تزايدت احتجاجات العاملين بهيئة التمريض في السنوات الأخيرة بعدما طفح بهم الكيل من تدني أجورهم وغياب الاهتمام بالممرضين وعدم الاستجابة إلي مطالبهم، فلم يعد يكفيهم 90 قرشا للوردية و8 جنيهات للنوبتجية في مقابل 12 ساعة عمل، ولم تتوقف مشكلات العاملين بالتحريض عند الأجر المتدني بل تتسع لتصل إلي تشويه صورتهم إعلاميا واصابتهم بأمراض خطيرة. وفي هذا التحقيق يرفع «ملائكة الرحمة» شكواهم ربما يستجيب المسئولون لمطالبهم أو يسمعهم أحد.. وبدأت «سارة» حديثها ممرضة بمستشفي شبين التعليمي: احنا عاوزين حقوقنا المادية قائلة : أنا أعمل منذ عشرين عاما ولا اتقاضي سوي 400 جنيه ونعمل 12 ساعة سهر ولا نحصل سوي علي 6 جنيهات ، وكذلك بدل النوبتجية حوالي 4 جنيهات في 12 ساعة، وليس لنا مطالب سوي تحسين أجورنا وزيادة البدلات والحوافز حيث إن قرار 292 لسنة 2010 بزيادة الحوافز 125% لم يطبق علينا حيث مازلنا نحصل علي 25% حوافز فقط في حين نعمل ساعات عمل طويلة دون أي مقابل مجز. بينما تقول نعيمة عبد المقصود ممرضة بأم المصريين «عاوزينا ملائكة رحمة ازاي واحنا ما بناخدش حقوقنا مضيفة أنا أعمل منذ 32 عاما ولا احصل سوي علي 615 جنيها في حين نعمل نوبتجيات من 8 صباحا إلي 8 مساء 125 قرشا وبعد الخصم 90 قرشا. كل ما نطلبه هو الرحمة والشفقة بنا وبأوضاعنا المتدنية حيث إننا نعمل وقتا طويلا دون مقابل هذا غير أن الوجبة التي نحصل عليها غير آدمية، فليس من المعقول أن تظل أوضاعنا بهذا السوء ونحن مطالبون بالحافظ علي الجودة في ظل عمالة قليلة وضعف موارد مالية وقلة الإمكانات، وبالاضافة لكل ذلك نبتسم في وجوه المرضي فكيف نفعل ذلك؟! أما نبيهة محمود خليل ممرضة بمستشفي عين شمس التخصصي عضو مجلس نقابة التمريض فتقول إن أهم مطالبنا هي تحسين صورة الممرضة في وسائل الإعلام واحترام دورها في المجتمع حيث تتم اهانتها من خلال هذه النظرة الدونية لها، وهذا كما أكدت نبيهة يسبب لها مشكلة مع أهالي المرضي والمرضي بسبب تعرضها للاهانات. بينما تؤكد نبيهة أن أوضاعها المادية افضل بكثير من أوضاع زميلاتها في المستشفيات الحكومية التابعة لوزارة الصحة حيث لا يحصلون إلا علي جنيهات قليلة في مقابل مجهود شاق وساعات عمل طويلة. مها سعد ممرضة تؤكد أن الممرضات يتحملون فوق طاقتهم في العمل مما يتسبب في اصابتهم بأمراض خطيرة نظرا لضغوط العمل مثل آلام الظهر وآلام مستمرة في الكتف وانزلاق الغضروف وغيرها، ولكن دون مقابل يعوضها عن ذلك أو حتي اهتمام بالرعاية الصحية لها من إجراء فحوصات مستمرة ورفع بدل العدوي لهم. ومن جانبها تقول كوثر محمود مدير عام التمريض العلاجي بوزارة الصحة أن الوزارة وضعت يدها علي أهم نقاط الضعف بالنسبة للعاملين بمهنة التمريض مما دفع وزير الصحة لتوفير ميزانية بهدف تحسين أوضاع الممرضين بدأت بصرف زي رسمي مجاني من الوزارة وسيتم تعميمه في الأيام القادمة، ايضا تخطط الوزارة لتنظيم دورات تدريبية للممرضين سواء علي رأس العمل داخل المستشفيات أو في مراكز التدريب أو خارج مصر (تايلاند- الصين- أمريكا- انجلترا- اسبانيا). وتضيف كوثر أن التعديل الذي تم علي مدارس التمريض وتحويلها إلي معاهد فنية وزيادة الدراسة من 3 سنوات إلي 5 سنوات ستجني ثماره في عام 2011 حيث يتم تخريج أول دفعة لعشرين مدرسة، ومن ثم نشهد التطوير، ايضا سيتم سد العجز وعلي نهاية 2013 سيتم تحويل 260 مدرسة وبالتالي لن يكون هناك عجز في أعداد الممرضين. وتستكمل مدير عام التمريض أن قرار 292 برفع الحوافز إلي 125% سيتم تطبيقه خلال أيام علي الجميع حتي يتم تحسين رواتبهم ، كما ستشهد الأيام القادمة بالتحديد من أول يوليو رفع بدل النوبتجية إلي 10 جنيهات للدبلوم و15 جنيها للبكالوريوس. وتؤكد كوثر أن الوزارة تهتم في الفترة القادمة بإجراء متابعات مستمرة وزيادة فريق الإشراف بالوزارة بهدف حل ومواجهة أي مشكلة مع إدارات المستشفيات. في حين طالبت بعودة الثقة من الممرضة المصرية وضرورة تحسين صورتها في وسائل الإعلام.