تحقيق محي الدين فتحي: برغم ارتفاع إنتاج محصول الموالح هذا العام بأصنافه المختلفة( البرتقال واليوسفي والليمون وخلافه), مقارنة بالأعوام السابقة إلا أن صادراته انخفضت في الأسواق الخارجية, مما أدي إلي ارتفاع خسائر مزارعي الموالح هذا العام. خاصة مع انخفاض أسعار الموالح في الأسواق المحلية. فما الأسباب الحقيقية وراء خسائر محصول الموالح هذا العام؟ وكيف يمكن تلافي تلك الخسائر خلال الأعوام المقبلة؟! يقول الدكتور هشام علام, مدير معهد بحوث البساتين بوزارة الزراعة, لاشك أن الأزمة الاقتصادية التي أدت إلي ركود الأسواق العالمية قد انعكست سلبا علي معظم الصادرات المصرية وتآخر بعض الدول المستوردة في فتح أسواقها لأسباب داخلية, وينطبق ذلك علي معظم المحاصيل ومنها الموالح, ونظرا لاختلاف الظروف المناخية في بعض دول العالم ومنها البرازيل فقد استمرت في تصدير الموالح لجميع دول العالم حتي امتلأت مخازن تبريد المستوردين في دول أوروبا الشرقية والغربية, بالإضافة إلي المنافسة القوية أيضا من موالح تركيا وجنوب إفريقيا, وقد أدي ذلك بالتالي إلي ضعف صادرات الموالح المصرية, خاصة مع تأخر الموسم, ولكن الموقف يبدو أكثر تفاؤلا مع بدء تصدير البرتقال الصيفي المصري خلال شهري مارس الحالي وإبريل المقبل. ويضيف الدكتور سلامة عيد خبير الموالح رئيس البحوث المتفرغ بمعهد بحوث البساتين تعرض مزارعي الموالح المصريين لخسائر هذا العام نتيجة لزيادة إنتاج الموالح في عدد من دول العالم ومنها البرازيل وازدياد جودته علي حساب البرتقال المصري لتنخفض أسعاره في الأسواق المحلية, كما ساعدت ظاهرة المقاومة علي زيادة إنتاجية اليوسفي وبالتالي رخص أسعاره في الداخل. ويقول د.محمد سامي مليجي, وكيل معهد بحوث البساتين للإرشاد والتدريب, إن الظروف المناخية من العوامل المؤثرة في إنتاج الموالح في مصر, فإذا صادف وقت التزهير والعقد هبوب رياح ساخنة, فإن ذلك يؤدي إلي تساقط كميات كثيرة من الأزهار والثمار لينخفض المحصول في عديد من الحدائق التي تحتاج إلي الري في هذه الظروف, بينما خلال فترتي اكتمال نضج ثمار الموالح في فصل الخريف تعتبر الظروف المناخية ملائمة جدا لوجود فرق كبير بين درجتي حرارة الليل والنهار مما يسهم في جودة الثمار, وتعتبر الموالح هي محصول الفاكهة الأول في مصر من حيث المساحة وكمية الإنتاج والتصدير بين محاصيل الفاكهة الأخري, وطبقا لاحصائية الإدارة المركزية للبساتين بوزارة الزراعة فقد بلغت المساحة الكلية المنزرعة للموالح في مصر462772 فدانا, منها374022 فدانا مثمرا انتجت3522953 طنا بمتوسط إنتاج9.4 طن للفدان والمساحة الكلية المنزرعة بالموالح داخل الوادي318096 فدانا منها259581 فدانا مثمرا بينما المساحة الكلية المنزرعة بأشجار الموالح خارج الوادي144676 فدانا مها112441 فدانا مثمرا وتمثل أنواع البرتقال المختلفة نحو62% واليوسفي26% والليمون البلدي نحو11% وبقية الأنواع الأخري مثل النارنج والجريب فروت والليمون الأضاليا والليمون الحلو وغيرها نحو10% من حملة المساحة المنزرعة بالموالح. ويقول الدكتور عبدالرحمن محمد, رئيس قسم الموالح بمعهد بحوث البساتين, هناك أسباب عديدة أدت إلي زيادة خسائر مزارعي الموالح المصرية هذا العام ولعل أهمها: الانتشار العشوائي لزراعات الموالح في مصر, حيث تعود المزارع المصري عند تحقيق ربح متميز في محصول ما الاتجاه إلي زراعته. التغيرات المناخية التي تؤدي إلي انخفاض درجات الحرارة وأحيانا إلي ارتفاعها عن المعدلات الطبيعية, مما أدي إلي حدوث خلل في توزيع الأصناف في المساحات المنزرعة لعدم توفير قاعدة خاصة بالأرصاد الجوية لمساعدة المزارع علي تقليل اضرار مثل تلك الظروف الطارئة. ارتباك الموسم التصديري للموالح المصرية هذا العام مقارنة بالأعوام السابقة وتأخر الموسم, وبالتالي عزوف كثير من التجار المصريين من شراء الموالح وزيادة المعروض بالسوق المحلية. عدم استكمال منظومة الربط بين الإنتاج الزراعي والتصنيع الزراعي مثل تحويل فائض الإنتاج إلي عصائر مركزه. رفع الدعم عن مصدري الموالح المصرية في العام الماضي, مما أدي إلي انصراف الكثير منهم عن عمليات التصدير وأدي بالتالي إلي خفض أسعار المنتج محليا وزيادة خسائره. عدم وضع استراتيجية مستقبلية خاصة بكل محصول يتم التفكير في التوسع فيه, خاصة المحاصيل المعمرة مثل الموالح وذلك بدراسة المساحات المناسبة ومدخلات الإنتاج المطلوبة والكوادر الفنية اللازمة والاحتياجات الفعلية للأسواق.