بات من الضرورى أن تتجه مصر إلى صناعة التعدين، لما لهذه الصناعة من دور ليس بخفى عن علماء الاقتصاد والباحثيين فى دعم اقتصاديات الدول، وأن جميع الدول المتقدمة كان لصناعة التعدين الدور الأكبر تأثيراً فى نمو اقتصادياتها وتطور صناعتها. إن ما يكمن فى باطن الأرض المصرية من ثروات أنعم الله بها عليها، لو استغلت الاستغلال الأمثل لغيرت من منظومة الاقتصاد المصرى وخلقت فرص عمل فى جنوب مصر وشرقها، وستكون صناعة التعدين وما يقوم عليها من صناعات مساعدة للخامات المستخرجة، هى الأمل فى القضاء على البطالة وتحسين مستوى الفرد لما تخلقه من تقدم تكنولوجى والارتقاء بمستوى الفرد. وصناعة التعدين فى مصرلا تتطلب من الأجهزة المعنية سوى سن قانون جديد يحمى المستثمر ويحافظ على الثروات لحماية ونمو الاقتصاد القومى، وهى معادلة ليست صعبة، حيث إن مصرنا الحبيبة تمتلك من العلماء والباحثين والمشرعين أيضا عدداً لا بأس به يستطيع أن يخلق ويطور ويحافظ على هذه الصناعة. ومن خبرتى واحتكاكى وزياراتى للدول التى نهضت وأثرت فيها هذه الصناع، أرى أن مصر بما تمتلكه من مقومات هذه الصناعة من الممكن أن تكون فى وقت قصير نمراً من نمور صناعة التعدين، واسماً كبيراًَ ضمن الدول الكبرى، التى اعتمد اقتصادها على التعدين إلى أن باتت صاحبة اقتصاد قوى مثل الولاياتالمتحده وروسيا وأستراليا والصين وجنوب أفريقيا وكندا، وغيرها من الدول التى غيرت صناعة التعدين من وجهتها الاقتصادية. ومصر تمتلك الطبيعة الساحرة وشبكة الطرق الميسرة والخامات المتوفرة والعقول والقوة البشرية الواعدة التى أثبتت بحق نتيجة لممارساتى أنها لا تقل شيئاً سو الخبرات المكتسبة، بالإضافة إلى الأهم على الإطلاق وهو الأمن والأمان التى تتميز به مصر عن كثير من الدول الأفريقية التى تتكالب عليها الشركات التعدينية والمستثمرون فى مجال الثروة التعدينية. وبمعادلة بسيطة فإن ما يصرف على الأبحاث فى مجال التعدين سنوياً يتعدى ال 4 مليارات دولار، للأسف إن نصيب مصر منها لا يذكر بشىء ولو استطعنا أن نجذب مائة شركة فقط، وهذا ليس بصعب، وصرفت كل شركة فقط 10 ملايين دولار على الأبحاث والاستكشافات لكان دخل مصر مليار دولار (جميع مصروفات الأبحاث والاستكشافات تصرف فى منطقه الاستكشاف)، ومعظم خاماتنا التعدينية فى صحراء مصر الشرقية والغربية وسيناء، وأعتقد أن هذا سيكون له الأثر الإيجابى على تنمية هذه المناطق. لو نجح 10% فقط من هذه الأبحاث أصبح لدينا على الأقل 10 مشروعات تعدينية متوسط الاستثمارات فى المشروع الواحد 200مليون دولار أى سيكون لدينا استثمارات سنوية ما يقارب من 2000مليون دولار فى مجال التعدين، فما بالك من ناتج هذه المشروعات!! ما هو العائد الاستثمارى فى مجال الاستثمار التعدينى؟؟ إنشاء مجتمعات عمرانية جديدة، حيث إن معظم خاماتنا وثرواتنا فى صحراء مصر، وهذا ما قد يؤثر أيضا على تقليل الزحام والكثافة السكانية فى المدن القديمة، حيث سيهاجر الكثير منها، حيث فرص العمل والكسب، وهو ما بات واضحاً من تأثير منجم السكرى فى منطقة مرسى علم، حيث وفر هذا المنجم الآن 1000 فرصة عمل مباشرة فى مراحله الأولى، وستزداد إلى 4000 مباشرة وغير مباشرة مع التشغيل الفعلى والإنتاج خلال عام 2009، هذه المشروعات تحتاج إلى كثافات عمالية كبيرة وإدخال تكنولوجيا حديثة ومعدات ثقيلة ومعدات حفر، اكتساب خبرات جديدة وتقنية حديثة يتم تدريب العمالة الوطنية عليها، حيث من منجم واحد لأول مرة فى مصر الآن دنابر وشاحنات تفوق حمولتها ال150 طناً وروافع 200طن ومحطات توليد قوى عملاقه. صناعات تكميلية للخامات تزيد من الناتج القومى، التأثير الإيجابى والملحوظ، حيث إن جميع الاستثمارات، سواء فى مراحل البحث والتقييم والتركيبات والإنتاج كلها استثمارات أجنبية لها التأثير الملحوظ على الناتج والدخل القومى. وأخيراً فإن وجود منجم فى منطقة يعنى وجود مدينة بكامل مقوماتها من طرق ووسائل اتصالات ومراكز علمية وطبية ورياضية وترفيهية. فهل من مجيب؟ وهل من تعاون لمجموعة من حكماء مصرنا الحبيبة للنهوض بهذه الصناعة وتشجيع الاستثمار فى هذا المجال؟.