صدر التغيير الوزاري أخيرا واستقرت الأمور وذهب وزير السياحة السابق إلي وزارة الاسكان وتولي زمام السياحة محمد زهير جرانة وهو أحد المستثمرين في صناعة السياحة وقبل أن نستقبل الوزير الجديد لابد لنا من وداع الوزير السابق، ولاسر أنني كنت علي خلاف معه في كثير من الأمور ومنها إلغاء الأجندة السياحية واضطهاد العاملين بالوزارة، ومعاملتهم كمواطنين من الدرجة الثالثة لا يرقون لمستوي التعامل مع أصحاب المال والنفوذ والأهم من وجهة نظري عملية التنشيط السياحي والتي كانت تتم في الخفاء ولم نسمع عنها شيئا للآن تماما كما لم نعلم شيئا عن الشركة التي قيل انها كانت تتولي زيادة الوعي السياحي أما الخلاف الأعظم بالتأكيد هو هبوط الوارد السياحي وعدم معالجة الأزمة، أما الخلاف الأول والأخير فيتعلق بنظرة الوزير السابق بالاعلام المصري، فهو لا يعترف سوي بالجرائد القومية ويعلن هذا علي الملأ حتي في الأردن، مما أوجد خلافا حادا بينه وبين الصحفيين السياحيين الذين لم يقدم لهم المغربي إلا كل تجاهل وتمييز بين من يحب ومن لا يحب. وقد زادت السياحة في عهد المغربي 5% وبهذا الرقم نكون قد اخفقنا في الوصول إلي المستهدف وهو نمو السياحة من 20% إلي 25% بحسب الخطط الرسمية الموضوعة، كما وفقدنا سوقا من أهم الأسواق هو السوق الايطالي بعد أحداث شرم الشيخ رغم أن المؤشرات كانت تشير إلي بدء تسرب الملل والتشبع بين السائحين من مدينة شرم الشيخ وخاصة السياح الايطاليين الذين وصل عددهم سنة 2004 إلي نحو مليون سائح.، لأكثر من 30% ومازلنا نتفرج علي الوضع ونفكر في حلول سريعة حتي يقف نزيف الوارد السياحي الايطالي. أما في صدد الترحيب بالوزير الجديد فليس من عادتي التسرع في الحكم ولا أميل إلي الأحكام المسبقة وأؤمن بأنه مهما كانت ملابسات اختيار الوزير فلابد أن يعطي الفرصة كاملة، وبينه وبيننا الأيام حتي نعرف خططه واستراتيجيته وإن كان سيبقي علي استراتيجية المغربي أم أن له وجهة نظر ورؤي خاصة به.. واستأذنه في الموافقة علي اجتماع مع الكتاب السياحيين المتخصصين وان نبدأ معه صفحة جديدة يتخلي فيها كل منا عن الأحكام المسبقة ويعلن فيه الوزير استراتيجيته واسلوبه في تنفيذها.. كما نطالبه بلم الشمل وبعدم الاصغاء إلي من يرغب في تحويل وزارة السياحة إلي مجرد داعم لصناعة السياحة وتسليمها بكل أجهزتها إلي القطاع السياحي الخاص أو بمعني أدق الخاص جدا!! أما المشاكل العويصة والتي لم نجد حلولا لها إلي الآن مثل مشكلة المراسي واليخوت وتنمية سياحة اليوم الواحد لمدينة بورسعيد وازالة الالغام وتعميق الوعي السياحي وتنمية المدن السياحية القديمة مثل الأقصر وأسوان والواحات وحل مشكلة المواصلات لمدينة مرسي علم والاستفادة من المهرجانات والاهتمام بالسياحة العلاجية وغيرها من المشاكل التي لا تخفي علي أحد ولم يتم التعامل معها أو حلها.. فاعتقد أن الوزير علي وعي كامل بها. وعن الصحافة السياحية وعلاقتها المباشرة بوزارة السياحة فأرجو ألا يفغل الوزير الجديد عما غفل عنه الوزير السابق.. وأن يعلم أن جميع الصحف والمجلات المصرية هي السبب المباشر في وصول فكرة السياحة إلي أفراد الشعب المصري وترسيخ فكرة الاستفادة منها.. وكيف تكون حماية هذه الصناعة التي تساعد علي امتصاص شر البطالة وزيادة العملة الصعبة التي تزيد من استقرار مسار الاقتصاد المصري. كلمة أخيرة أقولها هي أننا جميعا في مركب واحد ونرغب في رفع شأن السياحة المصرية وزيادة أهميتها ونعول عليها في حل مشاكلنا الاقتصادية العويصة ونحافظ بها علي البعد الاجتماعي الذي نسيه أو تناساه الوزير السابق.. وأرجو أن يتداركه الوزير الجديد.