بسخاء شديد وكرم زائد أجادت الطبيعة التي وهبها الخالق سبحانه وتعالي بكثير من الخامات الطبيعية لمحافظة البحر الأحمر فبواطن الصحراء الشرقية ثرية بالخامات المتفردة في معظمها. والتي لو أستغلت جيدا لأصبح لها تأثير ملحوظ في دعم الاقتصاد القومي المصري من ناحية ومن ناحية أخري تسهم في تقليل حجم البطالة التي تعاني منها مصر. ففي صحراء مدينة رأس غارب وهي جزء من الصحراء الشرقية توجد كميات هائلة من مختلف وأجود أنواع الرخام والجرانيت ناهيك عن خامات أخري فالرخام علي سبيل المثال يتربع علي مئات الكيلو مترات المربعة خاصة في منطقتي خشم الرقبة ووادي أسخر وغيرهما, ناهيك علي ما هو موجود ببقية صحراء المدن الأخري الواقعة بدائرة المحافظة, حيث هناك معلومات علمية مؤكدة تقول إن بواطن الصحراء الشرقية تحتوي علي31 منطقة رخامية اجمالي مساحاتها3300 كيلو متر مربع تحتوي علي كم هائل من الرخام عالي الجودة ومنه الرخام الكريمي والوردي والأسود والأخضر وبيتشينو وكسر الرخام وهذه النوعيات مرغوبة جدا لعملية التصدير للخارج. ولكن الغريب فيما يتعلق بخامات الرخام والجرانيت الذي يجري استغلاله بصحراء مدينة رأس غارب هو عملية نقله ككتل صخرية إلي منطقة شق الثعبان بمحافظة حلوان علي بعد أكثر من300 كم من منطقة تواجده وجزء أخر يقوم المستثمرون العاملون في هذا المجال بتصديره إلي الدول الأجنبية خاصة الصين ليتم تصنيعه هناك ويترتب علي ذلك سلبيات عديدة أولاها حرمان أبناء رأس غارب من فرص عمل نتيجة لعدم إقامة مصانع بمناطق الانتاج وزيادة تكلفة الانفاق علاوة علي المشكلات المرورية التي تسببها سيارات نقل تلك الخامات, فما هو المطلوب للقضاء علي السلبيات المشار اليها ولزيادة الاستفادة من تلك الخامات؟ يقول اللواء سعدالدين أمين رئيس مدينة رأس غارب إنه لا يوجد سبب منطقي يدعو لنقل خامات الرخام والجرانيت لمئات الكيلو مترات من صحراء رأس غارب إلي منطقة شق الثعبان, فالأجدي أن تقام مصانع بمناطق الانتاج تتولي الاستخراج والتصنيع معا بالنسبة للرخام والجرانيت كذلك المنطقة تحتوي علي كميات هائلة من الرمال البيضاء التي تستخدم في تصنيع جميع أنواع الزجاج علاوة علي خامات هائلة من الجبس, كل هذه الخامات لابد لها من مصانع في مناطق انتاجها ويقول إن هناك ضرورة ملحة للغاية لانشاء منطقة صناعية متكاملة بهذه المنطقة لعدة أسباب أولها وجود الخامات المشار إليها, وثانيا وهو الأهم لأن مدينة رأس غارب تعتمد منذ نشأتها علي نشاط وحيد وهو النشاط البترولي ولكن مع مرور السنين يتضاءل الضخ البترولي وقد يأتي اليوم الذي تنضب فيه بعض الحقول فلابد من ايجاد نشاط جديد يوجد فرص عمل جديدة لأبناء المنطقة تعوض فرص العمل التي كان يوفرها القطاع البترولي, كما أن ميناء العين السخنة البحري الذي تصدر منها الخامات قريب من مناطق الانتاج وبدلا من نقل الخامات إلي شق الثعبان وتصنيعها واعادتها للتصدير بهذا الميناء ففي حال اقامة مصانع سيتم التصدير مباشرة بما يقلل الوقت والجهد والمال علي المستثمرين في هذا المجال, ويقول إن المحافظ مجدي القبيصي بالتنسيق مع الأجهزة المختصة بدأ في اتخاذ اجراءات جادة لانشاء المنطقة الصناعية التي ستستوعب تلك الأنشطة وغيرها وهناك مفاضلة بين منطقة الزعفرانة ومنطقة أخري لتقام بها هذه المنطقة الصناعية خاصة في ظل توافر المرافق اللازمة لهذا الغرض من كهرباء ومياه بما يشجع علي سرعة خروج هذه المنطقة إلي دائرة الضوء في القريب العاجل. ويضيف محمد مصطفي مدير مشروع المحاجر بالمحافظة أن الاكتشافات الرخامية بصحراء رأس غارب تتوالي بين الحين والأخر فخلال الأيام الأخيرة تم اكتشاف منطقة جديدة تحتوي علي خامات الرخام الكريمي وذلك بمنطقة وادي الضحل عند علامة الكيلو68 من طريق رأس غارب الزعفرانة وعلي الفور تقدم لها نحو179 مستثمرا لاستغلالها وجار فحص طلباتهم والترخيص لمن ستنطبق عليه الشروط وان الشركات العاملة في هذا المجال بدأت تستخدم آليات حديثة مثل ماكينات القطع الحديثة وغيرها بما يشجع علي مضاعفة الانتاج وتأهيل المنطقة لتكون نواة لمنطقة صناعية واعدة. ويقول المحافظ مجدي القبيصي إن صحراء منطقة رأس غارب واعدة في عمليات التوطين الصناعي خاصة خامات الرخام بأنواعه والذي يتميز بأنه يستخدم في عدة أغراض منها أحجار الزينة والتجميل وأرضيات المنازل والقصور والسلالم وغيرها من الاستخدامات الأخري, وهذه النوعيات تجد اقبالا شديدا من الايطاليين والصينيين ودول الخليج, كما أن جرانيت الجندول يوجد علي مسافة27 كم من طريق رأس غارب الشيخ فضل وأنه يوجد حتي الآن160 محجرا للرخام بالمنطقة منها114 محجرا تستخرج خامات الرخام الكريمي محجران للجرانيت و23 محجرا للرملة البيضاء و12 محجرا للجبس و5 محاجر لكسر الرخام ومحجر للرخام الوردي, كما أن المنطقة بها خامات لملح الطعام ولذلك اصبحت مؤهلة لأن تنشأ بها منطقة صناعية وبالفعل اتفقت المحافظة مع هيئة التنمية الصناعية علي البدء في الاجراءات التنفيذية لإقامة هذه المنطقة قريبا وشكلت لجان لتحقيق هذا الغرض وهناك ثلاثة آلاف فدان خصصت لتحقيق هذا الهدف.