كثفت شركات الملابس والأدوات الرياضية حملاتها الإعلانية خلال الشهور الأخيرة من أجل زيادة مبيعاتها بمناسبة اقتراب موعد نهائيات كأس العالم لكرة القدم.. وفي مقدمة هذه الشركات تأتي شركة "نايك" الأمريكية التي يبلغ حجم إيراداتها السنوية 7.14 مليار دولار وشركة "اديداس" الألمانية أكبر المنافسين لها وتبلغ إيراداتها 5.9 مليار دولار سنويا. وتقول مجلة "تايم" إن نايك واديداس أطلقتا أكبر حملة تسويق في التاريخ وفي حين تكلفت حملة نايك 100 مليون دولار فإن حملة اديداس بلغت تكلفتها ضعف ذلك أي نحو 200 مليون دولار.. وتقول الأرقام إن المجموع التراكمي لعدد مشاهدي مباريات كأس العالم سيصل إلي 3 مليارات مشاهد إلي جانب 3 ملايين سيشاهدون المباريات في الملاعب وهي المباريات التي ستقام في 12 مدينة ألمانية.. وتعتبر كل من نايك واديداس نهائيات كأس العالم فصلا جديدا ومثيرا من فصول المنافسة المستمرة بين الشركتين. وفي ظل قيادة فيل نايت رئيس مجلس الإدارة وويليام بيريز الرئيس التنفيذي الذي لم يمض علي تسلمه لهذا المنصب سوي 13 شهرا فقط حققت نايك زيادة في أرباحها خلال العام الأخير حتي 28 فبراير 2006 بلغت 21% لتصبح 4.1 مليار دولار ومع ذلك فقد هبط سعر سهم نايك 7.4% خلال الأشهر الأولي من العام الحالي. أما أرباح اديداس فقد ارتفعت في العام الأخير بنسبة 25% لتصبح 537 مليون دولار وإن كان سعر سهمها قد هبط أيضا بنسبة 6.2% الشهر الحالي بالمقارنة إلي ما كان عليه في يناير الماضي. والحقيقة أن نايك كانت تتفوق علي اديداس في كل أنشطتهما الرئيسية تقريبا عدا ما يخص كرة القدم وتدافع اديداس التي يبلغ عمرها حاليا نحو 60 عاما عن تفوقها في كرة القدم وتبدو قياداتها واثقة من النصر في هذه المنافسة ليس لأن البطولة تقام علي أرضها فحسب وإنما لأنها أيضا من رعاة نهائيات كأس العالم الكروية كما أنها ستدفع 350 مليون دولار أخري في السنوات الثماني القادمة للاحتفاظ بهذه الميزة في نهائيات 2010 ونهائيات 2014. ولكن، كيف تستفيد اديداس من وضعها ضمن رعاة كأس العالم؟ يقول المسئولون في الشركة إن اديداس باعت حتي الاَن 10 ملايين كرة قدم يتراوح سعر الواحدة منها ما بين 15 و130 دولارا منذ شهر ديسمبر الماضي وتتوقع أن تبيع 5 ملايين كرة أخري حتي نهاية العام. وأكثر من ذلك، نجد أن نصيب نايك من سوق كرة القدم في العالم قد تراجع في عام 2005 ليصبح 31% فقط في حين زاد نصيب اديداس من نفس السوق خلال نفس العام ليصبح 38%، صحيح أن نايك تعظم مبيعاتها في هذا السوق واستطاعت رفع حجم المبيعات فيه من 40 مليون دولار في مطلع التسعينيات ليصبح 5.1 مليار دولار في الوقت الراهن، ولكن نايك مع ذلك ضيعت وقتا ثمينا قبل أن تهتم بكرة القدم وأنها بنت سمعتها في ال 27 سنة الأولي من عمرها علي الاهتمام بكرة السلة باعتبارها اللعبة الشعبية الأولي في الولاياتالمتحدة. أما اديداس فهي علي العكس مهتمة بكرة القدم منذ البداية وقدمت في نهائيات العالم عام 1954 حذاء جديدا للاعبي ألمانيا مكنهم من الفوز بالبطولة بعد تفوقهم علي المجر 3/2 في تلك النهائيات التي كانت تقام في برن بسويسرا.. ومنذ ذلك الحين دخلت اديداس تاريخ كرة القدم العالمية ولم تخرج منه.. وعلي الرغم من محاولات نايك لضرب اديداس في هذا السوق فإنها لم تفلح في ذلك حتي الاَن. وعلي الرغم من أن خطط نايك لضرب اديداس في نهائيات هذا العام لاتزال سرية فإننا نجد أن اديداس تعمل في العلن حيث قامت ببناء ستاد كبير قرب البرلمان الألماني يضم 10 اَلاف مقعد وجعلت تذكرة دخوله مقابل يورو واحد من أجل مشاهدة المباريات علي شاشة ضخمة وتنتشر إعلانات اديداس في كل مكان له علاقة بكأس العالم من شركات الطيران وحتي موقع الفيفا علي الانترنت.. وتبدو نايك مواكبة لجهود اديداس الإعلانية خاصة علي الانترنت. وتبدو النتائج الأولية لحملة اديداس الإعلانية مدهشة خاصة في السوق الأمريكي حيث زادت مبيعاتها من الأحذية بنسبة 23% في العام الماضي كما زادت مبيعاتها أيضا من الملابس سواء العلوية أو السفلية، وتحاول اديداس أن تزيد من وجودها في السوق الأمريكي ولذلك فقد اشترت شركة ريبوك للملابس الرياضية مقابل 8.3 مليار دولار ولاشك أن ضبط أوضاع ريبوك في الفترة القادمة سيساعد اديداس كثيرا علي منافسة نايك في عقر دارها.