ضرب د. هاني هلال وزير التعليم العالي عرض الحائط بقرارات المجلس الأعلي للجامعات بشأن قواعد تنسيق طلاب دفعة الفراغ للقبول بالجامعات والمعاهد. تدخل الوزير بشكل غير مسبوق في اعمال مكتب التنسيق لفرض حد ادني مسبق للقبول يؤدي لانخفاض حاد في اعداد المقبولين خاصة بكليات القمة خلافا لنسب الاعداد التي وافق عليها المجلس الاعلي للجامعات. ساعدت أمانة المجلس الاعلي للجامعات برئاسة د. سلوي الغريب أمين المجلس في تنفيذ فرمانات الوزير بعدم تحديد اعداد المقبولين بكل قطاع من الكليات وتجاهل تنفيذ قرارات المجلس.تقضي قرارات المجلس الأعلي للجامعات بتحديد اعداد المقبولين بالكليات لطلاب سنة الفراغ بنفس نسبة الاعداد التي تم قبولها العام الماضي بالنسبة لاعداد الناجحين لتحقيق تكافؤ الفرص.بمعني انه لو كانت نسبة اعداد المقبولين بكليات الطب العام الماضي 3% من اجمالي اعداد الناجحين، فإنه يتم احتساب اعداد المقبولين هذا العام بنفس النسبة من اجمالي اعداد الناخبين هذا العام، ليحصل كل طالب علي نفس الفرص التي كانت متاحة لاقرانه بالاعوام السابقة. غير أن وزير التعليم العالي يري ان طلاب هذه الدفعة لا يستحقون المساواة مع طلاب الدفعات السابقة لانهم راسبون من سنوات سابقة!! لذلك لم يتم تحديد اعداد المقبولين والتي علي اساسها يتحدد الحد الادني طبقا للقواعد المستقرة لتنسيق القبول بل اكتفي السيد الوزير بالالتزام بجزء من قرارات المجلس الاعلي للجامعات بأن يكون الحد الادني للقبول «في حدود» اقل حد أدني تم القبول به خلال اخر 5 سنوات متجاهلا الشق الاهم في القرارات بضرورة تحديد اعداد المقبولين. لقد تلاعب الوزير بالقواعد الاساسية للتنسيق حيث يتحدد الحد الادني مع اعلان نتائج التنسيق وليس خلال فترة تسجيل الرغبات وذلك طبقا لاعداد المقبولين ورغبات الطلاب ومستويات شرائع المجاميع. صدرت التعليمات بتعديل برنامج الحاسب الآلي الخاص بتسجيل رغبات الطلاب بحيث يرفض تسجيل رغبات الطلاب للالتحاق بكلية «معينة» إذا كان مجموع درجات الطالب اقل في الحد الأدني «المسبق» المحدد للقبول بهذه الكلية. في حين انه لا يصح ابدا تحديد الحد الادني اثناء فترة تسجيل الرغبات، انما الهدف تضييق الفرص امام الطلاب لحرمانهم من الالتحاق بكليات القمة. تحدد الحد الادني المسبق للقبول بكليات الطب 95% والصيدلة وطب الاسنان 93% والهندسة 86% والاقتصاد والعلوم السياسية 95% والاعلام 94% والالسن 93% فإذا كانت اعداد الطلاب الحاصلين علي مجموع اكبر من 95% حوالي 664 طالبا بحسب احصائيات وزارة التعليم فإن ذلك يعني ان اجمالي الطلاب الذين يلتحقون بكليات الطب والاقتصاد والعلوم السياسية بحسب الحد الادني المسبق للقبول بهذه الكليات لن يتجاوز عدد هؤلاء الطلاب (664) من شعبتي العلوم والادبي، بل قد يقل العدد عن ذلك لاحتمالات وجود طلاب بشعبة الرياضة ضمن هذه الشريحة في حين انه يفترض قبول اكثر من 2000 طالب بكليات الطب فقط باحتساب الاعداد بحسب النسبة التي تم قبولها العام الماضي من اعداد الناجحين طبقا لقرارات المجلس الاعلي للجامعات بينما اجمالي اعداد المقبولين بكليات القمة هذا العام لن يتجاوز (4500) طالب الحاصلين علي مجموع اكبر من 85% تحقيقا لرغبات الوزير.