوضع السياسي ليس به مايبرر هذه الهبوط خاصة ان اداء الشركات المدرجة بالبورصة فاق توقعات اكثر المتفائلين. وربط بعض المستثمرين الصغار بشكل ذهني غير صحيح بين الانخفاضات الحادة في البورصات العربية وتراجع السوق المصري واعتقد الكثير منهم ان الاسهم المصرية وصلت مثل الاسهم العربية والخليجية الي مرحلة الفقاعة غير ان الخبراء تصدوا بشدة للرد علي هذا القول بان اسعار الاسهم بالسوق المصرية لم تصل بعد الي تلك المعدلات من مضاعف الربحية التي شهدتها اسواق المال العربية والتي علي الرغم من الانخفاضات الحادة التي شهدتها اغلب اسهمها الا انها مازالت مغالي في اسعارها فقد وصل مضاعف الربحية كمتوسط عام في السوق السعودي الي 50 مرة بينما زاد في الاسواق الاخري علي 25 مرة بينما تقل هذه المعدلات بنسب كبيرة في السوق المصري لتسجل علي اقصي تقدير 20مره. خروج المستثمرين من جانبه يشير محمد ماهر رئيس مجلس الادارة والعضو المنتدب لشركة برايم لتداول الاوراق المالية الي ان صغار المستثمرين محدودي الوعي باساليب التعامل في اسواق المال لديهم نوع من الربط الذهني بين ما يحدث في البورصات العربية من انهيارات حادة وبين تحركات السوق المحلي مما دفعهم للدخول في موجات بيع عنيفة اعتقادا منهم أن الأسهم المصرية وصلت لمرحلة الانفجار وستشهد تصحيحا حادا كما حدث لمعظم الأسهم في البورصات العربية مؤكدا علي وجود فارق كبير في الظروف بين ما يحدث في البورصات العربية والبورصات المصرية. واكد ماهر انه في المقابل لم تشهد الأسهم المصرية الارتفاعات القياسية التي شهدتها السوق العربية حيث ان مضاعف الربحية لأسهم السعودية ووصل كمتوسط عام في السوق السعودي إلي 50 مرة وعلي الرغم من الانخفاضات التي شهدتها وموجات البيع العنيفة مازالت مغالي فيها الا ان السوق المصري لم يصعد 10000 نقطة كما صعد السوق السعودي. واضاف انه نتيجة للانهيارات التي حدثت ببورصات السعودية والامارات والكويت كان من الطبيعي ان يهبط معها السوق المصري نتيجة لاتجاه الكثير من المستثمرين الخليجيين من السعودية والامارات لبيع كميات كبيرة من الأسهم وسحب استثماراتهم من البورصة المصرية بعد انهيار بورصتي السعودية والامارات واتجاههم لجني أرباح اسهمه في البورصة المصرية خاصة ان اغلبهم قام بالشراء علي مستويات متدنية وتخوفا من ان تشهد البورصة المصرية الانخفاضات الحادة التي شهدتها البورصات العربية. التحكم في السوق واختفلت معه في الرأي أماني حامد رئيس مجلس ادارة شركة عكاظ لتداول الأوراق المالية مستبعدة خروج مستثمرين عرب بأموالهم من السوق المصرية كما استبعدت ان يشهد السوق احداثا كتلك التي حدثت عام 1997 من انهيارات حادة. وأكدت أن السوق المصري يعد سوقا مفتوحا علي العكس من الأسواق الخليجية التي تقتصر علي المواطنين المحليين فقط ولا يمكن بأي حال تشبيه حال السوق المصرية بمثيلاتها الخليجية وذلك الان السوق المصري من الأسواق المفتوحة التي يتعامل فيها مستثمرون أجانب وعرب وهؤلاء لديهم الوعي الكافي لعدم الوصول بالسوق لحالة الفقاعة التي ألمت بأسعار الأسهم الخليجية. علي العكس من السوق السعودي الذي يقتصر علي مجموعة من المستثمرين السعوديين فقط مما له أكبر الأثر في التحكم في صعود وهبوط أسعار السوق ووصول أسعار الأسهم إلي مراحل غير واقعية مؤكدة علي ان عمليات البيع العنيفة التي شهدتها أغلب الأسهم غير مبررة علي الصعيدين الاقتصادي أو السياسي. نصائح الشركات في المقابل اشار عصام خليفة العضو المنتدب لشركة الأهلي لادارة صناديق الاستثمار انه غير متفق حول القول بأن انخفاض البورصة العربية سبب انخفاضات السوق المصري فهناك مجموعة اسباب اخري يتجاهلها الكثيرون حيث إن السبب الرئيسي يتمثل في اتجاه بعض شركات السمسرة بنصح عملائها بالخروج من السوق مما أدي لسحب كميات ضخمة من السيولة ونشر الخوف والقلق من السوق. واشار إلي أنه مع البدء عن الاعلان الفعلي لنتائج أعمال الشركات عن الربع الأول للعام الحالي من المتوقع المزيدمن الصعود للسوق وتوقع موجة شراء عالية بعد وصول الأسعار لمستويات جاذبة وخاصة بالنسبة للأسهم التي تتمتع بأداء مالي قوي وأنباء ايجابية مما سينعكس علي أسهمها المدرجة بالبورصة علي عكس الأسهم التي يغلب عليها طابع المضاربة والتي ارتفعت أكثر من الطبيعي وهي التي وصلت لمرحلة الفقاعة ومن الطبيعي ان تشهد انخفاضات حادة كما حدث لها الآن. واكد خليفة أن من بين أسباب الانخفاضات التي شهدتها البورصة الرئيسية أيضا الفوائض المالية الضخمة التي دخلت السوق السوق ونقص الوعي لدي صغار المستثمرين الذين دخلوا السوق مع اكتتاب المصرية للاتصالات وأموك وسيدي كرير وشهدوا الارتفاعات القياسية التي حققتها أغلب الأسهم في البورصة المصرية واعتقدوا ان السوق في اتجاه صعودي مستمرولن يشهد موجات تصحيح ومع اول اختبار وجودت موجه تصحيح عنيفة حدث لهم نوع من الذكر وسيطر علي سلوكهم حالة من التخبط والعشوائية في اتخاذ القرارات والبيع بأقل الأسعار مما أثر سلبا علي أداء السوق. شائعات ومن جانبها تشير مي سرور المحللة المالية بشركة المجموعة الاستراتيجية لتداول الأوراق المالية الي تردد شائعات عن تورط عدد من المستثمرين الأجانب في أحداث البورصة وبورصات السعودية والإمارات عقابا علي مقاطعة العرب لمنتجات عدد من الدول الأجنبية التي نشرت صورا مسيئة للرسول الكريم -صلي عليه وسلم- كانت سبب انخفاضات السوق وهو أمر ليس له أي اساس من الصحة. وأكدت علي انه لا يمكن الربط بين الأسواق العربية والسوق المصرية فعلي مدي تاريخ البورصات لم نجد صعودا متزامنا أو هبوطا متزامنا إلا خلال الفترة الأخيرة أما الارتباط الحالي فهو علي شكلين: ارتباط نفسي وارتباط مادي. وأوضحت ان الارتباط النفسي يحدث غالبا في حالات الهبوط حيث يشعر المستثمر المحلي عند هبوط الأسواق العربية بشكل جماعي أن السوق المحلي سينخفض ولو بنسب ضعيفة اما في حالة ارتفاع الأسواق العربية فإن المستثمر المحلي لا يراوده احساس نفسي بصعود السوق المصري. أما الارتباط المادي فيتمثل في وجود الكثير من المستثمرين الخليجيين بالسوق المصرية ومع انخفاض أسواقهم بشكل حاد يؤدي ذلك إلي موجة بيع في السوق المصري لتقليل الائتمان ودفع الخسائر التي حدثت خاصة اذا تزامن مع هبوط بالسوق المصري يصعب معه تعويض الخسائر.