واصلت أسعار الذهب العالمية أمس الارتفاع القوي لليوم الثاني علي التوالي بعد ثلاث جلسات متتالية من الانخفاض فقد فيها نحو 38 دولار للاونصة لينجح المعدن الأصفر النفيس في أن يقلص خسائره بارتفاعه نحو 18 دولار للاونصة خلال تعاملات أمس وامس الاول مستفيدا من ضعف الدولار بعد البيانات الاقتصادية التي صدرت وأظهرت احتواء ضغوط التضخم. ومع بداية الأوروبية أمس ارتفع سعر الذهب الي 702.40-703.40 دولار للاونصة مقارنة مع 689.90-690.90 دولار في أواخر المعاملات الأمريكية أمس الاول. وانتعش الذهب بعد انخفاضه خلال المعاملات الأمريكية يوم الثلاثاء الي 674.00 دولارا للاونصة بالمقارنة مع مستوي 730 دولارا الذي سجله نهاية الأسبوع الماضي وكان أعلي مستوي له منذ 26 عاما. وارتفعت الفضة الي 13.70-13.80 دولار للاونصة من 13.59-13.69 دولار أمس الاول. وصعد البلاديوم الي 1309-1317 دولارا من 1295-1303 دولارات والبلاديوم الي 375-383 دولارا من 369-374 دولارا. ويتوقع الخبراء استمرار ارتفاع أسعار الذهب العالمية إلي أرقام قياسية جديدة مقدرا أن تتجاوز أسعار الذهب حاجز 800 دولار للاونصة في الفترة المقبلة نتيجة نقص الإنتاج وقلة المعروض بسبب تخوف بعض الدول المنتجة للذهب من طرح إنتاجها في الأسواق مما أدي إلي نقص الكمية المعروضة. كما ان حدوث أزمات واضطرابات دولية تؤثر في أداء الاقتصاد العالمي الأمر الذي يؤدي الي التخوف من الاستثمار في المجالات المختلفة واللجوء الي تركيز الاستثمار في الذهب باعتباره بديلا آمنا من النقود. أيضا حدوث انخفاض في أسعار الفائدة علي النقود التي تؤدي إلي تحويل المدخرات إلي ذهب وحدوث انتعاش ورواج اقتصادي الذي يصاحبه عادة زيادة في مستوي دخول الأفراد. ويؤدي ذلك الي زيادة الانفاق بالإضافة الي لجوء الدول المتقدمة الي زيادة قيمة الاحتياطيات الذهبية في مصارفها المركزية. وهناك اسباب اخري غير رئيسية ساهمت في الارتفاع القياسي لاسعار الذهب متمثلة في ارتفاع الطلب العالمي علي الذهب خلال الربع الثالث من العام الماضي بنسبة 7 % وانخفاض انتاج الذهب في جنوب افريقيا. وبالتالي فان تنامي طلب صناديق الاستثمار علي شراء الذهب وزيادة الطلب في منطقة اسيا واستمرار الانخفاض في سعر صرف الدولار في مواجهة العملات الاخري الي جانب المضاربة في بورصة الذهب العالمية التي ادت الي شراء كميات كبيرة من الذهب لتضاف الي المحافظ الاستثمارية تعد من الأسباب التي تسببت بارتفاع اسعار الذهب. وأكد الخبراء ان ازمة الملف النووي الايراني كان لها دورا رئيسيا في ارتفاع اسعار الذهب العالمية من خلال تأثيرها في ارتفاع اسعار النفط العالمية ودعم توجه المستثمرون باللجوء الي الاستثمارات الاكثر امنا في حالات التوتر السياسي.