أدي الإقبال الشديد من قبل صناديق الاستثمار العالمية والأفراد علي شراء الذهب الي موجة جديدة من الارتفاعات في أسعاره، إذ سجلت سعر اونصة الذهب مع نهاية تعاملات الأسبوع الماضي أعلي مستوي لها من نحو 25 عاما عندما أغلقت علي 556.60 دولار للاونصة مدفوعا بعد ضعف الدولار الذي دعم المضاربات عليه وسط توقعات بتجاوز الاونصة مستوي ال600 دولار خلال الأشهر القليلة المقبلة. وتشير التوقعات للعام الحالي ان يشهد الذهب اتجاها صعوديا، حيث يلقي دعما من عوامل فنية وأساسية قوية مثل ارتفاع الطلب العالمي علي المجوهرات وزيادة اهتمام المستثمرين بتنويع استثماراتهم في السلع الأولية بوصفها أداة استثمارية بديلة، حيث ارتفع سعر الذهب أكثر من 18% خلال عام 2005 ومن المتوقع أن يرتفع بدرجة أكبر خلال العام الجاري 2006 إذ يعتبره المستثمرون ملاذا آمنا وسط المخاوف بشأن التضخم والنمو الاقتصادي والاضطرابات السياسية. عوامل الارتفاع ويأتي في مقدمة عوامل الارتفاع الأخير في اسعار الذهب،الخوف من سقوط الاقتصاد العالمي في براثن التضخم بسبب ارتفاع أسعار النفط الذي يؤدي بدوره الي تراجع إنفاق المستهلك، ومع عدم استقرار اسعار النفط وصعودها المستمر تزداد التوقعات باستمرار المضاربة علي الذهب واقتناءه وبالتالي استمراره في الصعود. وتأتي سياسة رفع سعر الفائدة التي تتجه اليها كل من أمريكا والاتحاد الأوروبي كثاني أهم العوامل التي تدعم استمرار الارتفاع في اسعار الذهب، اما العامل الثالث والاهم فهو الخلافات السياسية داخل الولاياتالمتحدة بشأن العراق، وأمور محلية أخري تضعف دعم الشعب الأميركي للرئيس جورج بوش، فالتاريخ يشير إلي أن أسواق الأسهم الأميركية تتراجع عندما يكون دعم الشعب للرئيس ضعيفاً مما يزداد الطلب علي الذهب هذا الي جانب الوضع غير المستقر في العراق والتفجيرات وأعمال العنف التي يشهدها العالم باستمرار. التوقعات.. وبناءا علي العوامل السابقة يتوقع المحللون أن يحقق الذهب مزيدا من المكاسب خلال العام الحالي ليصل إلي 600 دولار للاونصة بعد المكاسب التي حققها عام 2005 وأوصلته إلي 500 دولار للاونصة، حيث شهدت حركة طلب صناعة المجوهرات ارتفاعا خصوصا في الهند، بينما بقي الإنتاج مستقرا مما يعكس نفاد احتياطي الذهب في جنوب إفريقيا تدريجيا. وكان بنك ماكواري الاستثماري الأسترالي أول من رفع توقعاته لسعر الذهب بمتوسط 19% عام 2006 إلي 565 دولارا للاونصة ويتوقع وصوله إلي 600 دولار للاونصة في الربع الثاني من العام الجاري. كما رفع بنك باركليز توقعه لمتوسط أسعار الذهب عام 2006 بنسبة 13% إلي 525 دولارا للاونصة من 465 دولارا من قبل, كما توقع أن يتجاوز الذهب مستوي 600 دولار. أما شركة هيريوس الألمانية لتنقية المعادن النفيسة فقد توقعت أن يصل متوسط سعر الذهب خلال عام 2006 إلي 513 دولارا للاونصة وتتكهن بارتفاع الذهب خلال العام إلي 590 دولارا. وأكدت كارين جونز من "كوميرتس بنك" في تقرير حديث ان السوق خرجت من مسار نزولي استمر 25 عاما وان السنوات الأربع الأخيرة شهدت اتجاها صعوديا, وأنه توجد عوامل ترجح بقاء الاتجاه الصعودي في عامي 2006 و2007 لكن مسيرة الارتفاع لن تخلو من تراجعات تصحيحية رغم ان معظم المحللين يتوقعون ان تكون هذه التراجعات فرصة طيبة للشراء لمن فاتهم القطار. يذكر أن الذهب بلغ ذروته عند مستوي 850 دولارا في أوائل عام 1980 , لكنه بدأ مسيرة التراجع منذ ذلك الحين ولم يتجاوز فيها مستوي 500 دولار للاوقية إلا 3 مرات حيث ظلت الأسعار لفترة طويلة من هذه المدة دون 400 دولار وبلغت أدني مستوياتها قرب 250 دولارا في عام 1999 الذهب الابيض والمعدن الثمين الآخر الذي شق طريق السوق هذا العام هو الذهب الأبيض الذي ارتفع سعره إلي أعلي مستوي له منذ 25 عاما ليتجاوز عتبة الألف دولار للأونصة. وسجل إنتاج هذا المعدن الذي يستخدم في صناعة المجوهرات والأواني الناقلة للحرارة عجزا للسنة السابعة علي التوالي بسبب الطلب القياسي من جانب صناعة السيارات الأوروبية. الفضة من جهة أخري، برزت الفضة بدورها التي سجلت أسعارها أعلي مستوي لها منذ 18 سنة في عام 2004 حيث بلغ سعر الأونصة أكثر من 9 دولارات، أما في المعادن غير الحديدية، فقد قفز سعر طن النحاس ليلامس 4500 دولار في لندن في ديسمبر وهو رقم قياسي تاريخي وذلك بسبب مشاكل إنتاج في التشيلي أدت إلي إفراغ المخزون لتلبية الطلب الصيني المستمر في الارتفاع. وفي نهاية العام، بلغ سعر الألومنيوم أعلي مستوياته منذ 16 عاما ليصل إلي ما يقارب 2300 دولار. كما بلغ سعر الزنك أعلي مستوياته هو الآخر منذ 15 سنة، واستعاد سعر الرصاص المستوي الذي كان عليه في 1980.وقد تشهد أسعار هذه المعادن تراجعا طفيفا في عام 2006 لكنها لن تدهور بحسب المحللين.