نفي الدكتور عصام خليفة العضو المنتدب لشركة الأهلي لادارة صناديق الاستثمار في حواره مع الاسبوعي تلقيه اية اوامر سيادية بدخول السوق كمشتر في اعقاب الانهيار الذي شهده سوق الاوراق المالية المصري يوم الثلاثاء قبل الماضي "الثلاثاء الاسود" مشددا علي ان دخول المؤسسات المالية وصناديق الاستثمار كمشترين جاء نتيجة لقرار استثماري بعدما وصلت اسعار الاسهم الي مستويات مغرية جدا للشراء. وانتقد خليفة التوصيات التي اصدرتها بعض شركات السمسرة بتصفية محافظ كبار عملائها دون وجود أي سبب منطقي لذلك معتبرا ان التحليل الفني أحد أكثر العوامل التي ساهمت في هبوط السوق. واستبعد بشكل نهائي أن يشهد السوق احداثا كتلك التي حدثت عام 1997 من انهيارات حادة نظرا للاختلاف الجذري بين الظروف السياسية والاقتصادية في هذا الوقت وما هي عليه حاليا. * بصراحة شديدة.. هل اصدرت اية جهات رسمية اوامر سيادية من قبل للمؤسسات المالية وصناديق الاستثمار بدخول السوق كمشترين يوم الثلاثاء الاسود؟ ** مطلقا فلم يتصل بي احد لدخول السوق لكن في المقابل قامت ادارات الصناديق بالشراء النسبي يوم الثلاثاء الاسود وذلك بعدما اصبحت مستويات اسعار الاسهم متدنية للغاية وجاذبة للشراء علي الرغم من عدم وجود سيولة كافية لأن محافظ الصناديق كانت معبأة بالفعل بالأسهم وقت الانخفاضات اضافة الي ان صناديق الاستثمار ملزمة بحكم القانون أن يكون لديها نسبة محددة من السيولة لمواجهة الاستردادات المحتملة بأكثر من 10% الأمر الذي مثل عائقا امامها للقيام بالمزيد من الشراء خلال الفترة الماضية. * في رأيك ما هو الدور الذي كان من المفترض ان تقوم به الهيئة العامة لسوق المال تجاه قيام بعض الشركات باصدار توصيات لكبار عملائها بتسييل جزء كبير من محافظهم مما ساهم بشكل ملحوظ في هبوط السوق؟ ** للأسف في البداية لم يكن للهيئة دور ويجب البحث عن وسيلة لوجود معايير لعمليات التوصيات ويتساءل لماذا يتم تصفية المحافظ دون أن يكون هناك اسباب تتعلق بالتحليل المالي للشركات كوجود خسائر أو أنباء غير ايجابية تتردد عن الشركات لكن في حالة عدم وجود اي من هذه الحالات فلماذا توجد توصيات بالبيع؟ ومن وجهة نظري فان التحليل الفني يعتبر أحد أكثر العوامل والأسباب وراء هبوط السوق فالتحليل الفني يركز علي السعر ويتجاهل ارباح الشركات فاسعار الاسهم المصرية علي الرغم من الارتفاعات القياسية التي شهدتها لم تصل بعد الي مرحلة الفقاعة. * في اعقاب الهبوط الحاد للسوق الاسبوع قبل الماضي وجه المتعاملون اتهامات شديدة الحدة للمسئولين عن سوق الأوراق المالية حول دورهم في الرقابة علي تحركات بعض الأسهم التي قفزت اسعارها دون أي مبرر؟ ** اللوم يأتي في المقام الأول علي المستثمر الذي يقوم بدخول السوق بهدف المضاربة فقط وليس لديه وعي استثماري بل يدخل في سلوك القطيع ويقوم بشراء السهم دون وجود اي انباء ايجابية عن مبرر صعود السهم في الجلسة الواحدة الي اكثر من 10% لكن للأسف هناك مصاربون محترفون يقومون بالشراء علي مستويات متدنية ثم الوصول بالسهم الي مرحلة الفقاعة ليجذب صغار المستثمرين غير الملمين بأساسيات التعامل في البورصة فيما يقوم المحترف بالبيع بعنف بعد الارتفاع والخاسر بالطبع صغار المستثمرين لكن ذلك لا يمنع من القاء بعض اللوم علي المسئولين وضرورة قيامهم بالاتصال المباشر والسريع بالشركات في حالة الارتفاع المبالغ لأحد الاسهم والقيام باعلان اسباب ذلك لجميع المستثمرين. * ما رأيك في المقولة المنتشرة حاليا بين جموع المستثمرين "حسن السوق ولا حسن البضاعة"؟ ** لا اتفق نهائيا مع هذه المقولة وانما يجب علي المستثمر حسن اختيار البضاعة فهناك بضاعة جيدة وبضاعة سيئة وحسن الانتقاء تظهر فائدته وقت انهيارات السوق فالاسهم ذات الاداء المالي القوي تكون اقل الاسهم تأثرا وعلي النقيض تماما الاسهم التي ارتفعت اسعارها بفعل المضاربات فقط فتكون في مقدمة الخاسرين بدون ادني شك. * بعض الاراء اشارت الي ان المستثمرين العرب كان لهم نصيب كبير في هبوط السوق خلال الفترة الماضية نتيجة لخروجهم المفاجئ والعنيف من السوق المصرية؟ ** اتفق مع هذه الاراء حيث ان البورصة المصرية بالتأكيد لاتزال متأثرة بالهزات العنيفة التي شهدتها الاسواق العربية مثل السعودية وقطر والامارات وهو ما أثر علي المراكز المالية للمستثمرين العرب الذين يشكلون النسبة الأكبر في الاستثمارات الاجنبية بالبورصة المصرية. * ما ردك علي الشائعات التي تدور حول خروج الأجانب عقابا علي مقاطعة العرب لمنتجات عدد من الدول الأجنبية؟ ** أمر لا أساس له من الصحة لأنه في أكثر الايام التي شهدت فيه البورصة انخفاضا بلغت نسبة الأجانب اعلي نسبة مشترين في السوق فالمستثمر الأجنبي مستثمر واع كل ما يهمه هو المكسب فقط. * شاهدنا في بعض الدول العربية تدخلات من جانب السلطات العليا في الدولة لإعادة التوازن للسوق ما رأيك في هذه النوعية من التدخل فلماذا لم تحذ الحكومة المصرية حذو هذه الحكومات؟ ** الحكومة المصرية بالفعل تدخلت في السوق عندما حدث هبوط الثلاثاء الحاد بعدما اوقفت جلسة التداولة لمدة نصف ساعة مما ساهم في التقاط الانفاس واعادة التوازن لاسعار الاسهم مرة أخري وخفض عمليات البيع العنيف والحد من حالة الذعر التي اصابت صغار المستثمرين كذلك قيام بعض الشركات مثل شركة هيرمس وأوراسكوم تليكوم بالاعلان عن شراء اسهم خزينة للحفاظ علي اسعار أسهمها وهو ما يحسب بالإيجاب لتلك الشركات. * بوضوح شديد.. ما حدث في السوق خلال الفترة الماضية إنهيار أم تصحيح أسعار؟ ** عمليات التصحيح التي شهدها السوق طوال الشهرين الماضيين كانت طبيعية ومتوقعة لكن السرعة والحدة التي انخفضت بها اسعار الاسهم ووصولها الي مستويات من الهبوط هذا ما كان غير طبيعي أو متوقع. * هل ساهم ما شهده السوق من زخم الاكتتابات في زيادة حدة التصحيح خلال الفترة الماضية؟ ** بالفعل أثرت كثرة الاكتتابات الضخمة التي تزامنت تقريبا في اوقات متقاربة وبدون تنسيق بين عمليات الطرح علي السوق سلبا مما ادي الي انخفاض الاسعار لتسييل بعض المستثمرين لجانب من محافظهم للدخول في الاكتتابات الجديدة مما ساهم في هبوط السوق نتيجة لسحب سيولة كبيرة منه وفاقم من التراجع. * اين البورصة الآن مما حدث عام 1997؟ ** من المستبعد نهائيا أن يشهد السوق احداثا كتلك التي حدثت عام 1997 من انهيارات حادة حيث ان احداث 1997 كانت ناتجة عن احداث سياسية مثل حادث الاقصر كما ان الوضع الاقتصادي وقتها كان متدنيا للغاية فلم يشهد وقتها الاقتصاد القومي النمو الذي يشهده الآن كذلك لم يتم تفعيل برنامج الخصخصة الذي انعش السوق بشكل ملحوظ ولم تشهد ايضا ارباح الشركات القفزات القياسية التي تحققها الآن. * علي الرغم من ارتفاع كميات التداول الا انه مازال هناك لدي بعض المستثمرين حالة من عدم الثقة تجاه السوق فمتي تعود الثقة؟ * الثقة في السوق عادت بالفعل تدريجيا الي المستثمرين حيث بدأت تعاملات حذرة قبل ان تبدأ في النشاط التدريجي فالاسهم القيادية في السوق شكلت دعما للسوق خاصة سهم المجموعة المالية هيرمس والعربية لحليج الاقطان. * ما الذي يمكن ان تقدمه للمستثمر الصغير من نصائح في ظل ظروف السوق الراهنة؟ ** مرحبا بالمستثمر منفردا والف مرحب اذا كان ملما بأساسيات التعامل في سوق الاوراق المالية والاستثمار فيها دون تخبط واذا لم يكن فمرحبا بك في صناديق الاستثمار فالاستثمار في البورصة عائده جيد علي المدي الطويل واطالب المستثمرين بالتسلح بالوعي والمعرفة بالشركات قبل الدخول في السوق.