رحب عدد كبير من المصرفيين ومسئولي إدارات الاستثمار بالبنوك، بإعلان البنك الرئيسي للتنمية والائتمان الزراعي عن اتجاهه لتأسيس صندوق استثمار إسلامي برأسمال 200 مليون جنيه. وأكدوا أن السوق المصري متعطش بالفعل لهذه النوعية من صناديق الاستثمار، حيث يتزايد الطلب علي الاستثمار فيها من جانب صغار المدخرين والمستثمرين الذين يفضلون استثمار أموالهم في مشروعات تتطابق انشطتها وأحكام الشريعة الإسلامية. وقالوا إن صندوق استثمار بنك فيصل الإسلامي الذي ارتفعت مؤشرات أدائه وحقق نمواً ملحوظاً في محفظته المالية وعائداته، خير دليل علي حاجة السوق لهذه الصناديق. وشدد العاملون في البنوك علي ضرورة وجود مثل هذه التوعية من الصناديق التي تأخر دخولها كثيراً السوق المصري، خاصة أنها تساهم في جذب أموال المصريين المستثمرة في صناديق استثمار إسلامية تعمل بالخارج. من جانبه قال عبدالعزيز بكر نائب رئيس بنك التنمية والائتمان الزراعي إن تأسيس صندوق استثمار إسلامي مازال في حيز الدراسة وذلك للتعرف علي مدي توافقها مع أحكام الشريعة الإسلامية. ويذكر أن البنك لديه فروع بجميع قري ومدن مصر ومن ثم كان التفكير في ضرورة ايجاد صندوق استثمار إسلامي يلبي رغبات قاعدة عريضة من المتعاملين مع البنك الذين يفضلون الأدوات والمنتجات الإسلامية. ويؤكد عبدالعزيز بكر أن السوق قادر علي استيعاب أكثر من صندوق استثمار إسلامي، خاصة أن هناك أعداداً كبيرة من العملاء الريفيين يبحثون عن استثمار أموالهم في مشروعات تتفق وأحكام الشريعة الإسلامية. عدد محدود ومن جانبه يري مجدي عبدالفتاح نائب المدير العام والمشرف علي قطاع الاستثمار بالبنك الوطني المصري أن عدد صناديق الاستثمار الإسلامية الموجودة بالسوق محدودة جداً، وفي المقابل نجد أن هناك طلباً متزايداً من جانب أعداد كبيرة من المدخرين والمتعاملين مع البنوك لاستثمار أموالهم بهذه الصناديق. ويضيف أنه يتم اللجوء إلي صناديق الاستثمار الإسلامية علي أساس أن أموال هذه الصناديق يتم توظيفها في مشروعات تتطابق أنشطتها وأحكام الشريعة الإسلامية، مؤكداً أن السوق المصري مازال متعطشاً لهذه الصناديق. ويوضح مجدي عبدالفتاح أن صناديق الاستثمار الإسلامية غالباً ما يوجد بها مراقب شرعي يقوم بمتابعة استثمار هذه الأموال والتأكد من استثمارها في مشروعات تتماشي وأحكام الشريعة الإسلامية، بالإضافة إلي الإشراف علي عمليات توزيع الأرباح علي حاملي الوثائق أو الصكوك الإسلامية. ويشير عبدالفتاح إلي ريادة بنك فيصل الإسلامي في هذا المجال الذي يعد أول بنك يؤسس صندوق استثمار إسلامي في السوق المصري، ومؤكداً أن هناك عدداً من الشركات قامت مؤخراً بالترويج لإنشاء هذه النوعية من الصناديق، وذلك عن طريق عرض الفكرة علي عدد من البنوك الموجودة بالسوق. ويضيف مجدي عبدالفتاح قائلاً: إن فكرة بنك التنمية والائتمان الزراعي بإنشاء صندوق استثمار إسلامي ستلقي قبولاً من جانب الأغلبية خاصة صغار المدخرين الذين يفضلون الاكتتاب في صندوق استثمار إسلامي يضمن لهم الحصول علي العائد بشكل دقيق بسبب خضوع الصندوق للمراقبة الشرعية. وحول الضوابط التي يجب توافرها في البنك الذي يرغب في إنشاء صندوق استثمار إسلامي يؤكد عبدالفتاح أنه يفضل أن يكون للبنك فرع أو أكثر للمعاملات الإسلامية مشيراً إلي عدم وجود أية موانع من تأسيس بنك التنمية والائتمان الزراعي لصندوق استثمار إسلامي، طالما مادام البنك له شخصية مستقلة ويتوافر لديه خلفية وفروع إسلامية.