توسعت البنوك بشكل كبير في الاونة الاخيرة في اطلاق صناديق الاستثمار، خاصة ذات العائد اليومي أو ما يطلق عليها "الصناديق النقدية"، فقد كشف بنك بلوم مصر قبل أيام عن اعتزامه اطلاق صندوق استثمار نقدي برأسمال 100 مليون جنيه يستثمر في أدوات الدخل الثابت، كما يعتزم بنك القاهرة اطلاق صندوق "يومي" ذي العائد اليومي والذي حصل علي موافقة البنك المركزي وهيئة سوق المال لاطلاقه. ويأتي هذا التوسع بعد اسبوعين من اطلاق بنك مصر إيران صندوق الصناديق "وافي" وتبعته موجة من اطلاق الصناديق الاستثمارية بالسوق، كما يطلق البنك الاهلي المصري صندوقه السابع الذي يطلق عليه اسم "صندوق الصناديق" وبرأسمال 100 مليون جنيه. وأرجع مسئولو إدارات الاستثمار بالبنوك السبب وراء توسع البنوك في اطلاق الصناديق إلي تحسن سوق الاوراق المالية وارتفاع مؤشر البورصة، الامر الذي يعد فرصة للتوسع في اطلاق صناديق الاستثمار. وقال ناجي هندي مدير الاستثمار ببنك مصر إيران للتنمية إن حجم الصناديق لايزال قليل جدا بالمقارنة بحجم السوق، وبالتالي مازالت هناك فرصة لجذب مدخرات المستثمرين لاستثمارها في الصناديق من خلال مدير استثمار محترف يستطيع التعامل مع مستجدات السوق عن طريق التحليل والدراسة، وهذا هو السبب في توسع البنوك لاطلاق صناديق الاستثمار. ويقول هندي إن صندوق الاستثمار يتمتع بعنصر الامان لأن البنك يحاول اختيار مدير الاستثمار المناسب الذي يتمتع بالكفاءة العالية لادارة الصندوق، والسوق ولايزال يحتاج لهذه الصناديق ولاتزال هناك فرصة لزيادة حجمها وزيادة اقبال العملاء عليها، مشيرا إلي انه كان من الطبيعي ان تقوم البنوك بالانتظار والتأخر في طرح صناديق استثمار وقت احتدام الازمة المالية العالمية، لانها كانت تحتاج لوقت اكبر لدراسة اطلاق هذه الصناديق، خاصة ان اغلب الاستثمارات توقفت في هذا الوقت. ويضيف ان البنوك بدأت في اطلاق الصناديق الاستثمارية بعد الانفراجة الحالية والتحسن الملموس في الاسواق المحلية واسواق المال العالمية في الخارج واعتبر هندي ان الوقت الحالي موات لاطلاق الصناديق مدللا علي ذلك بحجم الاقبال الذي لقاه صندوق الصناديق "وافي" الذي اطلقه مصر إيران مؤخرا، رغم انه يعتبر ذا خصوصية، حيث يستثمر امواله في صناديق الاستثمار ذات العائد الثابت، وصناديق الاسهم، ومن المتوقع ان يتزايد الاقبال عليه بشكل كبير، لانه حقق زيادة في سعر الوثيقة بنسبة نصف في المائة خلال اسبوع من اطلاقه. ويري ناجي هندي ان نجاح "وافي" اعطي مؤشرا جيدا للسوق وشجع البنوك الاخري علي اطلاق الصناديق التابعة لها. ومن جانبه ارجع محمد الصهرجتي العضو المنتدب لشركة سوليدير لتداول الاوراق المالية ورئيس جمعية دعم وتدريب المستثمرين السبب في توسع البنوك في اطلاق صناديق الاستثمار إلي عودة النشاط في سوق الاوراق المالية وارتفاع حجم المؤشر وزيادة ثقة المستثمرين وعودة ثقة المؤسسات في البورصة المصرية. واضاف ان الصناديق النقدية تستثمر عادة في أدوات الدخل الثابت مثل أذون الخزانة، وهناك صناديق استثمار تستثمر في الاسهم المتداولة بالبورصة وتسعي البنوك من اصدار الصناديق في الوقت الحالي إلي الاستفادة من التحسن في سوق الاوراق المالية، حيث تتناسب زيادة نشاط البنوك في اصدار الصناديق مع زيادة النشاط في البورصة المصرية سواء من حيث حجم التداول بالبورصة أو مؤشرات الاسعار، حيث حقق كل من مؤشر اكبر 30 سهما بالبورصة case 30 case 70 ارتفاعات مستمرة في الاونة الاخيرة مع زيادة حركة الطلب من قبل الاجانب علي الاوراق المالية المصرية. واشار إلي انه في الفترة الماضية كان هناك تخوف من الازمة المالية واحتمالات تأثيرها علي مصر، وكانت هناك مبالغة في تقدير مدي تأثر الاقتصاد المصري، الامر الذي انعكس علي مؤشر البورصة، ولكن مع ارتفاع المؤشر خلال الشهرين الماضيين وزيادة النشاط بالبورصة باتت الفرصة مواتية. ويؤكد د. محمد الصهرجتي ان الوقت الحالي مناسب جدا لاطلاق صناديق الاستثمار، مشيرا إلي التوقيت الجيد الذي طرح فيه صندوق الصناديق "وافي" الذي لقي اقبالا كبيرا وجذب شريحة جديدة من المستثمرين الباحثين عن التنوع في الاوراق المالية، وهو الامر الذي سيحقق ارباحا جيدة، حيث يعتمد صندوق الصناديق علي وجود ادارة تختار أفضل مجموعة من الاسهم للاستثمار بها. وتوقع الصهرجتي ان تلقي هذه الصناديق اقبالا كبيرا من العملاء، خاصة انها تتسم بتحقيق الارباح وانخفاض المخاطر. واضاف ان الصناديق تعد فرصة جيدة للاستثمار للعملاء الذين ليس لديهم الوقت والخبرة، حيث يديره خبراء متخصصون وبه مزايا جيدة للمستثمر. ومن جانبه يري د. محمود حسين مدير عام الاستثمار ببنك الاستثمار العربي ان اقبال البنوك علي التوسع في اطلاق صناديق الاستثمار ينم عن ضيق فرص توظيف الاموال في النشاط المباشر وهو الائتمان والقروض. وقال د. حسين إن هذه الصناديق تتعامل في بورصة الاوراق المالية أو أدوات الدخل الثابت ولكن في ظل زيادة عدد الصناديق وقلة فرص الاستثمار بالسوق المحلي قد تتجه للاستثمار في الخارج.. محذرا من خطورة ذلك وتعرض هذه الصناديق للخسائر والمشكلات في المستقبل.