من الرقة إلى سرت د. عادل وديع فلسطين في عام 2015 في اليونان ، حذر الرئيس عبد الفتاح السيسي العالم من مغبة ترك الأوضاع في ليبيا لمزيد من التدهور حين قال : لقد حذرت منذ عامين من عواقب الأوضاع في سوريا والعراق ولم يتحرك المجتمع الدولي والآن هناك خطر قادم من ليبيا ونحن في مصر نبذل جهداً كبيراً لتأمين الحدود البرية التي تمتد 1200 كيلو متر . جاء هذا التحذير من السيد الرئيس بعد أن رصدت أجهزة المخابرات الغربية ارتفاع حركة انتقال قادة تنظيم داعش من سوريا والعراق إلى ليبيا حيث أصبحت سرت ليست فقط إمارة داعشية لكن العاصمة الجديدة للتنظيم ، ورأت قيادة داعش المركزية في ليبيا فرصة هائلة لترسيخ الخلافة لتكون سرت العاصمة الجديدة بدلاً من الرقة ، وأصبح هذا المخطط لا يهدد أمن دول الجوار والشمال الافريقي فقط ، بل العالم أجمع خاصة أوروبا التي لا يفصلها عنها سوى 400 ميل . وقد بدأ التنظيم أيامها فرض قوانينه في سرت من ارتداء النساء للنقاب وتنفيذ عمليات الاعدام العلنية وإقامة شرطة إسلامية تقوم بدوريات رافعة أعلام داعش ، ومحاكم شرعية وبناء السجون مع حظر الموسيقى والتدخين والفصل بين الذكور والإناث ، كما تم إنشاء مكتب للضرائب وتعيين ( والي ) سعودي الجنسية لمراقبة تطبيق القواعد المتطرفة للشريعة أما المستشفيات فقد تم إخلاؤها بسبب الفصل بين الرجال والنساء . هذه هي سرت وهذه هي أهميتها التي تتجلى حولها نظرة السيد الرئيس السيسي حين أعلن أن سرت خطاً أحمر وأن الجيش المصري جاهز للتصدى لأي اختراق تركي في هذه المنطقة كما يظهر أيضاً أهمية سرت لأردوغان لأنها منطقة جاهزة لفرض نفوذه وسيطرة التنظيم الاخواني عليها وأيضا وهو الأهم لتكون النواة للتوسع التركي وإحياء الدولة العثمانية .