يوم السبت الماضي كنا على موعد مع كارثة جديدة أثارت جدلًا على موقع التواصل الاجتماعي«فيس بوك»، بطلها الليمون، وعنوانها الحقيقي ارتفاع أسعار الخضروات والفاكهة، وغياب استعدادات وزارة الزراعة لمواجهة أثر التغيرات الجوية على المحاصيل الزراعية. ارتفاع أسعار الخضروات والفاكهة، وتحديدًا محصول الليمون، كشف عن عدم استعداد وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي لمواجهة سوء الأحوال الجوية التى تواجهها مصر. المساحات المنزرعة بالليمون قليلة نسبيًا بالنسبة لأشجار الموالح الآخرى، فأشجار الليمون لا تتعدى نسبته 10% من أشجار الموالح، أي أن المساحة المزروعة بأشجار الليمون في مصر تصل لقرابة 40 ألف فدان تقريبًا، معظمها في محافظة الشرقية تقدر بحوالي 14 ألف فدان، بينما تبلغ نسبة انتاجه في الفيوم 6 آلاف .فدان، والبحيرة 3 آلاف فدان تقريبًا، وحوالي 8 آلاف غرب النوبارية … هكذا أوضح نقيب الفلاحين حسين أبو صدام نسبة المساحات المنزرعة بالليمون في مصر موزعة على جميع أنحاء الجمهورية . *ما سبب ارتقاع أسعار الخضروات والفاكهة؟ «سبب ارتفاع أسعار الخضروات والفاكهة، يرجع إلي سوء الأحوال الجوية خلال الشهور السابقة، الأمر الذي أدى لسقوط المحاصيل مبكرًا من على الأشجار في عدد من المحافظات، خاصة الليمون، إضافة إلى تلفه قبل وصوله للمستهلك بسبب كثرة حلقات التداول بين المزارعين والتجار».. بهذه الكلمات أوضح حاتم نجيب رئيس شعبة الحضروات والفاكهة بالغرف التجارية أسباب ارتفاع محصول الليمون. وأوضح رئيس شعبة الفاكهة والخضروات بالغرف التجارية، أن سعر الليمون خرج من البورصة بأكثر من 15% من سعره الطبيعي، مشيرًا إلى أن الشعبة رصدت ارتفاع أسعار الليمون منذ أيام، حيث تراوح في الأماكن الشعبية من 50 إلى 60 جنيهًا، والأماكن الراقية من 80 إلى 100 جنيه. وتوقع أن تنتهي أزمة ارتفاع أسعار الليمون خلال أسبوعين كحد أقصى بعد طرح صنف “السلطاني” بالأسواق المحلية، مما يترتب عليه انخفاض الأسعار بنسبة لا تقل عن 40%. *كيف يتعامل الشارع مع ارتفاع الأسعار؟ «الأهالي» قامت بجولة ميدانية في إحدى الأسواق لاستطلاع راي المواطنين حول أسعار الفاكهة والخضروات، وبسؤال ربات البيوت عن آرائهن في ارتفاع الأسعار، وكيفية التعامل مع زيادة أسعار المحاصيل الزراعية، قالت نادية محمد إحدى ربات البيوت، إن أسعار الخضروات والفاكهة مرتفعة جدًا، ليس فقط الليمون. وأوضحت نادية، إن أسعار الفاكهة أصبحت لم يستطيع إليها سبيلًا، فالمشمش وصل ب15، و12 جنيه، والبرقوق ب 40 جنيه، والأناناس والخوخ ب 10 جنيه، والعنب ب 20 حنيه، والتفاح ب 25 جنيه، والخيار ب 5 و7 جنيه، والطماطم ب 10 جنيه، في حين أنها قبل رمضان كانت ب 4 جنيه، والليمون قبل رمضان كان ب 20 جنيه، وحاليًا ب 60 و 70 جنيه، لافتة إلى أن أى أسرة متوسطة الدخل تعاني ارتفاع تلك الأسعار. وتابعت: «أن الموضوع لم يقف عند هذا الحد فقط، لكن الأسعار طالت الفراخ، فالفراخ البيضة المليئة بالسموم وصلت ل 80 جنيه، في حين كنا نشتريها ب 45 جنيه والسمك كان ب 15 و 25 جنيه لكن قبل رمضا ن الكيلو ب 38 جنيه».واختتمت نادية،«بنزل السوق معايا 100 جنيه، عشان اشتري طبق سلطة خضار بلدي من غير الفاكهة واللحمة والعيش والرز». - الإعلانات - *أين وزارة الزراعة من استعدادات التغيرات الجوية ؟ في هذا الصدد قال النائب رائف تمراز وكيل لجنة الزراعة بمجلس النواب، إن سبب ارتفاع الأسعار في السوق يرجع إلي نظرية العرض والطلب فهى المتحكمة في أسعار المحاصيل . وأوضح النائب رائف تمراز في تصريحات خاصة ل«جريدة الأهالي المصرية» أنه إذا كان السوق مليئ بالسلع الغذائية والخضار والفاكهة انخفضت الأسعار، وفي حين إصابة السوق بالشح في المحاصيل الزراعية ترتفع الأسعار، مشيرًا إلى وجود سبب أخر وراء ارتفاع الأسعار هذا العام وهو غياب استعدادات وزارة الزراعة لاستقبال التغيرات الجوية التى تواجهاها مصر. وتابع وكيل لجنة الزراعة بمجلس النواب: «أن التغيرات الجوية أثرت على قدرة الأراضي الزراعية على الانتاج، فالأرض بدلًا من أن تنتج 2 طن في الأيام الطبيعية هذه الأيام ينتج طن واحد فقط»، لافتًا إلى عدم توافر المبيدات والأسمدة اللازمة لمواجهة ارتفاع درجة الحرارة والتى تؤثر على الفلاحين ومن ثم على التاجر والمستهلك. *وزارة الزراعة: تجدر ألإشارة إلى أن محمد القرش المتحدث باسم وزارة الزراعة، أكد على أن ظاهرة ارتفاع أسعار الليمون “فسيولوجية”، وأن المحصول يعاني من ظاهرة “تساقط يونيو”، الأمر الذي يتسبب في انخفاض الإنتاج. وقال القرش، في مداخلة في تصريحات صحفية إنه “وبعد موسم شهر رمضان والعيد، وبسبب الإجازات يكون حجم المعروض في الأسواق قليلا، وهذه الأسباب هي التي أدت إلى ارتفاع أسعار الليمون” مشددا على أن الأسعار ستعود لوضعها الطبيعي خلال أسبوعين. وأكد على ارتفاع الأسعار بالفعل، لكنه لم يصل إلى 60 أو 80 جنيها كما يزعم ويروج البعض، لافتا إلى أن التغيرات الجوية في مصر أثرت بشكل كبير على حجم الإنتاج.