وجه مستثمرو الرخام والجرانيت في مصر صرخة تحذير عاجلة لإعادة النظر في توسع المارد الصيني في سيطرته علي أهم محاجر هذا الخام في مصر كانت البداية عام 1994 في محاجر شمال سيناء وجبل الجلالة وخشم الرقبة.. وامتد الي كل محجر حتي وصل اخيرا الي القرية 8 بغرب المنيا ونجحت شركة صينية في الحصول علي 35 محجرا فيها لتغلق الباب تماما امام المستثمرين المصريين في العمل بأهم وأغني مناطق الرخام المطلوب في الأسواق العالمية. وعلي الرغم من وجود شركات صينية متعددة تعمل في السوق المصري وتضيف اليه في علاقة بيزنس ناجح، الا ان هذه "الحالة" يدق لها المستثمرون ناقوس الخطر، ويطالبون بالتحقيق فيها واتخاذ القرار المناسب فورا وقبل فوات الأوان. يوجه أحمد حجاج رئيس شعبة الرخام والجرانيت بغرفة صناعة مواد البناء اصابع الاتهام الي القوانين المصرية التي سمحت للشركة الصينية "تشي شونج" بالتواجد في اهم وافضل مناطق الرخام والجرانيت في جميع المحاجر المهمة في مصر بداية من شمال سيناء ثم محاجر الجلالة بالسويس ثم خشم الرقبة ثم شق التعبان بطره واخيرا في القرية 8 بمحافظة المنيا، وتستغل في كل مرة الفرصة لتصدير افضل انواع خام الرخام والجرانيت في مصر الي الصين ثم اعادة تصديره لجميع دول العالم ومنها مصر كصناعة صينية. ويوضح حجاج ان كلا من الغرفة والشعبة تقدمت بالعديد من المذكرات لوزير الصناعة لاخذ قرار بشأنها كما عرضنا تلك الشكوي علي ادارة المحاجر بالمنيا وحتي الآن لم يتم البت فيها كما لم يتم تحديد موعد مع محافظ المنيا لمناقشة هذا الشأن. الغزو الصيني ومن جانبه يحذر محمد ياسر راشد نائب رئيس لجنة تحديث وتطوير صناعة الرخام والجرانيت بغرفة مواد البناء من الغزو الصيني لمحاجر الرخام والجرانيت المصرية الذي وصل الي درجة الاحتكار، وأشار الي ان مذكرة الغرفة الي وزير الصناعة اوضحت ان ذلك يشمل التعدي علي افضل انواع الخام من الرخام والجرانيت ذي اللون البيج الفاتح المطلوب عالميا مشيرا الي ان الشركة الصينية "تشي شونج" استطاعت الحصول علي حق استغلال 25 محجراً في "القرية 8" غرب محافظة المنيا وعلي مساحة تقرب من 125 الف م2 وهي المساحة الوحيدة التي يوجد بها هذا الخام من الرخام والجرانيت سهل الاستخراج وأدي ذلك الي وضع عجيب جعل الشركات المصرية المصنعة والمصدرة لهذا النوع تلجأ اليها لشرائه وبالاسعار التي تحددها الشركة الصينية، وذلك علي الرغم من ان قانون المحاجر والمناجم ينص علي اعطاء الاولوية في تراخيص المحاجر للمستثمر المصري أولاً ثم المستثمر الاجنبي. ويوضح راشد أن الشركة الصينية اغرقت اسواقا كثيرة بمنتجات هذا الرخام ونجحت في ان تغلق العديد من الابواب والاسواق امام المصدرين المصريين في دول العالم ويشير الي ان ذلك تم اكتشافه من خلال الحملات التسويقية التي قامت بها غرفة مواد البناء لدول الاتحاد الأوروبي واليابان وتبين الحملة انتشار المنتج المصري من الرخام الخام ولكن من خلال الصناعة الصينية. الشعار الصيني لدرجة ان الشعار الثابت للشركات الصينية التي تعمل في مجال الرخام والجرانيت اصبح شائعاً في اسواق العالم هو "Egyptiam marble made in china". المسلسل مستمر ويتفق مع الرأي السابق المهندس مدحت مصطفي رئيس جمعية مستثمري الرخام والجرانيت بشق التعبان وعضو مجلس ادارة غرفة مواد البناء وشعبة الرخام والجرانيت، ويشير إلي ان مسلسل احتكار الشركة الصينية تشي شونج للرخام والجرانيت المصري مازال مستمرا ومكررا، وبعد ان احتكرت محاجر العريش وشمال سيناء والشيخ فضل وجبل الجلالة وغيرها من المحاجر المصرية التفتت الي محاجر القرية 8 غرب محافظة المنيا، ويوضح انها تستخدم الكثير من الاساليب لتحقيق ذلك مثل تقديم تبرعات لا تتجاوز قيمتها 500 الف جنيه لمشروعات المحافظة مثل بناء المستشفيات أو المدارس نظير الوصول الي اصدار ترخيص باحدي المحاجر بالمحافظة. ويلفت مدحت مصطفي الانتباه الي ان المحاجر في مصر لها قيمة متغيرة في ايجارها متروك للمحليات وينص القانون المصري للاستثمار في المحاجر علي الترخيص بمحجرين فقط لأي مستثمر مصري أو اجنبي، ولكن الشركة الصينية قامت بسداد مبلغ 17 الف جنيه سنويا مقابل الحصول علي ترخيص للمحجر بالقرية في حين ان ايجاره لا يتجاوز الفي جنيه، واستطاعت بذلك ان تحصل علي 25 ترخيصا زادت هذه الأيام الي 35 محجراً، وقامت المحليات في المقابل بعرض مناطق اخري علي المستثمرين المصريين مثل القرية 3 و 7 و 10 وبالنسبة للقرية 8 قالت المحليات انها انتهت وتم وضع خرائط ورسومات للمستثمرين الاجانب بها. المساواة ويدعو رئيس جمعية مستثمري الرخام والجرانيت بشق التعبان الي سحب جميع التراخيص من الشركة الصينية وإعادة توزيع المحاجر بالتساوي علي المستثمرين المصريين والاجانب وأن تراعي الجهات المسئولة المصلحة العامة، والعمل علي انقاذ باقي المناطق والمحاجر الموجودة في مصر من سطوة "المارد الصيني" ويؤكد الآراء السابقة المهندس محمد كمال مدير عام غرفة صناعة البناء، وفي الوقت الذي يؤكد فيه ان هناك مستثمرين من الشركات الصينية علي مستوي جيد واصحاب استثمارات ضخمة في مجال الرخام والجرانيت يجب تشجيعهم فإنه توجد في المقابل حالات اخري تمارس بعضها الألاعيب، ويجب مواجهتها فورا ومنعها من ممارسة الاحتكار لهذه الصناعة في مصر.