المؤشرات المبدئية تكشف: فاتورة استهلاك الفرد قد تزيد علي 300 جنيه في الأسر الفقيرة والمتوسطة من رمضان الي رمضان غالبا ما تشهد اسعار السلع الغذائية وحتي الخدمات ارتفاعات كبيرة ربما تختلف في معدلاتها من محافظة الي اخري ومن منطقة الي اخري في نفس المحافظة . واذا كان التجار وحتي الاجهزة الحكومية المعنية بقضية اسعار السلع وتداولها في الاسواق العامة يتحملون الجانب الاكبر من المسؤلية الا ان اختلاف الانماط الاستهلاكية للاسر المصرية وارتفاعها بشكل كبير خلال شهر رمضان يلعب دورا اخر في اعطاء المبررات للتجار والقطاع الخاص في استغلال هذة الظاهرة وضمان استمرار ارتفاع الاسعار خلال هذة الفترة من السنة. قبل ايام وعلي مدار الاسابيع الماضية تسابقت الوزارات والشركات العامة العاملة في مجال تجارة وتداول السلع الغذائية للاعلان عن استعدادها لمواجهة متطلبات الاسر المصرية خلال شهر رمضان الكريم.ولم يتوقف الامر عند ذلك الحد بل سارعت وزارة التضامن الاجتماعي بافتتاح معرضين للسلع الرمضانية في قاعة المؤتمرات واخر في مقر لجنة المساعدات الاجنبية .لكن الغريب في الامر ان كلا العرضين ربما يصعب علي الطبقات، لن نقول الفقيرة ولكن المتوسطة ايضا الوصول اليهما .لذلك فان قيام التجار والقطاع الخاص باقامة الشوادر للسلع الرمضانية ربما كان افضل لهذه الطبقات حتي لو ارتفعت اسعارها قليلا عن معارض الحكومة . وفي الحقيقة فان الهدف من هذه الاستعدادات الحكومية هو مواجهة القطاع الخاص واعطاء المواطنين الاحساس بتوافر كل السلع خلال الشهر الكريم في الوقت الذي يروجون فيه من الان إلي ان هناك ازمة في الارز بعد اقتناصهم لمقولة وزير التضامن في احد الاجتماعات "لو كان فية مشكلة في الارز عندنا المكرونة "وصل الامر الي حد قيام اصحاب المخايز التي تنتج العيش الحر الي الترويج من الان ومبكرا لازمة القمح الروسي بعد قرار الحكومة الروسية بوقف التصدير بسب الحرائق هناك. لذلك لم يكن غريبا ان يعلن د. علي المصيلحي أنه تقرر إقامة معارض للسلع في بعض المحافظات خلال الأسابيع القادمة بالتنسيق مع الغرف التجارية لتوفير احتياجات الأسر المصرية بأسعار منخفضة . و أن أرصدة الدقيق المدعم البلدي والطباقي متوافرة وتصل إلي 675 ألف طن شهرياً مخصصة للمخابز بالإضافة إلي توفير دقيق المستودعات لصرف الدقيق المدعم للمواطنين.. وأكد انه سيتم تعديل مواعيد انتاج المخابز خلال شهر رمضان بالتنسيق مع الادارت التموينية الفرعية علي ان تكون مواعيد المخابز ذات الحصة الكبيرة علي فترتين لتوفير الخبز علي مدي اليوم كما تقرر تشغيل مخبز أو أكثر في منطقة بعد الافطار حتي السحور لتوفير الخبز المدعم الطازج ، وأضاف المصيلحي أنه يتم متابعة حركة الدقيق في المخابز للتأكد من إنتاج كامل حصة الدقيق المدعم للمستهلكين بالأسعار المحددة وكذلك إنشاء غرفة عمليات لتلقي شكاوي المواطنين ضد المخابز ؟أو بقالي التموين الذين يمتنعون عن صرف المقررات التموينية للمواطنين أو يقومون ببيعها بأسعار أعلي من الاسعار التي حددتها الوزارة، وطالب الوزير المستهلكين بعدم شراء خبز الارصفة لتعرضه للتلوث وكذلك عدم شراء اسطوانات البوتاجاز من السريحة و التعامل مع سيارات شركات البترول و شباب الخريجين أو المستودعات . لكن علي الجانب الاخر قدمت الشركة القابضة للصناعات الغذائية تعهدات بان الاسعار في المجمعات الاستهلاكية تراعي البعد الاجتماعي لاحداث التوازن الكمي والسعري في الاسواق علي اعتبار ان اسعارها تقل عن مثيلاتها في السوق المحلي بنسب تتراوح بين 10 و15% بل واكدت ان سعر السكر المعبأ يتراوح بين 3 جنيهات و350 قرشا للكيلو والمكرونة الشعبية بسعر 125 قرشا و650 للمسلي الصناعي وان اسعار الزيت تتراوح بين 575 قرشا وتسع جنيهات للكيلو واللحوم الستوردة بسعر 30 جنيها للكيلو والطازجة بسعر 38 جنيها للكيلو. لكن بعيدا عن الاستعدادات الحكومية وسيناريوهات القطاع الخاص فان السؤال الان هل تكفي هذة الاستعدادات لمواجهة ارتفاع معدلات الاستهلاك خلال شهر رمضان؟ وهل تكفي في المقابل الموازنات الاسرية لمواجهة متطلبات رمضان؟ تشير التقارير والدراسات الاحصائية إلي ان معدلات استهلاك الحبوب بجميع انواعها يصل الي 2 مليون طن شهريا وان متوسط استهلاك الفرد يصل الي 25 كيلو في الشهر ومن السكر الي 250 الف طن و تعتبر مصر من اعلي المعدلات علي مستوي العالم من حيث استهلاك الفرد والذي يصل الي 3 كيلو في الشهر .أما البقوليات وهي من السلع التي يعتمد عليها المواطنون خلال شهر رمضان فيصل معدل استهلاكها الي 50 الف طن بواقع 750 جراما للفرد في الشهر .في حين يصل حجم الاستهلاك من الزيوت النباتية 75 الف طن بواقع لتر تقريبا في الشهر .كما يحتاج الشعب المصري الي 166 الف طن من الثوم والبصل خلال الشهر حيث يصل معدل استهلاك الفرد الي 3 كيلو في الشهر هذا بخلاف الخضراوات التي تبلغ الاحتياجات الشهرية الي اكثر من 800 الف طن بواقع استهلاكي يصل الي 10 كيلو للفرد هذا بجانب الفاكهة حيث يحتاج الفرد الي 8,5 كيلو وتقول الاحصائيات إن اجمالي الاستهلاك من الفاكهة يصل الي 583 الف طن شهريا. لكن اذا اتجهنا الي السلع الغذائية الاساسية من البروتين الحيواني فان الاحصائيات تقول ان معدل الاستهلاك الشهري من اللحوم الحمراء والبيضاء الي ما يقرب من 150 الف طن حيث يصل معدل استهلاك الفرد الي 2 كيلو تقريبا في الشهر و5 كيلو من اللبن و1,5 كيلو من الاسماك. ربما توضح هذه الاحصائيات المبدئية ان فطار وسحور الفرد قد يصل علي اقل تقدير الي 300 جنيه في هذا الشهر اي ان الاسرة المكونة من خمسة افراد تحتاج الي 1500 جنيه للستر في الشهر الكريم الا اذا وضعت موائد الرحمن في الحسبان.