ليس أكثر من مؤيدي "الكويز" الا معارضوها فهذه الاتفاقية التي تدخل عامها الثاني تستقطب علي نحو حاد اهتمامات ليس رجال الاقتصاد والسياسة فحسب بل ورجل الشارع ايضا. مؤيدو الكويز يقولون انها ستحقق صادرات بقيمة 4 مليارات دولار بعد عامين من تطبيقها اضافة الي انها ستوجد 100 الف فرصة عمل ولا تفوقهم الاشارة الي ان الكويز خلال الاشهر الستة الأولي من تطبيقها قفزت بصادرات مصر من المنسوجات الي امريكا من 61 مليون دولار الي 116 مليون دولار. علي الجانب الآخر يتشكك المعارضون في جدوي هذه الاتفاقية للاقتصاد المصري ويشيرون بالف اتهام الي نسبة المكون الاسرائيلي التي يرونها تهدد صناعات مصرية عريقة مثل صناعة الغزل والنسيج. يقول د. علي عوني رئيس وحدة المناطق الصناعية المؤهلة "الكويز" بوزارة التجارة الخارجية والصناعة ان اتفاقية الكويز دخلت حيز التنفيذ الفعلي في شهر مارس الماضي وخلال الاشهر الستة التالية علي ذلك وارتفعت الصادرات المصرية الي امريكا في مجال المنسوجات الي 116 مليون دولار بعد ان كانت 61 مليون دولار خلال نفس الفترة من العام الماضي وهو ما يعطي مؤشرات جيدة عن نسبة نمو الصادرات من خلال اتفاقية الكويز مؤكدا انه من المتوقع ان تتضاعف ارقام التصدير الي الاسواق الامريكية مع تزايد المناطق الصناعية التي ستنضم للاتفاقية ومع توسيع دائرة المنتجات التي يتم تصديرها. واوضح رئيس وحدة الكويز ان عدد الشركات والمصانع المصرية التي تقدمت للانضمام للاتفاقية بلغت 461 شركة ومصنعا يتركز اغلبها في القاهرة الكبري والاسكندرية وتبشر الارقام التي تحققت حتي الآن بان الاتفاقية تسير في اطارها السليم وخاصة في ظل الاستقبال الجيد للمنتجات المصرية في الاسواق الامريكية. واضاف عوني ان تجربة مرور عام علي الاتفاقية اظهرت الجوانب الايجابية والسلبية فمن الجوانب الايجابية انها ساعدت في رفع القدرات التصديرية لعدد من الصناعات الاستراتيجية كثيفة العمالة وتطوير المصانع والشركات المصرية التي ستحتك بالاسواق الامريكية وتتمثل الجوانب السلبية بالاساس في عدم استفادة العاملين في الصناعات المختلفة من مزايا الاتفاقية بنفس القدر الذي استفادت به صناعة النسيج. واشار الي انه يمكن تعظيم الاستفادة من الكويز عن طريق زيادة المناطق الصناعية وزيادة معدلات انتاج المصانع المخصصة للتصدير وتطوير الكوادر البشرية بالاضافة لضرورة العمل علي رفع درجة الوعي لدي رجال الصناعة باهمية اتفاقية الكويز لصالح الصناعة المصرية. العقبات كثيرة ومن جانبه يقول باسم سلطان رئيس لجنة الكويز في غرفة التجارة الامريكية بمصر ان مصر لديها فرصة جيدة في ان تتوسع في الحصول علي حصة مناسبة من السوق الامريكي بالرغم من وجود منافسين كبار من دول اخري ولكن الاتفاقية تعطي مصر ميزة تنافسية كبيرة بسبب الغاء الجمارك. وقال ان الجانب الامريكي يبحث عن السلع ذات المستوي الجيد وباسعار تنافسية وهو ما يتوافر امام المنتجات المصرية في الفترة الحالية متوقعا ان يصل حجم صادرات صناعة المنسوجات الي السوق الامريكي الي 2.1 مليار دولار مع نجاح تطبيق الاتفاقية حيث سيؤدي الاقبال المتزايد علي السلع المصرية الي تشجيع الصناعة المصرية لتقابل هذا الاحتياج المتزايد. يؤكد سلطان ان الغرفة الامريكية لديها رغبة كبيرة في انجاح اتفاقية الكويز وعدم اقتصارها فقط علي صناعة المسنوجات وسوف تكون من أولويات مؤتمر الاستثمار المقبل في نيويورك المزمع عقده خلال الفترة المقبلة الترويج لمزيد من نجاح الاتفاقية. واشار باسم سلطان الي ان المعوقات الاساسية امام الكويز تتمثل في الجوانب البيروقراطية الموجودة في الصناعة المصرية بالاضافة لعدم تدريب الكوادر البشرية بصورة جيدة بحيث تمتلك القدرة علي التعامل مع الاحتياجات العالمية ويجب ان تكون هناك برامج منتظمة لتنمية قدرات اكبر عدد ممكن من العاملين في مجال الصناعة. واضاف ان الاتفاقية لا يوجد بها سلبيات كما يشيع البعض مشيرا الي انها تحتوي علي العديد من المكاسب للمصدرين المصريين والدولة ذاتها في فتح فرص تصديرية جديدة لها. واشار الي ان المصانع والشركات بدأت بالفعل في مارس الماضي كبداية حقيقية للتصدير في ظل الكويز واقفل الربع الاول في نتاج الاتفاقية وحقق نتائج وصلت الي 60 مليون دولار صادرات مصرية لامريكا في حين تضاعفت هذه الارقام في الربع الثاني ووصلت الي 120 مليون دولار كلها في قطاع المنسوجات فقط.